ارتدادات زلزال هبوط "شعب إب" تضرب هيئته الإدارية وسط احتجاجات ومطالبات بالمحاسبة

صُعق أبناء محافظة إب والوسط الرياضي اليمني، بنبأ هبوط نادي "شعب إب" إلى الدرجة الثانية بعد خسارته في مباراته الأخيرة أمام شعب حضرموت في دوري الأضواء اليمني، النبأ الذي نزل على الجماهير كالزلال مخلفا هزات ارتدادية لا يبدو أنها ستتوقف عند وقت قريب.
 
فمع إعلان صافرة الحكم انتهاء اللقاء الكروي حتى تجمع العشرات من محبي النادي أمام مقر النادي في مدينة المشنة (مركز المحافظة) وهتفوا بهتافات تطالب برحيل مجلس إدارة النادي ومحاسبتها.
 
الاحتجاجات كانت أكثر صخباً في مواقع التواصل الاجتماعي حيث سادت حالة من الحزن والانكسار لدى جماهير النادي ومحبيه الذين عبّروا في تناولاتهم عن حزنهم العميق عن هبوط النادي الذي كان متوقعاً عطفاً على النتائج السلبية التي لازمته طوال الدوري الذي كان نظامه التجميعي جزء من أسباب هذا الهبوط كما يرى مراقبون.
 
ورصد "يمن شباب نت" حالة سخط شعبي كبير من قبل جماهير النادي الذين طالبوا بسرعة إقالة إدارة النادي التي يرأسها محافظ المحافظة في سلطات الحوثيين، عبدالواحد صلاح، ومحاسبتها والوقوف على جملة الأسباب التي أدت إلى تراجع النادي الأعرق والرياضة بشكل عام في محافظة إب الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية.

 

استقالة الإدارة.. مطلب الجميع
 
أجمع جميع الرياضيين والإعلامين وجمهور ومحبي النادي على ضرورة سرعة استقالة إدارة النادي كإجراء فوري عقب الهبوط المخُيب، كما طالبوا بمحاسبة المتسببين بالمشاكل التي واجهها النادي خلال السنوات الأخيرة.
 
الصحفي أشرف الريفي قال إن العام الجديد بدأ بيوم حزين رياضيا خسرت فيه الرياضة اليمنية عنيدها "شعب إب" الذي هبط للدرجة الثانية كتعبير حقيقي عن أزمة كبيرة يعيشها النادي على كل المستويات.
 
وحمّل الريفي إدارة النادي مسؤولية هذا الإخفاق مشيراً إلى أنها "تقود الفريق من فشل إلى آخر دون تقييم أو تخطيط أو مراجعة".
 
وأضاف في منشور له على "فيسبوك": "لا يكفي فقط رحيل الإدارة (...) بل أيضا لابد من وقفة محاسبة وتقييم".
 
من جهته قال الإعلامي الرياضي والأكاديمي "صادق وجيه الدين"، "وبما أنّ الفأس قد وقع على الرأس، ولم يعد مجديًا البكاء على اللبن المسكوب، فإنه يبقى على الإدارة الشعباوية، إذا ما أرادت أن تحفظ ماء وجهها، أن تُقدِم على خطوة لا بد من إقدامها عليها، وعلى وجه السرعة، بحيث تعلن استقالتها الجماعية الليلة، قبل صباح غدٍ، مع تضمُّن بيان الاستقالة توكيد إقرارها بتحمُّلها مسؤولية هبوط فريق كرة القدم، وقبله هبوط فريق كرة السلة، وتبدي استعدادها للمثول أمام الجمعية العمومية، وتعبِّر عن اعتذارها الشديد لكل أبناء ناديهم العريق..!".
 
أما "أحمد الشماع"، فيرى أن سقوط نادي شعب إب من الدوري هو عبارة عن جرد آخر السنة الذي كشف عن إدارة فاشلة وفاسدة تدير وتعبث بالنادي الغني عن التعريف والغني بالإيرادات، مضيفاً "أتمنى أن يكون هذا السقوط للإدارة وليس للنادي العريق".
 
ويؤكد "عبدالله كرش" ما ذهب إليه السابقون، مشيراً إلى أن الصورة الحزينة للاعبين بعد الهبوط كفيلة بمبادرة إدارة النادي للاستقالة وإفساح المجال للشباب وتصحيح أخطاء النادي والوقوف أمام كل السلبيات إن كانت "لديهم ذرة مسؤولية".


 
مشاكل فنية
 
وإلى جانب الفشل الإداري، أرجأ أشرف الريفي إخفاق النادي في البقاء ضمن دوري الدرجة الأولى إلى أن شعب إب بلا استقرار فني فخلال بطولة الخمسة الأسابيع تم تعيين جاهزين فنيين، ناهيك عن عدم استقرار في التشكيلة التي تغيب عنها الرؤية الفنية، مشيراً في سياق ذلك إلى أن عددا من لاعبي الفريق تم استدعائهم قبل أيام، حيث كانوا يلعبون في دوريات ريفية في مديريات إب لأنهم يحصلون على مردود مالي أفضل مما يحصلون عليه في النادي.
 
وتابع في منشور مطول له: "منذ بداية الحرب وإدارة العنيد تتعامل مع الوضع كأمر واقع لا يمكن يتغير ويبدو أنه أعجبها، فلم تعمل على تجاوزه كما فعلت أندية أخرى كالأهلي والوحدة في صنعاء مثلا".
 
الريفي جدد التأكيد على أن الإدارة تتحمل مسؤولية هذا السقوط بدرجة أساسية لأن من مسؤوليتها توفير الاستقرار الاداري والفني وحتى المعيشي للفريق، كما أنها لم تستوعب جرس الانذار منذ العام الفائت، كما لم تحافظ على أبناء النادي.
 
خارطة طريق
 
كابتن فريق شعب إب والمنتخبات الوطنية السابق، إيهاب النزيلي، رغم ألمه الشديد على ما آل إليه الفريق إلاّ أنه حرص على تقديم خارطة طريق لتجاوز "الكارثة" التي حلت مشدداً أن الوقوع بداية الاستفاقة.
 
وأكد النزيلي في منشور على صفحته في الفيسبوك، على التصحيح كمطلب آني أكثر من أي وقت مضى، مشيراً إلى أن بداية التصحيح يكون برحيل الادارة الحالية للنادي مع كل التقدير لكل الأسماء المتواجدة، حد وصفه.
 
ودعا النزيلي اللاعبين ومحبي النادي وجمهور العنيد إلى وقفة احتجاجية أمام مقر النادي، احتجاجا على ما حل بالفريق كما وضع خطة تصورية للتغيير المنشود تتضمن التالي:
 
١- تقديم استقالة جماعية لمجلس الإدارة الحالي لا تستثني أحد من الأعضاء.

٢- تشكيل لجنة مؤقتة من أبناء النادي لحين الدعوة لاجتماع الجمعية العمومية واختيار إدارة جديدة للنادي.

٣- تتولى اللجنة المؤقتة مهمة تنقيح أعضاء الجمعية العمومية وفق كشوفات آخر اجتماع انتخابي وإضافة الأعضاء الحاليين من لاعبي الألعاب المختلفة.

٤- يتعهد المجلس الاداري الجديد (قبل الانتخابات) بتقديم مشروع تكاملي يتضمن تطوير منظومة العمل في النادي وانتزاع حقوقه وأصوله المتنوعة للاستفادة منها وإعادة النظر في كافة العقود التجارية المبرمة مع النادي وتسخير كل تلك الاموال لخدمة ابناء النادي في مختلف الفئات السنية.
 
الهيئة الإدارة تستجيب وصلاح يرواغ!
 
في الأثناء أفادت مصادر رياضية، أن الهيئة الإدارية للنادي قدمت استقالتها لرئيس النادي، وذلك تحت ضغط الشارع الرياضي الغاضب.
 
وأشارت المصادر إلى أن الاستقالة الجماعية قدمت إلى رئيس النادي الذي تطالب جماهير النادي وعشاقه إلى استقالته هو الآخر فوراً، محملين إياه جزء كبير من المسؤولية.
 
وفي حين أكد مصدر رياضي لـ "يمن شباب نت"، صحة الاستقالة إلاّ أنه حذّر من أن تكون محاولة تخديرية للشارع الغاضب.
 
وأضاف أن إدارة النادي الحالية عودتنا على الحلول الترقيعية ومحاولة إطفاء الحرائق التي تشتعل بوجهها بين الحين والآخر، داعيا إلى سرعة حل الإدارة الحالية وتشكيل إدارة مؤقتة لتسيير عمل النادي حتى انتخاب قيادة جديدة.
 
في الاثناء أصدر "عبدالواحد صلاح" بياناً أثار حفيظة اللاعبين والوسط الرياضي حيث وصف يوم الهبوط باليوم "الخالد"، كما أنه تمصل من أسباب الفشل الذي قال إنه لا يعلم أسبابه!.
 
وورد في البيان الذي أطلع عليه "يمن شباب نت"، وحمل في طياته إشارة إلى بقائه في رئاسة النادي رغم المطالبات الواسعة بتنحيه: "نعدكم أننا سوف نعمل بجهد لتقييم المشاكل واستخلاص العبر، وسنعمل على اتخاذ التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار مثل هذا الحدث في المستقبل فلا تيأسوا فالقادم أفضل إن شاء الله وسنتذكر هذا الوقت كنقطة تحول في تاريخ نادينا شعب إب الغالي".
 
"الشعب" دفع فاتورة نظام الدوري
 
الناقد والمحلل الرياضي "محمد العولقي" أشار إلى أن نظام الدوري الذي وصفه بـ "العجين" كان سببا رئيسيا في كارثة هبوط نادي شعب إب التي يصعب احتواء توابعها، كما قال.
 
وخاطب اتحاد الكرة في منشور له بالقول: "هيا يا اتحاد كرة قدم.. مفلس فنيا.. هذه عجينة عنادكم ردت إليكم؛ لكن ثمن هذا العجين باهظ بحق وللأسف أن شعب إب دفع الفاتورة دون أن يدري".
 
وأضاف: "شعب إب هبط كما هبطت أخلاق اتحاد كرة لا يرى في الوجود إلا ديكتاتوريته العمياء، وعناده في إقامة دوري خبز طاوة ضرره أكثر من نفعه" حد تعبيره.
 
من جانبه عبّر الصحفي الرياضي "بشير سنان "عن حزنه بهبوط النادي إلى دوري الدرجة الثانية بعد الخسارة أمام شعب حضرموت في المباراة الأخيرة للدوري الذي سماه بـ (الشكشوكة) اللي نظمه الاتحاد اليمني بواقع خمسة أسابيع ذهابًا ومثلها إيابًا!.
 
وأضاف: "حزين .. ولا أخفيكم بأن أسباب الحزن الكثيرة .. عراقة نادي كـشعب إب .. والنجوم الكبيرة اللي تتابعت على النادي ورفدت خزينة المنتخبات الوطنية بكل فئاتها، قُرر مصيره في دوري بمولود سباعي!".
 
وكان الاتحاد اليمني لكرة القدم قد أقر نظاما جديدا للدوري اليمني بواقع مجموعتين كل مجموعة سبع فرق عن طريق القرعة ـ قبل ينسحب منه فريقا (الصقر والطليعة) من تعزـ ما أثار ردود فعل كبيرة في الوسط الرياضي باعتبار أنه نظام لا يحقق تكافؤ الفرص لجميع الفرص التي تتفاوت في مستوياتها في ظل توقف الأنشطة الرياضية في غالب المحافظات اليمنية جراء الحرب الدائرة في البلاد.
 
واقع رياضة إب
 
حالة نادي شعب إب ومثله نادي الاتحاد الذي نجا بأعجوبة من الهبوط عبّرت عن حالة الرياضة في المحافظة الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الإنقلابية التي عمدت منذ اليوم الأول من سيطرتها على المحافظة إلى احتلال المرافق الرياضية والسطو على ممتلكات الأندية واستثماراتها الأمر الذي أدى إلى توقف الأنشطة الرياضية في المحافظة وتراجع مستويات الأندية التي كانت تمثل مصدراً رافداً للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب.
 
وخلال هذه السنوات حولت المليشيا الحوثي مقار الأندية وملاعب التدريب الخاصة بها إلى أماكن لتجمع فعالياتها والعروض الطائفية، ضمن مساعيها للاستحواذ عليه ضمن عدة أملاك لأندية المحافظة نهبتها المليشيا.
 
كما أن المليشيا قامت بالتحكم في قرارات الأندية من خلال ضم قيادات تابعة لها في الهيئة الإدارية للأندية والجمعيات العمومية، فضلا عن تعيين أحد قيادتها في إدارة مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة.
 


ويفسر مسؤول الأندية في وزارة الشباب والرياضة "فرحان ثابت المنتصر"، هبوط مستويات أندية إب، إلى توقف المشاركات والدوريات المحلية والبطولات الودية على عكس أندية صنعاء وعدن وتعز التي قال إنها تخوض بطولات بصورة مستمرة، فضلا عن ممارسات مليشيا الحوثي بحق الرياضة في المحافظة.
 
وقال إن أندية إب (الاتحاد والشعب) وقعت في الفخ فهي لاتلعب حتى مع بعضها، وحين توقفت البطولات المركزية توقفت المشاركات والتدريبات وبالتالي شاخ الشعب فهبط، وشيب الاتحاد ليجد نفسه وهو يعاني، ولولا استعانة الفريقين بلاعبين من خارج اب لكان وضعهما أسوأ.
 
وأضاف: "إضافة إلى ما اقترفه الحوثي من جرم تسبب في خروج الملعبين عن الخدمة مامكن تلك الإدارة المستبدة من الاستئثار بممتلكات شعب اب من دون أن تمنح النادي العناية المستحقة".
 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر