درس اعلامي من وداع شيرين 


مجدي أحمد

ليس من السهولة أن تكون صاحب تأثير وأنت على قيد الحياة والأصعب منه أن تكون كذلك بعد موتك. 

  قليلون فقط، ربما من كانت حياتهم ذكية بما يكفي ليكونوا ملهِمين لغيرهم وقليل من هذا القليل من صار موتهم درساً بليغاً لتعلم أبجديات الحياة ومتطلبات الحضور.     

  كي تكون خالداً وذا أثر طيب يلزمك فقط أن تكون قريباً منك، ان تحافظ على الانسان بداخلك، أن تبقى على مسافة واحدة من الإنسان فيك، أن تتصالح مع ذاتك، أن تكون إنساناً وهذا شرط كافٍ لكل ما سبق. 

كل الأعمال الخالدة كانت قريبة من الإنسان وذاك سر خلودها.. بقدر قربك من الإنسان يكون الحضور والتأثير والأثر. 

تأثرت وأُعجبت إحدى الفتيات بالإعلامية الفلسطينية الراحلة شيرين أبو عاقلة وقررت أن تكون إعلامية فاختصرت لها الشهيدة الطريق بقولها: "كوني انسانة تكوني إعلامية صاحبة تأثير". 

ولنا درس بليغ في جنازة شيرين المهيبة وموتها الرهيب وغيابها الفصيح في حضوره. 

شيرين التي تربى على تقاريرها جيل كامل.. لم تتركنا للذهول والحيرة وتذهب بل اعطتنا مذكرة للعبور عنوانها العريض "كن إنسانا". الكاتب العربي الكبير حنا مينه يعرف نفسه بقوله: "أنا كاتب الفرح والكفاح الانسانيين". 

الكتابة ما لم تكن مادتها الانسان فهي لغة تهريج لا أكثر. ومالم تعبر عن هموم الناس وتطلعاتهم، عن عاداتهم، عن نضالهم وتضحياتهم، عن أفراحهم، وأتراحهم فهي فضول كلام. 

كن عفوياً بسيطاً ودافئاً مع من حولك. حتى لغتك يجب أن تكون سهلة وفي متناول الجميع.. لا تختر الفاظا معقدة فينفض الناس من حولك لا تتعالى عليهم بحديثك فتبقى وحيداً، لا تتذاكى عليهم فسيد قومه المتغابي. 

تسامى دون أن تتعالى وكن إنسانا تكن صاحب أثر طيب.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر