بعد مصرع أحد قياداتها.. مليشيا الحوثي تحاول فرض هيبتها المتلاشية بحصار القرى السكنية بالجوف

[ يحاول الحوثيين إخضاع القبائل في محافظة الجوف ]

منذ أيام، تواصل مليشيا الحوثي الإرهابية فرض حصارها على عدة مديريات في الجوف وتحشيد عناصرها من مختلف المناطق مزودة بدبابات وطيران مسيرة ومدافع وصواريخ ضد أبناء القبائل في محاولة يائسة لاستعادة هيبتها المفقودة في المحافظة شمال شرقي اليمن.
 
التحشيد الحوثي والتحضير لعملية عسكرية واسعة ضد قبائل الجوف التي تنحدر من قبائل دهم، جاء بعد مصرع الرجل الثاني في قيادة المنطقة العسكرية الحوثية السادسة (تشمل محافظات الجوف وصعدة وصنعاء وعمران) المدعو عقيل المطري واسمه الحقيقي محمد أحمد النصرة، السبت الماضي 15 يوليو/ تموز، برصاص مسلحين قبليين شرقي الجوف.
 
تشير مصادر قبلية إلى أن الحملة الحوثية التي بدأتها ضد قبائل الجوف وخاصة قبائل بني نوف تتكون من 300 آلية عسكرية حوثية، بينما قدر شيخ قبلي آخر حجم الحملة الحوثية بـ500 آلية عسكرية، حيث وصلت تعزيزات عسكرية حوثية قدمت من محافظتي صعدة وصنعاء.
 
وفرضت مليشيا الحوثي حصارا خانقا على قبائل بني نوف في مناطق المصلوب والسيل والساعدة وتمنع دخول وخروج السكان من تلك المديريات. وأظهرت مقاطع متداولة نشرها حوثيون ازدحام بعض المواقع الحوثية الصحراوية بعشرات الآليات العسكرية وآلاف العناصر.
 

بداية الأحداث
 
لم تكشف مليشيا الحوثي الأسباب الحقيقية التي أدت إلى مقتل القيادي الحوثي "عقيل المطري" المُعين من قبل الميلشيات أركان حرب المنطقة العسكرية السادسة، السبت الماضي شرقي مدينة الحزم مركز المحافظة، ونعته الميلشيات بعد أيام من مصرعه.
 
قال مصدر قبلي لـ"يمن شباب نت"، "إن مسلحين قبليين وضعوا قطاعا قبليا مسلحا لمليشيا الحوثي في منطقة الردمية شرقي مدينة الحزم مركز المحافظة الصحراوية، لخطف عناصر حوثية وإجبارهم على مبادلتهم".
 
وأفاد المصدر "أن القيادي الحوثي عقيل المطري مر بطقمه على القطاع القبلي وبادرهم بإطلاق النار قبل أن يفر بالطقم لكنه انقلب ولقي مصرعه، وجرح مرافقيه، كما جرح أحد رجال القطاع القبلي".
 
وأكد أن القطاع القبلي لم يكن يعرف منصب القيادي الحوثي "المطري" وإنما ظنوا أنه أحد عناصر الحوثي. بينما يقول شيخ قبلي كبير في الجوف إن "قتل المطري سواء بالعمد أو بالخطأ يجب أن يعالج في حدود القضية ذاتها وليس استغلاله للهجوم على القبائل من قبل جماعة الحوثي".
 

الحوثي يحاول فرض هيبته

قال مصدر قبلي في محافظة الجوف لـ"يمن شباب نت" إن مليشيا الحوثي تريد من قضية مقتل "المطري" وضع حد للهجمات التي تشنها القبائل ضد عناصرها في محافظة الجوف، والتي تصاعدت في الفترة الماضية.
 
وبحسب المصدر "فقد عمد كثير من أبناء القبائل في الآونة الأخيرة إلى الرد على هجمات مليشيات الحوثي بقتل عناصرها أو خطفهم، وأن القطاع القبلي الذي أدى إلى مقتل القيادي الحوثي كان يهدف لخطف عناصر حوثية".
 
وأفاد المصدر "ان المطري بادر بإطلاق النار على المسلحين القبليين، ثم لقي مصرعه أثناء فراره بانقلاب الطقم العسكرية" بينما تقول تقارير أخرى إن الاشتباكات استمرت لساعات.
 
واعترفت مليشيا الحوثي بتلاشي هيبتها في الجوف. وقال نصر الدين عامر القيادي في المليشيا - في فيديو نشرة بموقع تويتر -، إن الصراع متفجر منذ زمن طويل بين مليشيا الحوثي والقبائل الذين وصفهم بأنهم قُطاع طُرق.
 
وأضاف، أن القبائل سبق أن وقعت اتفاقا مع مليشيا الحوثي بمحاربة قطاع الطرق الذين ينتمون إليها، في صيف السنة الماضية دون جدوى، لافتا إلى أن مليشيا الحوثي تعمل حاليا على إنهاء أي مقاومات قبلية أو فردية تحت أي مبرر ضدها.
 
يقول مصدر قبلي لـ"يمن شباب نت"، إن المليشيا لجأت إلى توصيف العمليات التي يشنها السكان لمقاومة الحوثي بقطاع الطرق. حيث طلبت مليشيا الحوثي من قبائل الجوف تسليم 26 شخصا مطلوبا، بينهم 13 شخصا تتهمهم بأنه كان لهم دورا في قتل القيادي المطري.
 
وبحسب المصادر الحوثية والقبلية فقد خطفت مليشيا الحوثي شخصا يدعى إسماعيل مبخوت مرضي عباج، من أحد المشافي بعد إصابته بجروح في اشتباكات السبت الماضي، بينما أعلنت وكالة سبأ الحوثية أن متهما ثانيا تسلمته مليشيا الحوثي ويدعى مرزوق مبخوت مرضي عباج بعد وساطات قبلية.
 
لكن مسؤولا حوثيا المُعين وكيلاً لمحافظة الجوف ويدعى عبد الله الحاج منيف. قال لصحيفة حوثية، إن الشخصين الذين صارا بحوزة الحوثي هم المتهمين الرئيسيين بقتل أركان المنطقة السادسة الحوثية.
 
وقال مصدر قبلي لـ"يمن شباب نت"، إن قائمة الـ 11 مطلوبا للحوثي قد فروا إلى أماكن مجهولة يرجح أنها مأرب، مشيرا إلى أن القبائل أعلنت براءتها منهم بعد فرارها.
 
ولم تصدر القبائل بيانا منفصلا عن الأمر، لكن مليشيا الحوثي وزعت بيانا مكتوبا بخط اليد يؤكد البراءة منهم. وقال شيخ قبلي عن ذلك الاجتماع إنه اجتماع مشايخ موالين للحوثي.
 

الموقف القبلي
 
وفقا لمصدر تحدث لـ"يمن شباب نت"، فإن مليشيا الحوثي أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى المحافظة وتريد شن معركة تبتغي منها أن تكون حاسمة لإنهاء أي هجمات قبلية ضدها، مستغلة مقتل قيادي كبير لتصفية حساباتها مع القبائل.
 
وأشار إلى أن كبار مشايخ القبائل أكدوا وقوفهم ضد قطاع الطرق لكن الخلاف حول من هو قاطع الطريق. بالمقابل يشمل التوصيف الحوثي كل من يعترض على أي تصرف منها.
 
وقال الشيخ صالح العزي عبدان -في منشور له على فيسبوك- إن على مليشيا الحوثي رفع الحصار المفروض على قرى بني نوف فورا، مشيرا إلى أن الحصار الحوثي يعني اتهام القبائل بتجارة الحشيش والمخدرات وهو أمر لا يمكن قبوله.
 
وأضاف أنه من المعيب على مليشيا الحوثي حشد 500 طقم عسكري لمحاصرة القرى الآهلة بالسكان التي يقطنها غالبية النساء والأطفال، مؤكدا أن الموقف القبلي المبدئي رفض أعمال قطاع الطرق، لكنه شدد على أن مواجهة قطاع الطرق لا تحتاج إلى تلك الحشود الحوثية العسكرية وأن هدف تلك الحملات ضرب القبائل.
 
وذكر العزي عبدان أن عددا من القبائل أبدت تضامنها مع قبائل بني نوف، في مواجهة الحملة الحوثية لكنه دعا وأكد على أن مسؤولية تفجير الموقف عسكريا هو رهن تصرف مليشيا الحوثي. ولم يستبعد العزي عبدان إمكانية الانتصار الحوثي على القبائل بهذه الجولة لكنها ستكون مقدمة للخسارة أيضا.
 

مغالطات حوثية

وقال الشيخ صالح العزي عبدان -أحد كبار مشايخ ذو حسين بالجوف في صفحته على وسائل التواصل الاجتماعي- إن بيان مليشيا الحوثي يوم الثلاثاء الماضي حمل مجموعة واسعة من المغالطات.
 
وأوضح أن البيان الحوثي اتهم قطاع الطرق ومهربي المخدرات بأنهم مدعومون من السعودية، بينما السعودية هي المستهدفة بتلك المخدرات، مؤكدا أن معظم من اعتقلوا بتهمة تجارة المخدرات هم مقربين من سلطة الحوثي بالمحافظة.
 
وأشار إلى أن البيان حمل لغة هجومية واضحة يشير إلى فشل المفاوضات مع السعودية والاستعداد لشن جولة جديدة من الحرب، لافتا إلى أن البيان الحوثي يعطي المليشيا ضوء أخضرا لضرب أي قبيلة ترفض تسليم مطلوبين.
 
 كما أشار العزي عبدان إلى أن البيان لم يذكر من ثبت تورطهم في عمليات تقطع وتهريب مخدرات وإنما جعل الباب مفتوحا دون قيد أو شرط.
 

الوضع الأمني في الجوف
 
وتعد محافظة الجوف من أبرز المحافظات التي تشهد عمليات عسكرية بين القبائل ومليشيا الحوثي، كما أن نقاط الحوثي بالمحافظة هي الأسوأ مقارنة بمحافظات أخرى، وتكاد تكون عمليات التقطع الحوثية ضد المسافرين شبه أسبوعية التي يكون نتائجها غالبا قتلى وجرحى.
 
وتعد عمليات القتل والخطف التي تقوم بها مليشيا الحوثي هي أحد أهم الأسباب للصراعات بينها وبين القبائل بجانب التنافس على موارد المياه والزراعة والتجارة، وجاءت عملية اغتيال القيادي الحوثي الكبير عقيل المطري ردا على عملية خطف أحد أبناء القبائل.
 
وتبذل قبائل الجوف جهودها وفق الأعراف القبلية لتفادي حملة حوثية واسعة النطاق ضد بني نوف في عدة مديريات، وتدرك تماما -وفق مصدر قبلي- أن الحملة الحوثية تستهدف ترهيب السكان وجميع القبائل، باسم محاربة قطاع الطرق.
 
بينما الحقيقة أنها تهدف إلى وقف المقاومة القبلية المتفرقة ضد الحوثي. وتحاول مليشيا الحوثي وضع حد للمقاومة القبلية المسلحة التي تشنها مختلف القبائل في المحافظة خاصة المتاخمة لمأرب وصنعاء والحدود السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر