تحدث عن مستقبل اليمن التوافقي..

الرئيس العليمي: الحوثي إنقلب على الشرعية لتحقيق مصالح إيران بالسيطرة على الملاحة البحرية

[ لقطة شاشة من حوار رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الذي بثته قناة اليمن الرسمية ]

  قال رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور رشاد العليمي، إن الانسجام الذي تم العمل عليه، داخل مجلس القيادة الرئاسي، خلال العامين الماضيين؛ يبعث رسالة أن مستقبل اليمن، بعد تحريره من ميليشيات الحوثي، سيقوم على الشراكة والتوافق بين كافة الأطراف السياسية..
 
وأكد الرئيس العليمي، في الحوار الصحفي الذي أجراه معه الصحفي المصري مصطفى بكري لقناة "صدى البلد" المصرية؛ على أن ميليشيات الحوثي الإرهابية هربت من استحقاقات خارطة الطريق، بعد أن كانت قاب قوسين أو أدنى من نهايتها، إلى استهداف الملاحة البحرية في البحر الأحمر، تحقيقا لهدف إيراني مبكر في تهديد الملاحة البحرية، بدء منذ ثمانينات القرن الماضي ضمن ما يعرف بـ "تصدير الثورة" الخمينية..
 
وأعتبر أن الحوثيين جزء من ميليشيات إيران التي تشكلت، عقب الثورة الإيرانية، في عدد من الدول العربية، وفي مقدمتها اليمن، التي انقلبوا على سلطتها الشرعية، مغلبين مصلحة إيران على مصالح الشعب اليمني.
 

تجانس المجلس الرئاسي
 
وفي مطلع الحوار، تحدث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، اليمني، عن الإنجازات التي قام بها المجلس منذ إعلان تشكيله قبل عامين (في 7 أبريل 2022). وكان أبرز ما قاله في هذا الجانب هو أن مجلس القيادة الرئاسي، يبعث من خلال وحدته وتجانسه الداخلي، برسالة مستقبلية، تقوم على الانسجام والتوافق، يمكن البناء عليها عندما يتم تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الميليشيات الحوثية..
 
وقال إنه "رغم أن مجلس القيادة الرئاسي جاء من تيارات متباينة، إلا أننا استطعنا أن نحدث تجانسا داخل المجلس"، معتبرا أن هذه المرحلة "هي رسالة للميليشيات الحوثية أن اليمنيين قادرين على الشراكة وعلى التوافق فيما بينهم.."
 
وأضاف: وهذه الشراكة نحن جسدناها من خلال الحكومة التوافقية من كافة التيارات السياسية في المجتمع اليمني، كما هو حال مجلس القيادة الرئاسي أيضا، ما يعطي أملا لتوافق دائم في المستقبل إن شاء الله، عندما نحرر ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الميليشيات الحوثية، ونعيد بناء مؤسسات الدولة ونستعيد دولتنا المركزية وعاصمتها صنعاء"..
 
وعدد العليمي عددا من الإنجازات التي قام بها المجلس خلال السنتين الماضيتين، بينها إعادة بناء المؤسسات لكي تقوم بواجباتها الوظيفية والوطنية، بدء بمؤسستي الأمن والقضاء، كأهم مؤسستين في بناء الدولة. إلى جانب إعادة ترتيب أوضاع الجيش..
 

بناء جيش لأجل السلام
 
وأشار إلى أنه "برغم الحديث عن الهدنة؛ إلا أن ميليشيات الحوثي الإرهابية تهاجم الجبهات كل يوم؛ على كافة المحاور.. مضيفا: "ونحن في المجلس رفعنا شعار: يد تبني ويد تحمل السلاح" والذي تمت استعارته من مصر أيام جمال عبد الناصر..
 
ونوه إلى أن الميليشيات الحوثية "عندما رأتنا نحقق منجزات في بناء الدولة قامت في أكتوبر قبل الماضي، أي بعد تشكيل المجلس بأشهر قليلة تقريبا، قامت بضرب ميناء الضبة النفطي بحضرموت، ليتوقف تصدير النفط، ما أفقد البلاد 70% من موارد الدولة..
 
وأشار إلى أن الهدنة التي لم يلتزم بها الحوثي، حتى الآن، كي تتحول إلى هدنة حقيقية، فقد توجب عليهم، في المجلس الرئاسي؛ إعادة بناء مؤسسة الجيش تحت قيادة واحدة، وفقا لما نص عليه إعلان نقل السلطة..
 
وتابع: وقد بدانا خطوة مهمة بإنشاء غرفة عمليات مشتركة تمثل كافة القوات والتشكيلات العسكرية ومقرها عدن تحت إمرة وزير الدفاع، وهي حاليا من تدير العمليات العسكرية على مستوى كافة الجبهات..
 
وفي هذا الجانب، خلص إلى القول: ونحن نعول أن تكون هي العامل الحاسم بإذن الله في الدفاع عن مكتسبات الشعب اليمني ونظامه الجمهوري، وفي استعادة الدولة عموما، واسقاط الانقلاب، وبعدها يمكن الدخول في عملية سلام شاملة.
 

ما وراء تهديد الملاحة البحرية
 
وفي الحوار تحدث الرئيس اليمني عن عملية السلام الشاملة، مشيرا إلى أن المملكة العربية السعودية، كانت قد عقدت عدة لقاءاتها مع الجانبين اليمني والحوثيين "وتوصلنا إلى ورقة تحت اسم مشروع خارطة الطريق التي وافقنا عليها من جهتنا، كما وافق عليها الحوثيون أيضا بحسب ما أفادونا الأشقاء في المملكة".
 
وأضاف: "وكنا قاب قوسين أو أدنى للانتقال إلى مرحلة عملية في هذا الجانب، إلا أن الحوثيين هربوا من هذا الاستحقاق إلى القيام بهجمات على الملاحة البحرية في البحر الأحمر، وربطوا هذه الهجمات بغزة بينما الواقع أنهم بدأوا بتهديد الملاحة قبل أحداث غزة، حيث قاموا قبلها باختطاف سفينة مدنية إماراتية، ولا تزال لديهم حتى الآن، وهددوا الكثير من السفن وزرعوا الألغام البحرية في البحر الأحمر.."
 
وكشف إن "تهديد الملاحة البحرية كان هدفا إيرانيا مبكرا، ونحن ندرك هذا، وكنا موجودين في المشهد السياسي، وكنا نلاحظ أن الإيرانيين يخططون للسيطرة على البحر الأحمر منذ وقت مبكر"، مستدركا: "وهذا التخطيط ليس من اليوم، بل كان قد بدء منذ ثمانينات القرن الماضي.. حين بدأت هذه الخلايا تتشكل بالتزامن مع إنشاء حزب الله بلبنان في 1983.. ضمن المخطط الإيراني للخميني فيما عرف بـ "تصدير الثورة" الإيرانية، وبدأت بإنشاء ميليشيات في كافة المناطق، وفي مقدمتها اليمن، التي بدأت بتشكيل خلايا "الشباب المؤمن"، ثم تحت اسم الحوثيين، ثم سموا أنفسهم اليوم بـ "أنصار الله"..
 
وتابع: وللأسف كانت هناك محاولات لإشراك هؤلاء في السلطة، بدء من مؤتمر الحوار الوطني الشامل، ثم حكومة الوفاق الوطني التي أشركوا فيها لينقلبوا عليها لاحقا، وعلى اتفاق السلم والشراكة، مغلبين بذلك مصلحة إيران على مصلحة اليمنيين"..
 

السر في أهداف إيران
 
وقال إن "هدف إيران اليوم، هو المساومة على قضاياها لتحقيق مصالحها مع الغرب، سواء فيما يتعلق بمشروعها النووي، أم العقوبات الدولية.. وعلى حساب مصالح الشعب اليمني، والشعوب الأخرى في لبنان وسوريا والعراق.."..
 
ونفى العليمي مزاعم ميليشيات الحوثي بأن هجماتها في البحر الأحمر ينطلق من التضامن مع غزة، مؤكدا أن الهدف الحقيقي هو فرض السيطرة والهيمنة. وقال: الحوثيون اليوم ليس لديهم قضية على الإطلاق، فهم يقومون بمحاصرة المدن اليمنية، ويقطعون الطرقات بينها، كما يحاصرون اليمنيين من إعادة تصدير النفط، وفي مناطق سيطرتهم يفجرون المنازل فوق سكانها، لأنهم يعارضون مشروعهم...
 
وأستدرك: لذلك الحقيقة في رأيي أن الحوثيين يخدمون المشروع الإيراني في المنطقة، وليس له علاقة بفلسطين... وبالتالي فالهجمات الإرهابية على البحر الأحمر هو إثبات للعالم أن البحر الأحمر هو بحيرة إيرانية...
 
وتسائل: ما الذي جلبه هذا العمل لليمنيين أو لغزة؟ هل حل المشكلة؟ ابدا. ما حدث هو أنه عسكر البحر الأحمر وأتى بالأساطيل من كل العالم إلى البحر الأحمر، وأضاف عبئا معيشيا أضافيا على اليمنيين، فالكونتينر الذي كان يأتي من الصين إلى عدن أو إلى الحديدة، وكان بألفين أو 1,800 دولار، نجده قد تضاعف اليوم إلى 8,000 دولار..، كما أن قناة السويس تخسر نصف مليار دولار شهريا، بحسب ما أكده محاوره الصحفي مصطفى بكري.  
 
كما أشار العليمي أيضا إلى أن الحوثيين، بتصرفاتهم تلك، صرفوا أنظار العالم عما يحدث في غزة، وعن الهجمات الإسرائيلية الوحشية على اخواننا في غزة، حيث بدأت أنظار العالم تتجه إلى البحر الأحمر والخطر الذي تهدده إيران..
 
وفي الوقت الذي جدد فيه الإشارة إلى تضاعف الأسعار على اليمنيين، من خمسة إلى ستة أضعاف تقريبا بسبب ارتفاع تكلفة التأمين والشحن.. جدد التأكيد أيضا على أن هذا كله أنما يخدم إيران ومشروعها التوسعي في المنطقة، وهي قد أعلنت رسميا سيطرتها على البحر الأحمر..
 
وأعتبر أن هذا الطموح الإيراني، ليس إلا هدفا استراتيجيا من أهداف إيران، والذي تنفذه في اليمن ميليشيات الحوثي، بدعوى أنها تناصر اخواننا في غزة، مؤكدا على أن الشعب اليمني وقيادته يقفون مع غزة؛ "وأصدرنا بيانات عديدة حول ذلك، وهناك مظاهرات يمنية تقام بشكل اسبوعي في كافة المحافظات اليمنية المحررة، لمناصرة غزة..
 
وذكر الرئيس العليمي بدعوته التي سبق وأن أطلقتها في اجتماع القمة العربية في جدة، من أنه "إذا كانت الميليشيات صادقة في وقوفوها إلى جانب الفلسطينيين، فإن أول خطوة يجب أن يخطوها العرب هي حل النزاعات البينية"، وأستدرك: "ونحن نمد أيدينا إلى ميليشيات الحوثي في أن تستجيب لعملية السلام.. ونوحد الشعب اليمني لنصرة غزة ونصرة فلسطين..
 

حصار تعز بيد الحوثي

وبشأن الحصار المفروض على تعز، من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية، منذ تسع سنوات، أكد الدكتور العليمي على أنها تعتبر "مأساة حقيقية بكل المقاييس"، مضيفا: "وهذا الحصار نحن وضعناه في أولوية أجندتنا في مجلس القيادة الرئاسي، وكان ضمن شروط الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي"
 
وأوضح: كانت الهدنة تقوم على أربعة شروط، هي: وقف إطلاق النار، وفتح مطار صنعاء إلى وجهتين، وفتح ميناء الحديدة، وانهاء الحصار على تعز. إلى جانب قضية الأسرى "الكل مقابل الكل"..
 
وأكد على أن الحكومة التزمت بما عليها من شروط، وفتحت مطار صنعاء، وميناء الحديدة، الذي جنى منه الحوثيون مئات المليارات من ميناء الحديدة على أساس أن يدفعوا مرتبات الموظفين لديهم، إلا أنهم لم يقوموا بذلك، كما أوقفنا إطلاق النار من جهتنا، ومع ذلك قام الحوثيون بقصف الموانئ النفطية أثناء هدنة وقف إطلاق النار. وكما هو الحال بخصوص الشرط الخاص بفتح طرق تعز، لم يستجب الحوثيون لذلك، حتى هذه اللحظة.     
 
وكشف الرئيس العليمي، أن أحد السفراء الغربيين، الذين كانوا يفاوضون وفد الحوثي في العاصمة العمانية (مسقط)، أبلغه أنهم حين سألوا وفد الحوثي المفاوض بمسقط عن مشكلة تعز، ولماذا يرفضون انهاء حصارها، كان جوابهم: أن مسألة تعز بيد عبد الملك الحوثي نفسه، لذلك لا نستطيع مناقشتكم في هذا الموضوع..!!
 
وقال الرئيس: لذلك أعتقد أن حصار تعز، هو نوع من محاولة إذلال، والعقاب الجماعي لأبناء تعز، لأنها قاومت هذا المشروع (الحوثي) حتى قبل انطلاق عاصفة الحزم، منوها أن معظم المحافظات قاومت، لكن أبرزها كانت محافظة تعز وفي الضالع وفي مأرب، بدرجة رئيسية..
 
وإلى جانب ذلك، يشير العليمي إلى عوامل أخرى تتعلق بتعز، بينها تاريخها؛ إذ يعتبرون أن لها دور بارز في إسقاط النظام الملكي (الذي يعتبر الحوثيين جزء منه)، في ثورة 1962. حيث كان رجال الأعمال من تعز هم الممولين لحركة الأحرار، كما كانت تشكل أيضا حركة التنوير قبل وأثناء الثورة..    
 
وهنا يوجه رئيس مجلس القيادة الرئاسي، سؤالا للحوثي: إذا كنت تزعم مناصرة غزة، فلماذا تحاصر أبناء تعز، الذين يخرجون كل جمعة في مظاهرات مناصرة لغزة؟ وهم يرفعون شعار، يقول: من يحاصر تعز، لا يمكن أن يفك الحصار عن غزة..!!
 
ضبابية الموقف الغربي
 
وفيما يتعلق بالمواقف الغربية بشأن الحرب في اليمن، التي كثيرا ما وصفت بأنها "ضبابية"، خصوصا وإنها سارعت في إيقاف قوات الشرعية من استكمال السيطرة على محافظة الحديدة، من خلال تبنيها "اتفاقية ستوكهولم" حينها، والتي بدت وكأنها تعمدت إنقاذ ميليشيات الحوثي، ومنحتها الوقت لاستعادة قواتها المنهارة، دون تنفيذها بنود الاتفاقية...!!
 
وردا على ذلك، قال العليمي، بداية؛ إنه لا يمكن "وضع الموقف الغربي كله في سلة واحدة"، مضيفا: "وما أعتقده هو أنه كان لدى الغربيين أتفاق بأنهم ضد الحرب عموما"... ومع ذلك، إلا أنه أكد على أنه "كانت هناك ضغوطات شديدة جدا، تصب في إيقاف أي انتصار حقيقي لاستعادة الدولة، وإسقاط الانقلاب، بطرق متعددة ومختلفة، سواء على الحكومة الشرعية، أم على تحالف دعم الشرعية، بقيادة المملكة السعودية والإمارات.."..
 
وأضاف: "وبعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، نحن مضينا في عملية السلام، وقلنا لهم تفضلوا تعالوا، نحن مع السلام، وعليكم أن تقنعوا الحوثي أن يكون مع السلام". وأشار إلى أن الشرعية قدمت الكثير من التنازلات، قبل وبعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي.. بينما كان الحوثيون، بعد الاتفاق على كل شيء، لا ينفذون شيئا..
 
كما نوه العليمي إلى أنهم حذروا المجتمع الغربي من أن الحوثيين يهددون الملاحة البحرية، وأنه شخصيا قال ذلك في خطاب رسمي في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن هناك مخطط خطير لإيقاف الملاحة الدولية.. إلا أن هذه التحذيرات لم تكن تؤخذ بعين الاعتبار، حتى وقع الأمر، وحدث تغيرا في الموقف الغربي وصدر القرار (2722) من مجلس الأمن الدولي..
 
وأعرب عن سعادته بهذا القرار، خصوصا من حيث أنه أكد ضمنيا على قرار مجلس الأمن الدولي السابق رقم (2216)، بعد أن كانت هناك تسريبات بأنه لم يعد قابلا للتطبيق، والذي يعتبر بحد ذاته خارطة طريق لحل القضية اليمنية..   
 
 
 
 
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر