صحيفة بريطانية: واشنطن تضغط على السعودية والإمارات لمعالجة الانقسامات بشأن اليمن

كشفت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية عن أن الولايات المتحدة تضغط على المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لرأب انقساماتهما بشأن اليمن، حيث تخشى واشنطن أن تؤدي الخلافات بينهما إلى تقويض الجهود الرامية إلى تأمين اتفاق لإنهاء الحرب الأهلية في البلاد .
 
ووفق تقرير للصحيفة ترجمه "يمن شباب نت"، "تضغط واشنطن من أجل عقد اجتماع ثلاثي مع المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لأنها تشعر بالقلق من أن الخلافات بين جيران الخليج يمكن أن تقلب جهودها لتأمين اتفاق سلام دائم في اليمن".
 
وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن المبادرة، التي يقودها المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ، يمكن أن تؤدي إلى محادثات في وقت مبكر من هذا الأسبوع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
 
ويأتي ذلك في الوقت الذي يقوم فيه وفد رفيع المستوى من جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء منذ عام 2014 بزيارة علنية للرياض للمرة الأولى لإجراء محادثات حول إنهاء الحرب الأهلية. 
 
وتزايدت الخلافات بين السعودية والإمارات، حيث تسعى الرياض إلى ترسيخ نفسها كمركز مالي في المنطقة، وهو المكان الذي احتفظت به الإمارات العربية المتحدة منذ فترة طويلة.
 
وامتدت خصوماتهما من حين لآخر إلى بلدان أخرى حيث لكل منهما مصالح، وقد اختلفا حول نهجهما في الحرب في اليمن، والتي سحبت الإمارات قواتها منها في عام 2019.
 
وقاد البلدان تدخلاً عسكرياً في اليمن في عام 2015 بعد أن استولى الحوثيون المدعومين من إيران على مساحات واسعة من البلد الفقير، لكنهما دعما فصائل مختلفة مناهضة للحوثيين.  وقتلت الغارات الجوية للتحالف آلاف الأشخاص، ومات مئات الآلاف بسبب المرض وسوء التغذية.
 
استخدم الحوثيون الصواريخ والطائرات بدون طيار لمهاجمة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.  وتدعم السعودية الحكومة اليمنية الضعيفة المعترف بها دوليا، بينما تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد انفصال الجنوب عن بقية اليمن.
 
 ومنذ سنوات، تسعى المملكة العربية السعودية، التي تركز على الإصلاحات الاقتصادية المحلية التي تشمل جذب الاستثمار الأجنبي والسياح، إلى إخراج نفسها من الحرب التي أدت أيضًا إلى توتر علاقاتها مع إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.
 
وتريد المملكة أيضًا التفاوض على معاهدة دفاعية مع الولايات المتحدة، مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ومن الممكن أن يساعد إنهاء حرب اليمن في إقناع أعضاء الكونجرس الأمريكي المتشككين، الذين انتقدوا التدخل الذي تقوده السعودية في اليمن، بالمصادقة على أي معاهدة من هذا القبيل.
 
لكن الإمارات تخشى أن يؤدي التوصل إلى اتفاق مع الحوثيين إلى منح المتمردين الحوثيين  السيطرة على كامل اليمن، ويؤدي حتماً إلى مزيد من الصراع، حسبما قال أحد الأشخاص المطلعين على موقف الإمارات.
 
وقال أحد الأشخاص المطلعين على موقف الإمارات: "تهدف الخطة الإماراتية إلى تعزيز حلفائها [في اليمن] حيث أن تقييمهم هو أن الصراع سيعود بغض النظر عن الاتفاق".
 
يبدو أن السعوديون أكثر حرصاً على الخروج. حيث يشعرون أن بإمكانهم الحصول على العلاقة التي يريدونها مع الحوثيين. تم وقف إطلاق النار بوساطة أمريكية في اليمن منذ أوائل عام 2022، على الرغم من وقوع اشتباكات متقطعة، بما في ذلك بين الحوثيين والمجلس الانتقالي الجنوبي.
 
وقال فارع المسلمي، من مؤسسة تشاتام هاوس البحثية، إن محادثات هذا الأسبوع في الرياض تبدو واعدة، ويمكن أن تؤدي إلى اتفاق على توسيع الهدنة والتمويل السعودي للرواتب في اليمن، وهي نقطة شائكة في المفاوضات السابقة. لكن الإمارات تشعر بأنها خارجة عن المفاوضات.
 
وأضاف: "تشعر الإمارات العربية المتحدة وكأن المملكة العربية السعودية قد أهملتها ..لا أحد يحب ألا تتم دعوته إلى حفلة."
 
وقال شخص مطلع على موقف الإمارات إنها "تتعاون مع الولايات المتحدة والسعودية بشكل ثلاثي منذ عدة أسابيع".
 


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر