7 من أفرادها ضحايا.. قصة أسرة تحت وحشية قناصة ميلشيات الحوثي في تعز

[ أسرار (7أعوام) ترقد بالمشفى بعد إصابتها برصاص قناصة الحوثيين في تعز ]

تستقبل الطفلة "أسرار الريمي" (7 أعوام)، عيد الفطر، وهي لا تستطيع الوقوف على قدميها واللعب والمرح كغيرها من الأطفال، نتيجة رصاصة قناص حوثي، استهدفتها بالقرب منزلها في حي الزهراء بمديرية صالة شرق مدينة تعز جنوب غربي اليمن.
 
ارتكبت ميلشيات الحوثي جرائم مضاعفة بحق أسرة أبرار خلال السنوات الماضية، تحديدا في الحي الذي تسكنه القريب من خطوط التماس مع عناصر الميلشيات المتمركزين، في المرتفعات المطلة على المنازل أو القريبة منها.
 
ويتخذ المواطنين حيل مختلفة لمنع رصدهم من قبل قناصة ميلشيات الحوثي، سواء من خلال السترات التي تغطي تحرك السكان، بحيث لا يتم رؤيتهم من قبل الحوثيين، بعد أن اتضح لغالبيتهم ان الاستهداف متعمد ضد المدنيين ولا علاقة له بأي توجس عسكري.
 
ففي 26 رمضان، الموافق 5 أبريل/ نيسان الجاري، أصيبت "أسرار" بقدمها الأيمن بطلقة قناص تابع لمليشيا الحوثي يتمركز في معسكر الأمن المركزي شرقي المدينة، ما أدى إلى تهشم عظام مشاط قدمها بالكامل.
 
وفي ذات الوقت، أصيبت زوجة شقيقها جميلة يوسف (21 عاماً)، برصاص قناص أصابت يدها اليمنى. وقال والد أسرار لـ"يمن شباب نت"، أنه مع محاولة أفراد الأسرة إسعاف الطفلة أسرار، استمر القناص الحوثي بإطلاق الرصاص، ما تسبب بتأخر اسعافها لبعض الوقت.
 
وأشار، إلى أن ابنته وزوجة إبنه، تعرضتا للقنص أثناء ما كانتا في طريقهما إلى حلقة تحفيظ القران الكريم في المسجد القريب من منزله في حي الزهراء بمديرية صالة.
 
أسرة تحت القنص
 
تعد الطفلة أسرار، الضحية السابعة في أسرتها، والتاسعة خلال شهر رمضان المبارك في حي الزهراء الذي يتعرض ساكنيه لعمليات قنص مستمرة من قبل قناصة مليشيات الحوثي المتمركزين في معسكر الأمن المركزي سابقا.
 
كما استشهد "عزيز صالح الريمي"، وهو الضحية الأولى في الأسرة، في مايو/أيار 2015، إثناء ما كان يعمل إلى جوار والده في بيع الدجاج في سوق الأشبط، بعد إن اخترقت طلقتين قناص حوثي جبهته، وأخرى في فمه، توفي على إثرهما.

 

#الهدنه
ثامن عملية قنص للمدنيين من قبل قناص #الحوثي في رمضان تؤدي لاصابات في مديريات #تعز ، فقد استمر القنص ساعات طويلة حتى قبل قليل. وادى
لاصابة امراةوطفلة في #حي_الزهراء.
يحاول السكان تجنب الخروج وتقليل حركتهم،لكن القتاص يريد ان يشلها تماما، ويمنعهم من ممارسة حياتهم. pic.twitter.com/8EqDXlJejA

— إشراق المقطري (@EshraqAlmaqtari) April 5, 2024
 

ورصد "يمن شباب نت" الإصابات التي استهدفت بها الأسرة من قبل ميليشيات الحوثي، كالتالي: "برهان صالح" (18 عاماً) أصيب، أثناء ما كان عائدا من عمله بطلقة قناص حوثي، في مفصل الركبة، بتاريخ 2023.
 
وأيضاً، حكمة صالح الريمي (13 عاماً)، أصيبت وهي تلعب بجوار منزلها مع الطفلة حليمة ابنة شقيقها الشهيد عزيز صالح، عام 2017. ورب الأسرة "صالح مهدي حسن الريمي (64 عاماً)، أصيب بطلقة قناص حوثي في قدمه الأيمن عام 2017، جوار منزله.
 
"محمد" (35عاماً) هو ابن آخر، لصالح الريمي كان ثاني الضحايا، وجرح مرتين، أحدها كانت ايضا في سوق الاشبط، عندما أصابت طلقة قناص قدمه الأيسر، فيما الإصابة الثانية كانت عام 2016، وما زال يعاني من آثارها حتى الآن.
 
 
استهداف متواصل.. قتل الطفولة
 
على مدى تسع سنوات تواصل مليشيا الحوثي الانقلابية استهداف المدنيين بشكل مباشر وقصف الأحياء السكنية في مدينة تعز  وفرض حصار خانق عليها.
 
وخلال شهر رمضان المبارك، قرابة تسعة مدنيين سقطوا برصاص قناصة مليشيا الحوثي الانقلابية، بالإضافة إلى إصابة طفل في مقبنة بالريف الغربي للمدينة، بانفجار لغم على هيئة حجر.
 
ورغم عدم وجود احصائية دقيقة لعدد ضحايا القنص الحوثي في تعز خلال الأربع السنوات الماضية، فيما بعض الحالات لم توثق.
 
ومنذ مارس 2015م، وحتى اغسطس 2020، تم رصد مقتل وإصابة "366" طفلاً بمحافظة تعز تتراوح أعمارهم بين "1-17 عامًا" برصاص قناصة يتبعون ميليشيا الحوثي، وفقا لتقرير للتحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان "تحالف رصد".
 
منطقة الشقب التابعة لمديرية صبر الموادم جنوب مدينة تعز، كان لها النصيب الأكبر من جرائم مليشيا الحوثي منذ بداية الحرب، حيث بلغ اجمالي ضحايا القنص، نحو 247 ضحية، منها 43 شهيدا و204، جريح.
 
وتعليقا على مزاعم المليشيات الحوثية التي تدعي مناصرة غزة، يقول والد الطفلة أسرار صالح الريمي: "هذه هي معركة الحوثي.. يستهدف الأطفال في تعز من أجل تحرير فلسطين المحتلة".
 
وأضاف الريمي، "أن الحوثي انتهك حرمة النفس، وبراءة الطفولة في اليمن عامة وتعز خاصة. وقال إلا يعرف قيمة وحرمة النفس التي هي من أكبر الكبائر".
 
 
جرائم مستمرة
 
وأعتبر مدير مكتب شؤون الحصار تعز، ماهر العبسي، استمرار مليشيا الحوثي في جرائمها في تعز واليمن عموماً، نتيجة تراخي المجتمع الدولي وعدم الضغط على هذه الجماعة لوقف انتهاكاتها ضد المدنيين.
 
وقال لـ"يمن شباب نت"، "ان استهداف المدنيين في مدينة تعز المحاصرة مستمر حتى في شهر رمضان المبارك، وحتى مع استمرار الهدنة غير المعلنة بين الطرف الحكومي وجماعة الحوثي".
 
وأضاف: "المجتمع الدولي يعرف كيف يضغط على هذه الجماعة ومن أين المكان الصحيح الذي يستطيع من خلاله أن يجبرهم على ايقاف هذه الانتهاكات" لافتا "أن الميلشيات لا تعترف بأي هدنة أو أي عملية تقارب من أجل السلام".
 
وأوضح العبسي "للأسف تماهي المجتمع الدولي مع الحوثيين جعلهم يستمرون في الإيذاء بالمدنيين وحصار مدينة تعز أيضاً الاستمرار في إطلاق القذائف التي نسمعها يومياً في مدينة في الجبهة الشرقية أو الغربية أو في تجاه مقبنة أو جبل حبشي وكأن الهدنة غير موجودة".
 
ومنذ العام 2015، تفرض مليشيا الحوثي الانقلابية حصارا خانق عن مدينة تعز، وتستهدف المدنيين بالقنص وبالقذائف ومختلف أنواع الاسلحة، إلى جانب سقوط المئات من الضحايا في المدينة، بسبب الألغام الحوثية، وسيتمر الرفض والمراوغة رفضا لرفع الحصار عن المدينة وفتح الطرقات الرئيسية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر