لم ألتقي بهذا الرجل سوى بضع لقاءات، وكانت علاقتي به في معظمها تلفونية ومقتصرة على التصريحات السياسية أو البيانات الصحفية المتعلقة ببعض مواقف اللقاء المشترك أو التجمع اليمني للإصلاح.
 
 
في ذات صباح وبعد الانتخابات الرئاسية في 2006 بدأت دوامي مبكرا وتحديدا عند الساعة السابعة صباحا، وإذا بي أقرأ تغطية نشرتها وكالة سبأ لخطاب ألقاه المخلوع في حضرموت وهاجم فيه التجمع اليمني للإصلاح والحزب الإشتراكي اليمني واتهمهما بمحاولة تخريب الوطن وإعادته إلى ماقبل 22 مايو.
 
 
حز في نفسي ذلك الهجوم بعد انتهاء المعركة الإنتخابية، وفكرت في رد يوازي ذلك الهجوم الغير مبرر، وورد إلى ذهني فكرة الاتصال بالرجل الجهبذ قحطان.
 
 
مكالمتي أيقظت قحطان من نومه ورغم تحرجي منه إلا أنني طرحت السؤال عليه وطلبت منه تعليقا على ماورد في الخطاب فكان رده مختصرا ومقتضبا ومثيرا في نفس الوقت .. كانت إجابته كالتالي (أقول لصالح .. ياصالح لو استطعت إعادة سعر البيضة إلى ما قبل الانتخابات فأنت رئيسا نموذجيا .. شكرا لك).
 
 
انتشر هذا التصريح انتشار النار في الهشيم وتناقلته معظم وسائل الإعلام وبات عنوانا للصحف المحلية والخارجية، ومحل تناقل الشارع.
 
 
ظل هذا العنوان يحز في نفس صالح وأتباعه لسنوات، وأتذكر بعد مرور ثلاث سنوات من نشر تصريح قحطان جاء رد المخلوع عبر سبتمبر نت حين نشر خبرا عن تراجع سعر البيض إلى 11 ريالا لأول وقالت إن ذلك يحدث لأول مرة منذ سنوات.
 
 
كان الرجل مثيرا بتصريحاته وبظهوره، وكان الكل ينظر لما يقوله بترقب كبير سواء من قبل المخلوع وعصابته أو من قبل وسائل الإعلام والناشطين السياسيين.
 
 
في 2005 نظمت منظمة صحفيات بلا حدود ندوة سياسية حضرتها قيادات في المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك، وكان حضور قحطان فيها كمستمع، لكنه وفي مداخلة قصيرة حول اهتمام وسائل الإعلام من تغطية الندوة إلى تغطية مداخلة قحطان.
 
 
في تلك المداخلة لخص قحطان وضع اليمن بنكتة فهمت بأنها موجهة لصالح مع أن نقد صالح حينها كان في حكم المحرم، ومفاد هذه النكتة أن "سواقا في منطقته كان يتعاطى الكحول وكان يقوم بنقل الركاب من القرية إلى المدينة وفي ذات يوم انقلبت السيارة فكانت ردة فعل السائق مفاجئة .. خرج السائق من سيارته يرجم من كان معه من الركاب بالأحجار وعندما سُؤل السائق عن سبب قيامه بذلك الفعل أجاب (الركاب كانوا راكبين خطأ)".
 
 
كان ظهور قحطان مثيرا، وكانت لتصريحاته وقعا ثقيلا على قلوبهم وكانوا يقرأون كل كلمة يقولها ويتحدث بها .. إنهم يدركون من هو قحطان ذلك السياسي الذي حشد اليمن واحتشد له اليمن في هذه الليلة.
 
 
أيها السياسي المحنك محمد قحطان .. أنت تؤلم سجانيك وأنت في معتقلك، وهم يدركون أن اعتقالك خطيئة، لكنهم لايملكون من أمرهم شيئا .. هم مجرد آلة تنفذ مايملا عليها .. تفتقر للإنسانية والأخلاق والقيم .. آلة قمع تتآكل انتفاشتها كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة.
 
 
ستخرج أيها البطل بطلا كما عرفناك وسينتهي سجانوك إلى مزبلة التاريخ وستصبح أنت زبيري ربيعنا الماضي والآتي لامحالة.
 
من صفحة الكاتب في "الفيسبوك"

مشاركة الصفحة:

اقراء أيضاً

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر