تنامي التعاطف العالمي مع غزة.. الصحافة الأمريكية: الوقت ليس لصالح إسرائيل ومكانة واشنطن عالمياً في خطر

[ متظاهرون في لندن ينددون بجرائم الاحتلال في غزة ]

استعرضت الصحافة الامريكية، خطورة طول مدة الحرب الإسرائيلية الوحشية التي تستهدف المدنيين في غزة، بأنها ستثير الغضب بشكل أوسع في المنطقة، بالإضافة إلى التعاطف العالمي مع القضية الفلسطينية، والشعب الفلسطيني الذي يواجه الإبادة والتهجير.
 
ورصد موقع "يمن شباب نت" تحليل كبرى الصحف الأمريكية، بعد شهر من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أسفر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني، غالبيتهم من النساء والأطفال، في الوقت الذي تواصل قوات الاحتلال قصف المستشفيات بشكل ممهنج.
 
ونقلت نيويورك تايمز، عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الجيش الإسرائيلي لديه وقت محدود لتنفيذ عملياته في غزة قبل أن يؤدي الغضب بين العرب في المنطقة والإحباط في الولايات المتحدة ودول أخرى بشأن ارتفاع عدد القتلى المدنيين إلى تقييد هدف الاحتلال المتمثل في القضاء على حماس.
 
وأضافت في تقرير «The New York Times» "أن كبار المسؤولين يضغطون على إدارة بايدن من أجل إجبار إسرائيل لبذل المزيد من الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين". وقال الجنرال تشارلز براون جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، "بأنه يشعر بالقلق من أن كل مدني يُقتل في غزة يمكن أن يولد أفراداً جدد لصفوف حماس في المستقبل".
 
"وكلما طال أمد الحملة العسكرية الإسرائيلية، زادت فرصة أن يؤدي الصراع إلى إشعال حرب أوسع نطاقا". حسبما قال العديد من المسؤولين في إدارة بايدن. من الناحية الاستراتيجية، قال براون إن الوقت "ليس بالضرورة في صالح إسرائيل".
 
وأشارت الصحيفة بأنه، كلما طال أمد حملة القصف، كلما أصبحت إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة أكثر عزلة في الوقت الذي تدعو فيه الدول في جميع أنحاء العالم إلى وقف إطلاق النار. 
 
 
وتتزايد الانتقادات الموجهة لإسرائيل مع هيمنة صور غزة المدمرة والخسائر في صفوف المدنيين على صفحات الأخبار. وهذا يشكل ضغطاً على جيش الاحتلال الإسرائيلي لإلحاق الضرر بحماس في أسرع وقت ممكن.
 
وقال الجنرال براون إنه كلما طال أمد الحرب، أصبحت أكثر صعوبة بالنسبة لإسرائيل. كما ذكرت الصحيفة بأن بعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين الحاليين والسابقين تساءلوا عما إذا كانت إسرائيل تعطي الأولوية لسلامة المدنيين.
 
 
تحذير للولايات المتحدة بشأن مكانتها
 
بعد مرور شهر على حرب غزة، يقول القادة والمحللون العرب إن دعم الرئيس بايدن الثابت للقادة الإسرائيليين، حتى مع تصاعد عدد قتلى المدنيين الفلسطينيين، يهدد بإلحاق ضرر دائم بمكانة واشنطن في المنطقة وخارجها، محذرين من أن تقبل الولايات المتحدة للهجمات على مخيمات اللاجئين والمستشفيات والمباني السكنية يمكن أن يؤدي إلى تحطيم النفوذ الأمريكي لسنوات قادمة.
 
وبحسب تقرير للواشنطن بوست، «Washington Post» يتجه الغضب بشكل متزايد نحو الولايات المتحدة، وليس فقط ضد إسرائيل، وكان مصدرًا دائمًا للاحتكاك طوال رحلات وزير الخارجية أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط وآسيا خلال الأسبوع الماضي.
 
وقد حذره رؤساء الوزراء والدبلوماسيون بشأن الممارسات الإسرائيلية، واشتبه العديد منهم في أن الأسلحة الأمريكية تسهل الهجمات وأن الجهود المبذولة للدفع من أجل " وقف مؤقت لأسباب إنسانية " بدلاً من وقف دائم لإطلاق النار هي صيغة لاستمرار العنف ضد المدنيين.
 
 
ويعترف مسؤولو إدارة بايدن بالتحدي الذي يواجهونه بينما يوازنون بين الدعم لإسرائيل والخسائر الفادحة بين المدنيين في غزة. يقول المسؤولون إنهم متفائلون بأنه إذا انتهى الرد الإسرائيلي بسرعة - على سبيل المثال، من خلال القضاء على القيادة العليا لحماس - فإن التداعيات طويلة المدى بالنسبة للولايات المتحدة ستكون أقل.
 
 
ويقول المحللون، إن المخاوف الأمريكية بشأن تراجع النفوذ في الشرق الأوسط تسبق بفترة طويلة بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، لكن الوضع الحالي من المحتمل أن يسرع ويعمق التداعيات.
 
وقال التقرير "بالنسبة لعالم منقسم بالفعل حول الغزو الروسي لأوكرانيا، فإن أزمة غزة تقدم مبرراً لأولئك الذين يريدون استغلالها، وهو أن الدول الغربية تهتم بمقتل الأوكرانيين المسيحيين البيض أكثر من اهتمامها بالمسلمين غير البيض في الشرق الأوسط".
 
ومع ذلك فإن الخسائر التي خلفتها الحرب وضعت المسؤولين الأميركيين في موقف لا يمكن الدفاع عنه. حيث يعترف الكثيرون سراً بعدم ارتياحهم إزاء استهداف إسرائيل لمجمعات المدنيين.
 
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن إطالة أمد معاناة المدنيين يهدد بتطرف الشباب الفلسطيني ويزيد من فرص نشوب حرب إقليمية إذا شعرت إيران والقوات التابعة لها بالحاجة إلى الرد.
 
ومع ذلك، بغض النظر عن مدى الضغط الذي تمارسه إدارة بايدن على إسرائيل، فمن غير المرجح أن يتحرر البيت الأبيض من تحمل اللوم على أفعاله الأكثر إثارة للانقسام في ساحة المعركة، كما يقول المحللون، مستشهدين بصور عناق الدب الذي منحه الرئيس الأمريكي لنتنياهو خلال زيارته للأراضي المحتلة.
 
يقول المسؤولون إن عناق بايدن ليس رمزيًا فحسب، بل إن قرار دعم إسرائيل بثبات يأتي من القمة. ويقول مسؤولون مطلعون على الوضع إنه حتى لو كان ائتلاف بايدن الديمقراطي يشعر بعدم الارتياح بشكل متزايد إزاء حجم الخسائر الفلسطينية، فإنه لا يواجه ضغوطا تذكر من الكونجرس لتغيير المسار.
 
 
خيارات صعبة للمطبعين العرب
 
وبحسب الواشنطن بوست العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن النهج المتبع في غزة جعلت القادة العرب غير راغبين في أن يُنظر إليهم على أنهم يقدمون أي خدمات لواشنطن.
 
في السياق أشار تقرير لموقع «VOA»، إلى أن الحرب بين إسرائيل وحماس تفرض خيارات صعبة على شركاء الإسرائيليين في اتفاقيات إبراهام لعام 2020، والتي يجب عليها أن تسعى إلى إيجاد حل وسط بين تهدئة الجمهور العربي الغاضب ومحاولة الحفاظ على الفوائد الاقتصادية والاستراتيجية للصفقة.
 
وشدد أحمد عبوده، الزميل غير المقيم في المجلس الأطلسي ومقره واشنطن، على الموقف الحساس الذي تجد الدول العربية نفسها فيه. فهي تواجه ضغوطًا داخلية لدعم الفلسطينيين بينما تلتزم أيضًا، على المدى الطويل، باتفاقيات التطبيع مع إسرائيل.
 
وقال "سوف تمنع الحرب أيضًا اللاعبين الإقليميين الآخرين من إقامة علاقات رسمية مع إسرائيل، باعتبار ذلك مسعى عالي المخاطر وعالي التكلفة، والذي يمكن، في أي لحظة تصعيد، أن يضع استقرار نظامهم محليًا تحت ضغط هائل، وربما يتسبب في حريق إقليمي قد يؤدي إلى تفاقم الوضع".
 
وأضاف: "بعبارة أخرى، أثبتت الحرب الحالية لبعض الحكومات العربية أن إسرائيل شريك غير موثوق به يمكن أن يشكل عبئًا على مصالحها الإقليمية بدلاً من مضاعفتها".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر