تدفق عناصر الحوثيين إلى أوروبا.. تصدعات داخلية أم مهمة جديدة لخدمة المليشيات؟! (تقرير خاص)

[ مؤخرا تزايد اعداد طالبي اللجوء من الناشطين ومسؤولين عملوا مع الحوثيين في اليمن ]

يتزايد تدفق عناصر وصحفيين وناشطين تابعين لمليشيا الحوثي الإرهابية، إلى الدول الأوروبية، بطرق مختلفة، وبعضهم يقدمون طلب لجوء رسمي بمبرر أنهم يواجهون مخاطر تهدد حياتهم، وبدا ذلك لافتاً للمراقبين خلال الأشهر الماضية.

لكن بعد أن يتم ترتيب أوضاعهم في البلدان المستضيفة، تتكشف أهدافهم من خلال نشاطهم لصالح مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، والعمل بالوسائل الناعمة لتحسين ممارسات ميلشيات الحوثي في المؤسسات والمنظمات ووسائل الاعلام الغربية، وبصورة قد تخالف شروط قبول لجؤهم.

في المقابل يضطر آخرون إلى طلب اللجوء في الدول الأوروبية، بعد أن فقدوا مصالحهم مع المليشيات أو جرى تقليص مهمتهم أو التخلص منهم من قبل الجماعة، ما يدفع بمثل هؤلاء إلى النجاة بأنفسهم إلى اللجوء خوفاً من الانتقام الذي قد يطالهم من قيادات الجماعة واجنحتها المتصارعة في اليمن.


لوبي لخدمة الحوثي

يعمل الكثير من الناشطين والصحفيين التابعين لمليشيا الحوثي، في الدول الأوربية على تظليل المجتمع، بتقديم المليشيات الحوثية على أنها جماعة مضطهدة، عكس ما تمارسه هذه المليشيات بحق الشعب اليمني من قتل وتنكيل وترهيب.

ورأى الصحفي اليمني عبد العزيز المجيدي، إن "لدى الحوثيين لوبيات نشطة ومتغلغلة في المنظمات الدولية وبعض الاروقة الغربية بفعل الخدمات التي يقدمها اللوبي الإيراني وأذرع حزب الله".

وأضاف في حديث لـ"يمن شباب نت"، "كان هناك عناصر من اصول لبنانية وشامية يعملون في عديد منظمات دولية كانوا يمثلون بصورة أو اخرى امتدادا للنفوذ الإيراني وأداة للحوثيين في المعركة الحقوقية والدبلوماسية، فضلا عن العناصر اليمنية الهاشمية التي تتواجد في عواصم غربية نافذة في القرار الدولي كلندن وواشنطن والمانيا"، لافتا: "أن المليشيات الحوثية تسعى إلى تحقيق المزيد من النفوذ وقد يكون من ضمن هذه الطرق الدفع بالعديد من الاشخاص للجوء في أوروبا".

من جانبه يؤكد الصحفي فارس الحميري، إن "هناك تدفق للحوثيين بينهم قيادات وناشطين واسماء معروفة في الجماعة إلى بعض الدول الأوروبية خاصة خلال الفترة الأخيرة".

وقال في حديث لـ"يمن شباب نت "، "إن كثير من الحوثيين قدموا لجوء في دول اوروبية على انهم يواجهون مخاطر، وقدموا ملفات بذلك تتوافق مع شروط قبول اللجوء ومن ثم بعد أخذهم اقامات بدأوا ينشطون ويكشفون عن وجوههم الحقيقية".

وأضاف أن "كثير من الحوثيين ينشطون في فعاليات وعبر مجموعات خاصة باليمنيين في المهجر، وربما لديهم أنشطة خاصة قد تتعارض ايضا مع ملفات لجوئهم ومع قوانين البلدان التي يقيمون فيها".

ويعتقد الصحافى الحميرى "أن هناك توجه من قبل الحوثيين للدفع بأكبر عدد ممكن من ممثليهم إلى بعض الدول الأوربية للقيام بمهام مستقبلا"، وقال: "هناك لوبي للحوثيين يعمل بشكل نشط في توجيه بعض المنح المخصصة لليمن في مختلف المجالات الى المؤسسات الخاضعة لسيطرة الجماعة".

وتابع: "هذا اللوبي يُركّز على الشغل الدعائي بان الحرب في البلاد هي بين اليمن والتحالف الذي تقوده السعودية، إضافة إلى مهام أخرى لهذا اللوبي، الذي تم تطعيمه بأسماء معروفة من الناشطين والناشطات الذي يعملون تحت مظلة العمل الإنساني".


تصدعات داخلية

كأي جماعة طارئة على السلطة تعيش ميلشيات الحوثي حالة صراع نفوذ بين قياداتها، في ذات الوقت تتوسع حالة السخط في مناطق سيطرتهم مما يجعل المنتسبين للجماعة في حالة من الخوف الدائم على مستقبلهم ويبحثون عن خلاص فردي في اللجوء بدول أخرى.

وقال الصحفي المجيدي، أنه "يمكن اعتبار هذه التحركات، تعبر عن حالة قلق لدى البعض، سيما أن هناك شخصيات ربما ضاقت مصالحها وتم استثناءها من دائرة المصالح الكبيرة التي ستضيق شيئا فشيئا لمصلحة جماعة متغلبة داخل دائرة المليشيا وبالتالي تحاول هذه الشخصيات النجاة بنفسها خاصة وأن الأوضاع تسوء بصورة كبيرة، وربما ينتفل الصراع الى داخل المليشيا وينتهي بتصفيات".

وأشار إن "من المرجح أن بين هؤلاء صنف من الناس يري أن الثورة ضد الحوثيين هي مسألة وقت مع اتساع حالة السخط الشعبي، وبعض هؤلاء قد حصد مكاسب كافية وبالتالي وجد أنه من الملائم الان المغادرة، سيما أن الأوضاع الداخلية تسوء الى الحد الذي لم تعد معه الحياة ممكنة للاستمتاع بما نهبوه طوال السنوات الماضية، لذلك يرون اللجوء طريقة للتخلص من عبئ المرحلة وايضا لتأمين عائلاتهم".

ولفت المجيدي "يمكن أن يكون بين هؤلاء اشخاص يشعرون بالتهديد على حياتهم بالفعل بسبب الصراعات الظاهرة والباطنة داخل أجنحة الحركة الحوثية، وشعورهم بأن لا مستقبل سيأتي من وراء هذه الحركة فحاولوا النفاذ بجلدهم".

وتابع: "في كل الأحوال تعد حالات اللجوء هذه مؤشر لتصدعات داخلية للحركة وخوف من المستقبل، ومحاولة للنجاة من صراع وشيك او ثورة تختمر مع حالة السخط الشعبي التي يحول دون تحولها الى ثورة غياب القائد اليمني المخلص المدفوع بأجندة وطنية خالصة، وغير مرتبط بالمتدخلين الخارجيين في اليمن".


هروب من المسائلة

وخلال تسع سنوات من الحرب وحتى قبل ذلك خلفت ميلشيات الحوثي ورائها جرائم وانتهاكات بشعة ضد الإنسانية، كان ضحاياها كافة اليمنيين، وهذه الجرائم لا تسقط بالتقادم وعلى المدى القريب أو البعيد سيتم محاسبة كل المتورطين، لذلك يرى بعض القيادات والناشطين في الجماعة ان اللجوء وسيلة لتجاوز هذا العبئ.

وقالت رئيسة مؤسسة دفاع للحقوق والحريات هدى الصراري، "أن تدفق شخصيات وناشطين حوثيين إلى الدول الأوروبية، هروبا من الملاحقة القانونية جراء ما ارتكبته ميليشياتهم من جرائم بحق اليمنيين طوال سنوات الحرب".

وأضافت في حديث لـ"يمن شباب نت"، إن "إقبال ناشطين وصحفيين حوثيين لتقديم لجوء إلى دول أوروبية، هروبا من المسائلة والملاحقة القانونية التي ستطالهم من قبل الضحايا وذويهم، جراء ما ارتكبوه من جرائم حرب وانتهاكات بشعة بحق اليمن واليمنيين منذ انقلابهم على الدولة ومؤسساتها".

وذكّرت الصراري، بجرائم المليشيات الحوثية بحق اليمنين منذ انقلابها على مؤسسات الدولة، بما فيها بجرائم حرية الرأي والتعبير التي خٌضع الكثير من الصحفيين والنساء والمعارضين لمحاكمات غير شرعية واحكام بالسجن والاعدام لانتقادهم الوضع او ممارساتهم لحقهم الطبيعي في العمل الصحفي والسياسي او الفن.

وأشارت إلى أن الحوثيين وناشطيهم، "مارسوا عمليات تظليل مرتبطة بخرافاتهم العقائدية التي شرعنت لهم اخذ الجبايات والرسوم الغير قانونية وفرض ما يسمى بالخمس وإلحاق الضرر بالتجار والمستثمرين وتعثر الاقتصاد اليمني ومنع المساعدات الانسانية والاغاثية عن المدنيين إلا بشروط منها اجبارهم على ارسال اطفالهم للجبهات أو معسكرات التدريب ودورات لغسل ادمغتهم".

وقالت الصراري، "أن الشعب اليمني أصبح متشبع بكراهية ممارسات الحوثيين ونابذ لسياستهم مع تنديد كل المجتمع الدولي ومنظماته ووقوفهم لجانب الشعب اليمني، وأن هذه الجماعة لم تقبل بمنطق السلام، أو التفاوض والحوار للوصول إلى حل سياسي مع ابتزازها لدول الاقليم بشكل متكرر".

واختتمت حديتها بالقول: "هيمنة هذه الجماعة الدموية لن يطول طال الزمن أو قصر، ولا يمكن أن تسقط جرائمها بالتقادم".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر