لا تذهب بعيدا في موسم المطر


محمود ياسين

تمسي عودتك شكل من تحدي الطبيعة في شوارع صنعاء، يتبرم السائق وهو يخوض في اليم، حتى أنني لم اتنبه للأمر ولا أين نحن إذ كنت غارقا في جملة أفكار من ذلك النوع الذي يجتاحك في مغارب المطر.
 
تشعر بماضيك في كل تحول مناخي مثل جذع طلحة ملقاة على ضفة سائلة بين الدنوة ورجاح، تجد آخر المطاف فلاحا من قريتك يحملك للضفة الأخرى بينما تحدق في الجذع الملقى هناك وقد استسلم لمصيره مثل كائن منسي، لن يلحظه أحد الا عندما يجف ويغدو صالحا للاحتراق.
 
واجهات المحلات منهمكة في اقتناص أرباح بقيت في زمن بلا رواتب لكن المحلات لا تعرف اليأس، فتاة مترددة تود لو يتحلى المارة بالعمى لتعبر وقد كشفت عن ساقها مثل ملكة نسي رعيتها فضيلة التهذيب.
 
في الجانب الشمالي من صنعاء بيتي ووجهة العائد وفي الوسط أسئلة وفي الجنوب تحدث أشياء من ذلك النوع الذي تعرفه أيام ما كنت في فرزة تعز في الطريق إلى البيت، تلك السكينة والنشوة وهي تفاقم وجود رجل مضى عليه شهرين بعيد عن زوجته، الآن وقد قوضنا البيت كل الأماكن خطرة وليس ثمة أمان ينتظرك أو خوف يمكنك مغادرته.
 
اتصال من موزع الرواية يقول إن مئتي نسخة من "قبل أن أقتل رويدا" ستكون في مكتبة أبي ذر بشارع حدة، عندما يتوقف المطر.
 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر