يوم بعث فينا الأمل من جديد


تهاني الحازبي

جاء الحادي عشر من فبراير كطوق نجاة لوطن يغرق في ويلات الفقر والاستبداد، وطن مثخن بويلات الجهل والصراعات التي ألقته فيها السلطة السابقة، لقد مثل ذلك اليوم التاريخي أملاً جديداً لكل اليمنيين رغم اختلاف مشاربهم وأطيافهم السياسية.

 بهذا التاريخ المجيد نفض اليمنيون عنهم نظاما جثم على صدورهم 33 وعاما، كانت سنينا عجافا لوهلة بدت وكأنها قدر محتوم لا خلاص منه، غير أن هذا الشعب العظيم أثبت أن روح آباءه الثوار الأولين الذين ثاروا في وجه الإمامة مازالت حية في نفوسهم.

لطالما راهن النظام البائد على اقتتال اليمنيين وتنازعهم إذا ما هو غادر السلطة، لكن المفاجئة التي جعلته عاجزا أمام هؤلاء الشباب هو سلميتهم التي خرجوا بها إلى الساحات، كان ذلك بمثابة الصفعة له، فطوال سنوات حكمه كان النظام يبني جيشا لحمايته ويزوده بأحدث الأسلحة إذا ما اندلعت مواجهات مسلحة ضده، لكنه لم يفكر يوما أن يكون سبيل إزاحته بهذه الطريقة، لقد تفوق وعي الشباب وسلميتهم على مكر النظام السابق وآلته العسكرية.

لم ينسَ فبراير أيضاً المرأة اليمنية، حيث كان لها دوراً أساسيا ومحوريا في الثورة، تشارك فيه إخوانها الرجال بلورة فكرة مستقبل اليمن الجديد والدولة المدنية الحديثة  التي كانت هتاف الجماهير المحتشدة في الساحات، إن الحادي عشر من فبراير أحد الأيام العظام في تاريخ اليمن الحاضر والمستقبل، لأن الأهداف التي وضعها الشباب الثائر  سوف تمتد لتكون حقيقة واقعة على الأرض تعيشها الأجيال المقبلة وتجني ثمارها، وإن غدا لناظره قريب.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر