الألغام الحوثية تفتك بأبناء الحديدة وسط اتهامات للأمم المتحدة بمفاقمة الكارثة (تقرير خاص)

[ من ضحايا الألغام بالحديدة ]

بشكل شبه يومي يسقط ضحايا مدنيون من أبناء محافظة الحديدة (غربي اليمن)، جراء الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية على نطاق واسع، يحدث ذلك على مرأى ومسمع من البعثة الأممية التي يتهمها الضحايا بمفاقمة الكارثة عبر دعم الجُناة الحوثيين.
 
قبل قرار تشكيل البعثة الأممية وبعدها، واصلت الألغام الحوثية حصد أرواح المدنيين في المحافظة اليمنية المسالمة؛ غير أن حوادثها زادت خلال السنوات الأخيرة وبشكل مطرد رغم ما تعلنه الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة عن جهودها في نزع الألغام لحماية المدنيين، ومواصلة العمل مع الأطراف لتحقيق الاستقرار الدائم والعودة إلى الحياة الطبيعية لسكان الحُديدة.
 
ومن عام لآخر تبدوا الكارثة آخذة في التصاعد حيث تُشير الأرقام المرصودة إلى زيادة كبيرة في أعداد الضحايا الذين يتساقطون يوميا دون وضع حد لهذه المأساة.
 

نحو 50 ضحية من مطلع العام
 
وفقاً لإحصاءات المراصد الحقوقية والمحلية، فإن نحو 50 ضحية سقطوا ما بين قتيل وجريح منذ مطلع العام الجاري وحتى اليوم الجمعة.
 
الإحصاءات كشفت عن مقتل 6 مدنيين وإصابة 5 آخرين غالبيتهم من الأطفال في حوادث شهدتها عدة مديريات بالمحافظة منذ مطلع فبراير الجاري.
 
وفي الشهر الماضي، يناير/ كانون الثاني، قُتل 18 مدنيا منهم 8 أطفال وامرأة، وأصيب 20 جريحا بينهم 11 طفلا بانفجار ألغام ومتفجرات في حوادث متفرقة شهدتها المحافظة، حسب "المرصد اليمني للألغام".


2022.. عام دامي
 
كان العام الماضي 2022م عاماً دمويا في محافظة الحديدة بكل ما تعنيه الكلمة من معني حيث قتل وأصيب المئات من المدنيين جراء الألغام والمتفجرات.
 
ووفقاً لتقرير بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (UNMHA)، الصادر الاثنين الماضي، فقد ارتفع عدد الضحايا بسبب انفجارات الألغام الأرضية والمتفجرات من مخلفات الحرب في المحافظة بنسبة 160% خلال العام الماضي 2022، مقارنة بعام 2021.
 
وقالت البعثة في تقريرها بأنها سجلت خلال العام 2022، سقوط ما مجموعه 289 مدنياً بين قتيل وجريح جراء الألغام والمتفجرات، وبما نسبته 73.3% من إجمالي الضحايا المدنيين في المحافظة خلال العام الماضي والذين بلغوا 394 ضحية مدنية.
 
وأضافت أن تلك الأعداد تمثل زيادة بنسبة 160% عن عام 2021، الذي شهد سقوط 111 ضحية مدنية.

 

وأوضحت البعثة الأممية أن عدد القتلى جراء انفجارات الألغام وأخواتها في المحافظة ارتفع بنسبة أكثر من 100%، كما زاد عدد الأطفال المصابين بنسبة 150%، وهو ما يمثل نسبة 30% من إجمالي إصابات المدنيين المسجلة في عام 2022.
 
وأشارت إلى أن كثير من الحوادث المسجلة كانت مرتبطة بالأنشطة الزراعية، أي عندما يصل المزارعون إلى أراضيهم لأغراض زراعية أو عند خروجهم لرعي الأغنام والماعز والماشية في المراعي.
 
ولفتت إلى أن هذه الإحصاءات تلقتها من مصادر متعددة ولم يتم التحقق منها بشكل مستقل من قبل بعثة أونمها.
 

وخلافا لإحصاءات البعثة الأممية، أكد راصدون محليون أن إجمالي الضحايا جراء الألغام التي نشرتها مليشيا الحوثي في المحافظة، بلغت 381 ضحية (بين قتيل وجريح).
 
وقال "مجاهد القب" ـ وهو ناشط حقوقي محلي متخصص في رصد ضحايا الألغام بالمحافظة ـ "حصدت الألغام والأجسام المتفجرة في محافظة الحديدة، التي نشرتها مليشيا الحوثي 381 قتيلاً وجريحاً وفقاً للبيانات التي تم رصدها والتحقق من صحتها وتوثيق وقائعها وبيانات الضحايا خلال العام 2022 في 11 مديرية في محافظة الحديدة".
 
وأضاف أن الضحايا توزعوا بين 180 رجلا و174 طفلا، و27 امرأة.
 

الأمم المتحدة شريكة الحوثي
 
في التاسع عشر من نوفمبر الماضي، شهدت مدينة الخوخة (مركز السلطة المحلية المؤقت) بمحافظة الحديدة، وقفة احتجاجية لضحايا الألغام ومنظمات المجتمع المدني للتنديد بضلوع منظمات أممية في دعم جماعة الحوثي، في زراعة الألغام والمتفجّرات والاشتراك معها في تجويع المدنيين وقتلهم.
 
وخلال الوقفة، طالب المحتجّون، الأمم المتحدة بسرعة التحقيق فيما كشفه تقرير "دعم الموت" عن تورط منظمات تابعة للأمم في دعم الجماعة الحوثية لزراعة الألغام.

 

ومؤخرا كشف تقرير حقوقي عن تقديم البرنامج الأممي الإنمائي خلال السنوات الخمس الماضية (15) منحة مالية للحوثيين بإجمالي (167.221.136) $ تحت يافطة إنسانية متمثلة بمشاريع مكافحة الألغام في اليمن.
 
وعبّر المحتجون عن أسفهم لموقف الحكومة الشرعية المتراخي إزاء ما يتعرضون لها من حرب إبادة تنفّذها جماعة الحوثي بدعم وتمويل من المنظمات الأممية ومنها البعثة الأممية في الحديدة (أونمها).
 
كما دعوا الحكومة إلى "إعادة النظر في تعاملها مع البعثة الأممية التي أثبتت انحيازها الواضح للمليشيا الحوثية التي تحاصرنا بالألغام وتسفك دمائنا كل يوم"، وفق بيان الوقفة.
 
وفي الثاني من فبراير الجاري، طالب وزير الخارجية اليمني الدكتور احمد عوض بن مبارك، بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (غرب اليمن) القيام بمهامها الأساسية وفقاً للقرارات الدولي، وذلك خلال لقائه في العاصمة المؤقتة عدن، مدير مكتب عدن لبعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (الأونمها) محمد منعم منصور.
 
وتطرق اللقاء، إلى الخروقات المتكررة للمليشيات الحوثية الإرهابية في محافظة الحديدة وكذلك تزايد عدد ضحايا الألغام التي زرعتها هذه المليشيات في المزارع والأحياء السكنية وتضرر المدنيين منها وخاصة الاطفال والنساء.
 
وأكد بن مبارك على ضرورة اضطلاع البعثة بمهامها الأساسية وفقاً للقرارات الدولية وإلزام تلك المليشيات بتنفيذ التزاماتها وفقاً لاتفاق استكهولم.
 
وتعد محافظة الحديدة من أكثر المحافظات اليمنية تضرراً بالألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية على نطاق واسع، حيث قتل وأصيب المئات من المدنيين خلال السنوات الماضية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر