محمية برع اليمنية.. كنز طبيعي في مرمى العبث الحوثي (تقرير خاص)

[ الحكومة اليمنية أعلنت "برع" كمحمية طبيعية مطلع 2006م / يمن شباب نت ]

تتجه أنظار الزائر لساحل اليمن الغربي صوب محمية برع الطبيعية لما تتمتع به من جمال وطبيعة ساحرة تأخذ الباب زوارها الوافدين إليها من جميع محافظات الجمهورية اليمنية.
 
ما إن انحدر بنا سائق السيارة صوب إشارة ترشد الزوار إلى المحمية حتى التقت أنظارنا بعدد من المركبات المحملة بعضها بأطفال ونساء وأخرى تحمل شباب يقصدون المحمية للنزهة والتمتع بمناخها الجبلي المعتدل وجمال طبيعتها الأسر.
 
على مدخل المحمية استوقفنا حراس لقطع تذاكر الدخول بمبلغ رمزي فيما يغض الطرف عن بعض المركبات والأشخاص كنوع من الترحيب مع بعض الإرشادات التحذيرية من الأفاعي والحيوانات المفترسة والقرود ومجاري السيل وتسلق الأشجار المرتفعة والمعمرة التي تزخر بها المحمية.
 
"عمر بحري" أحد الزوار من مدينة الحديدة التي تبعد عن المحمية 50 كيلو يقول "كان أبي يأخذ جميع أفراد العائلة إلى هنا منذ كنت في العاشرة من عمري في كل موسم صيف وأحيانا مرتين في العام  قبل إعلانها محمية طبيعة".
 
وأضاف بحري البالغ من العمر (35 عاما) خلال حديثه لـ"يمن شباب نت": "لم تعد زياراتي كما كانت في السابق بعد وفاة والدي وتحملي مسؤولية العائلة إلا أنني أزور المحمية في بعض المواسم للترويح عن نفسي والعائلة من حر الحديدة الذي لا يطاق والاستمتاع بجمال الطبيعة".


 
تتمتع محمية برع بالثراء الطبيعي والحيواني ما جعلها محط أنظار الزوار من داخل اليمن وخارجه حيث تعد ثاني أفضل محمية في اليمن بعد أرخبيل سقطرى.
 
زيادة الوافدين
 
تقع محمية جبل برع شرق محافظة الحديدة على بعد 50كم ويحدها من الشمال عزلة بني باقي والفائش والمنوب وعزلة بني سليمان ومن الجنوب الوادي الأسود وقرية حز الشمة ومن الشرق قرية الجيلان ومن الغرب المراوعة.
 
على طول المحمية وحافة طريقها ومنحدراتها الجبلية المليئة بأحواض مياه السيول المتدفقة تنتشر روائح الأطعمة التي يعمل بعض الزوار على إعدادها وتتعالى أصوات الزوار والقرود المنتشرة في كل مكان في المحمية.
 
ووفقا لأحد الحراس فـ"زوار المحمية يتزايدون بشكل ملحوظ بعد إعلان الهدنة (بين الحكومة اليمنية ومليشيات الحوثي في أبريل/ نيسان 2022م) واستقرار الأوضاع في محافظة الحديدة حيث تستقبل المحمية ما يزيد عن 50 سيارة في الأيام العادية فيما تتضاعف أيام الأعياد والخميس والجمعة".
 
وتتميز محمية برع بتضاريس جبلية معتدلة تكسوها أشجار معمرة نادرة ما يجعلها تبدو لزوارها كسندس خضراء مطرزة بألوان النباتات المختلفة راسمة لوحة طبيعية بصورة بديعة لا تفارق خيال نزلائها.


 
وأعلنت الحكومة اليمنية "برع" كمحمية طبيعية مطلع 2006م واعتمدتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو كأحد أهم الغابات الاستوائية "المدارية" في شبه الجزيرة العربية عام 2011 م .
 
حيوانات مفترسة
 
تحتضن محمية برع الطبيعية ما يزيد عن 500 نوع من الحيوانات البرية المفترسة والنباتات الحيوية النادرة والطيور والبرمائيات والفراشات والزواحف والثديات منها الإقليمية والصحراوية النادرة حول العالم.
 
ويستوطن المحمية من الحيوانات البرية المفترسة النمر العربي، والذئب العربي والضباع، والنمس الأبيض الذيل، والثعلب، والوشق ذي الأصول الأفريقية، والقنفذ الأسود، والقرد البابون، والوبر، إضافة إلى الأرنب البري.
 
ووفقا لتقارير رسمية يصل عدد النباتات التي تزخر بها المحمية الى 315 نوعا تتبع 83 فصيلة و209 أجناس منها 63 نوعا نادرا على المستوى الوطني والاقليمي.


 
وتتفرد محمية برع بثمانية أنواع من النباتات النادرة التي لا توجد في أي مكان من العالم و85 نوعا مهدد بالانقراض وفقا للتقارير بيئية.
 
ومن أنواع النباتات الحيوية التي تستوطن المحمية ( نبات البياض، القطن، نوعان من الصبر، أشجار الإقليم الصحراوي، الإقليم السوداني، الطنب، ضبر، خرمش، يزاغ، مداخ، عرفط).
 
موطن للطيور
 
كما تعتبر محمية برع الطبيعية التي تزيد مساحتها عن 4 آلاف هكتار؛ أرضا بكرا للتنوع البيولوجي والطيور النادرة المستوطنة والمهاجرة، حيث صنفت ضمن 57 موقعا لحماية الطيور في الشرق الأوسط.
 
وتتخذ الطيور من محمية برع مكانا آمنا حيث يقدر عدد الطيور المستوطنة والمهاجرة ما يزيد عن 90 نوعا من الطيور منها 32 نوعا مستوطنة في المحمية، ونوعان من طيور العقاب المهددة بالانقراض على مستوى العالم.
 
ومن أنواع الطيور نقار الخشب، والقرار العربي، والحمامة الخضراء ، وطائر الزرياب، والنساج، والحسون اليماني، والكوكو المتطفل وغيرهم من أنواع الطيور الأفريقية التي تزيد عن 15 نوعا وفقا لإحصائيات حماية البيئة .
 
وتحتضن المحمية عدد من الزواحف والبرمائيات والفرشات منها 13 نوعا من الزواحف اربعة منها متوطنة في المحمية اهمها، الحية، وتعبان الكوبرا، فيما يستوطن المحمية 5 أنواع من البرمائيات ونوعان من السمك التي تعيش في المياه العذبة و ما يزيد عن 55 نوعا من الفراشات وفقا للبيئة .
 
تدخلات
 
يعتبر الغطاء النباتي والحيوي  لمحمية برع الطبيعية مكان وموطن آمنا لكثير من الحيوانات والطيور والحشرات والطفيليات النادرة فيما تشكل الاستحداثات البشرية عائقا أمام الطبيعية.
 
ويستغرب كثير من الزوار ما يرونه من قطع للأشجار وانتشار لمئات الخلايا النحلية الممتدة على طول الطريق الاسفلتي وسط المحمية، إضافة إلى كميات كبيرة من المخلفات الملقاة على مجرى السيل وما تتعرض له المحمية من إهمال رغم أهميتها.


 
ووفقا لأحد النحالين فإن عدد خلايا النحل تزايدت بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة فيما تتبنى مليشيات الحوثي زيادة أعداد خلايا النحل داخل المحمية متجاهلة ما قد تسببه تلك القرارات على الحياة البرية والفطريات المستوطنة في المحمية .
 
ويرى مختصون في المجال البيئي إن زيادة أعداد خلايا النحل تتطلب بعض الأيادي العاملة والتي بدورها تشكل تهديدا لبعض النباتات والحيوانات النادرة المستوطنة داخل المحمية.
 
ورغم أهمية النحل في إثراء التنوع البيولوجي وتلقيح النباتات من خلال التنقل بين الأزهار وأهمية النحل لبعض الفصائل النباتية إلا أنها لا تعفي الجهات المعنية من إجراء دراسات بحثية دقيقة من قبل مختصين في الحياة البرية والفطرية وتحديد شروط وضوابط لا تتعارض مع البيئة والحياة البرية داخل المحمية.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر