إنهاء القتال يُبشر بالخير للشرق الأوسط.. كيف رأت الصحافة الأمريكية الحراك الدبلوماسي بحرب اليمن؟

[ أطفال يشاهدون غارة جوية في صنعاء 7 مارس / آذار 2021 (غيتي) ]

تحدثت تقارير أمريكية عن تفاؤل دولي واسع باحتمالية أن يحل السلام باليمن أخيراً مع توافر عوامل إيجابية عديدة بالمنطقة أبرزها التقارب السعودي الإيراني جنبا إلى جنب مع الضغوط السعودية القوية لإيجاد حل مستدام للصراع المستمر منذ ثمانية أعوام.
 
ورصد موقع "يمن شباب نت" تعليقات الصحافة الأمريكية على الحراك الدبلوماسي التي تشهده الأزمة اليمنية، حيث وصل وفدان عُماني وسعودي إلى صنعاء أمس السبت للقاء قيادات ميلشيات الحوثي، ضمن جهود اعلان اتفاق جديد لوقف إطلاق النار ببنود موسعة، وصولاً إلى تسوية سياسية.
 
وقال موقع «Insider» الامريكي "يمكن لمحادثات السلام في اليمن أن توقف حربًا بالوكالة استمرت 8 سنوات بين المملكة العربية السعودية وإيران تسببت في واحدة من أكثر المجاعات تدميراً في العالم". وأضاف في تقرير "منذ ما يقرب من عقد من الزمان، أجهد الصراع اليمن، مما أدى إلى واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم. الآن ولأول مرة منذ فترة طويلة، هناك بصيص أمل جديد".
 
ووصل مبعوثون سعوديون وعمانيون إلى العاصمة اليمنية لإجراء محادثات مخططة مع جماعة الحوثي المتمردة، وفقًا لرويترز، مما أثار احتمالات وقف إطلاق النار من شأنه أن ينهي الصراع الذي تطور من حرب أهلية إلى حرب بالوكالة واستمرارها لأكثر من ثماني سنوات.
 
واعتبر الموقع بأن أي وقف للقتال في اليمن من شأنه أن يبشر بالخير بالنسبة للشرق الأوسط الأوسع، الذي لطالما كان في مرمى صراع القوى بين السعودية وإيران.
 
وتأتي المحادثات وسط تهدئة في العلاقات بين إيران والسعودية. توسطت الصين إلى حد كبير في الانفراج، حيث التقى كبار الدبلوماسيين من الخصمين وجهاً لوجه لأول مرة منذ سنوات الأسبوع الماضي، واتفقا على إعادة إنشاء السفارات في البلدين، وهي خطوة كبيرة إلى الأمام.
 
ستركز المحادثات في اليمن على إعادة فتح موانئ البلاد، وإعادة بناء البلاد، وتشكيل حكومة انتقالية، بحسب رويترز.
 
من جانبها اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال «WSJ» بأن احتمالية التوصل لهدنة طويلة الأمد باليمن يمكن أن تمهد الطريق نحو سلام دائم بعد ثماني سنوات من الحرب. 
 
ووفق تقرير للصحيفة، تجري المملكة العربية السعودية والحوثيين محادثات مباشرة منذ شهور، لكن احتمالية إنهاء الصراع الذي يبدو مستعصًا على الحل في اليمن تقدم بسرعة منذ الشهر الماضي، عندما توسطت الصين في انفراج بين السعودية وإيران.
 
ودعمت طهران الحوثيين منذ سيطرتهم على مساحات شاسعة من اليمن في 2014 وقادت السعودية تحالفا من الدول العربية لطرد المتمردين في حرب خلقت ما وصفته الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم.
 
وتحدثت وكالة بلومبيرغ «Bloomberg» عن ضغوط سعودية من أجل إنهاء حرب اليمن بعد انفراج مع إيران، مشيرة بأن المملكة تقوم بواحدة من أقوى مساعيها حتى الآن من أجل التوصل إلى اتفاق سلام دائم مع المقاتلين المدعومين من إيران في اليمن، حيث تسعى إلى إنهاء الحرب التي أزعجت أسواق النفط ودمرت أفقر دولة في شبه الجزيرة العربية.
 
وأجرى مسؤولون سعوديون محادثات في الرياض مع أعضاء مجلس قيادة الرئاسة اليمني في الأيام الأخيرة بشأن الاقتراح، بحسب ما نقله تقرير للوكالة عن مصادر مطلعة على الأمر. جاء ذلك بعد محادثات بين السعودية وجماعة الحوثي المدعومة من إيران.
 
وبحسب التقرير، يتواجد مسؤولون سعوديون وعمانيون حالياً في العاصمة اليمنية صنعاء لوضع اللمسات الأخيرة على الصفقة.
 
وكان الوفد السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد الجابر. ويعد الاجتماع هو المرة الأولى منذ اندلاع الحرب في مارس 2015 التي يتم فيها استقبال المسؤولين السعوديين علنا ​​في صنعاء.
 
وتحاول المملكة العربية السعودية إنهاء الصراع المستمر منذ تسع سنوات، والذي شهد هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ للحوثيين على البلاد، بما في ذلك ضربة مدمرة عام 2019 على منشآت نفطية سعودية، في الوقت الذي تحاول فيه تخفيف التوترات في المنطقة.
 
وصمدت الهدنة التي تم الاتفاق عليها في السابق إلى حد كبير رغم انتهاء صلاحيتها في أكتوبر تشرين الأول. وقالت المصادر التي رفضت نشر أسمائها لمناقشة المفاوضات الحساسة، إن خطة السلام الجديدة يمكن الإعلان عنها في الأسبوعين المقبلين، قبل نهاية شهر رمضان المبارك.
 
وقالوا إنه بموجب الخطة المقترحة سيكون هناك في البداية هدنة متجددة لمدة ستة أشهر، وسيتم إعادة فتح الطرق الرئيسية، وسيتم رفع جميع القيود المفروضة على الرحلات الجوية والموانئ.
 
 وبعد ذلك تدخل الأطراف اليمنية في محادثات سلام وتناقش نزع السلاح وتشكيل حكومة ومجلس رئاسي جديد وتوحيد البنك المركزي.  كما ستكون هناك فترة انتقالية مدتها سنتان.
 
وتأتي الجهود الأخيرة بعد أن اتفقت السعودية وإيران على إصلاح العلاقات في محادثات رفيعة المستوى الشهر الماضي بوساطة الصين. وقد التقى وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان، رئيس مجلس القيادة الرئاسية اليمني، الدكتور رشاد العليمي ، في الرياض الأسبوع الماضي، بحسب وكالة الأنباء السعودية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر