عودة شخصية سياسية إلى تعز تثير زوبعة.. من يقف وراءها وما الأهداف؟ (تقرير خاص)

[ السياسي "الجنيد" خلال لقاءه قيادة الحزب الاشتراكي في تعز 27 أكتوبر 2022 ]

 أبدى محافظ تعز نبيل شمسان استياء شديدا من عودة السياسي والمختطف السابق لدى مليشيات الحوثي الدكتور عبد القادر الجنيد إلى المحافظة (جنوب غربي اليمن)، بالتزامن مع حملة إعلامية تقودها جهات مدعومة من الإمارات منذ أيام.
 
وتداولت مصادر إعلامية بأن "الجنيد في مهمة من رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي من أجل الاطلاع على الوضع العام في تعز ورفع توصيات"، لكن لم تؤكد تلك المهمة بشكل رسمي من مجلس الرئاسة باعتباره بلا صفة رسمية، لكن مصادر سياسية ترجح ذلك باعتبار "ان زياراته علنية في تعز ولم تحاط بسرية".
 
و"عبد القادر الجنيد" هو طبيب وناشط سياسي وحقوقي في العقد السادس من عمره، تم اخفائه قسراً في سجون الحوثيين بصنعاء لمدة عام، بعد ان تم اختطافه من منزلة في مدينة تعز في 5 أغسطس 2015، الذي هي مسقط رأسه ويعمل فيها بمهنته كطبيب، ويمارس منها نشاطه السياسي والحقوقي.
 
لم تتوقف وسائل الإعلام والناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يعملون بصفوف الجهات والشخصيات المدعومة من الإمارات، عن بث أخبار وإشاعات حول الزيارة، وصولاً إلى إطلاق تهم بعمل السياسي "الجنيد"، لصالح جماعة الحوثي في تعز، في تهمة مثيرة للسخرية.
 

جدل بين المحافظ ووكيله
 
ووصل الجنيد قبل أيام في زيارة إلى المدينة قادما من كندا، فيما غادر محافظ تعز نبيل شمسان إلى مدينة المخا الساحلية غربي المحافظة، حيث التقى عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح ودشنا بدء تنفيذ مشروع طريق الكدحة- البيرين.
 
في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري؛ استقبل وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي الدكتور الجنيد في مقر ديوان المحافظة والتقى الأخر بمسؤولي المكاتب التنفيذية.
 
عقب ذلك وجه المحافظ شمسان مذكرة متشنجة إلى الوكيل المخلافي، أبلغه فيها بتوقيفه عن ممارسة مهامه، بسبب استقبال الجنيد معتبرا ذلك تجاوزا لصلاحياته ومخالفة للقانون.
 


وقالت المذكرة: "بلغنا قيامكم باستقبال عبد القادر الجنيد وتمكينه وتسليمه مكتب الوكيل المتوفي عبد الحكيم عون، وتكليف مدير العلاقات العامة بدعوة قيادات الاجهزة التنفيذية للقائه بصفته مكلفا من الرئيس وهو ما لا نعلم عنه ولم نتلق أي بلاغ أو خطاب رسمي".
 
وأضاف شمسان، إن "ما قمتم به خارج سلطتكم ومسؤوليتكم وبدون علمنا وموافقتنا وفقنا للدستور والقوانين النافذة... ويعد مخالفة وتجاوزات تستوجب المسألة".
 
وردا على ذلك قال المخلافي في مذكرة إلى شمسان، إنه "تم الاجتماع مع الجنيد بحسب طرحه انه مكلفا من الرئاسية وتم التعامل معه على هذا الاساس".
 
كما أعرب وكيل أول عن استغرابه إزاء تحسس المحافظ من الموضوع والتسرع بعمل إشعار توقيف دون مسوغ قانوني وعدم الاستفسار كونه يقوم بالعمل في مبنى المحافظة أثناء غيابه بموجب قرار رئيس الجمهورية.
 

خلية إعلامية للشائعات

قبل خروج انزعاج المحافظ شمسان إلى العلن، شن ناشطون يتبعون أطراف سياسية حملة متزامنة على وسائل التواصل الاجتماعي ضد رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، متهمين إياه بتعيين الجنيد مشرفا لتعز على طريقة مليشيات الحوثي.
 
وكان لافتا انخراط ناشطين وصحفيين محسوبين على عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح إضافة إلى أخرين مرتبطين بشكل أو بأخر بالمطابخ الإعلامية الممولة من دولة الإمارات، في هذه الحملة التي بدأت لكثيرين أنها منظمة ولها خلفيات وأبعاد أخرى تتجاوز شخص عبد القادر الجنيد.
 
وقال مصدر مطلع لـ"يمن شباب نت"، إن شائعة تعيين "الجنيد مشرفا لتعز" صدرت من مطبخ إعلامي في العاصمة المصرية القاهرة، ويعرف بـ"خلية القاهرة"، ويشرف عليها محافظ تعز الأسبق والقيادي في حزب المؤتمر حمود خالد الصوفي.
 
وأضاف المصدر، أن خلية القاهرة، استغلت عودة الجنيد إلى تعز، لإرباك الوضع في المحافظة وصورت للمحافظ نبيل شمسان، أن العليمي يسعى لإزاحته من منصبه وتعيين الجنيد خلفا له، ووصوله مقدمة لذلك، وهو ما جعله يتصرف بشكل انفعالي".
 
لكن – وفق المصدر- الهدف من الحملة ضد الجنيد لا تستهدفه شخصيا وإنما تستهدف الرئيس رشاد العليمي، فيما تسعى الخلية في الوقت ذاته إلى دفع عضو مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح للوقوف إلى جانب شمسان والدخول في صدام مع العليمي، وخلق أزمة جديدة داخل المجلس الرئاسي.
 
وأشار المصدر إلى أن الصوفي يسعى لتصفية حسابات شخصية قديمة وجديدة مع الرئيس العليمي تتعلق بإعادة تشكيل قيادة جديدة لحزب المؤتمر، فضلا عن حالة التنافس بين الرجلين منذ عهد الرئيس الأسبق علي عبد الله صالح.
 
ولا يستبعد المصدر، أن تكون هذه الحملة جاءت ضمن خلافات سعودية إماراتية، إذ أن العليمي معروف بقربة من الرياض فيما تعد خلية القاهرة أحد الأذرع الاعلامية والاستخباراتية التي انشأتها أبو ظبي وتمولها لخلق وإدارة الأزمات في تعز.
 

شماعة الإخوان
 
إلى جانب إشاعة تعيين مشرف، استدعت "شماعة الإخوان" لإلصاقها بالدكتور الجنيد بوصفه قيادي في حزب الإصلاح تارة أو أنه مدعوما من الحزب ليكون محافظا لتعز تارة أخرى، رغم أن الرجل معروف بتوجهه الليبرالي.
 
كما أعاد ناشطون نشر تغريدات ومقالات للدكتور الجنيد ينتقد فيها ممارسات دولة الإمارات والكيانات الموالية لها والتي تدعمها كالمجلس الانتقالي الانفصالي وتشكيلات طارق صالح العسكرية في مدينة المخا الساحلية.
 
ومع استمرار الحملة الإعلامية، قالت عضو هيئة التشاور والمصالحة الدكتورة الفت الدبعي، إن "الدكتور عبد القادر الجنيد رمز من رموز تعز المخلصة والصادقة مع تعز واليمن كلها (...) لا يوجد مشرفين في تعز ولن يكون".
 
وأضافت الدبعي -وهي مقربة من الرئيس العليمي- في منشور على صفحتها بالفيسبوك، "تعز سعيدة بعودتك دكتور عبد القادر وتفتخر بك بمواقفك التي تشرف كل أبناء المحافظة".
 
في خطوة أخرى لإرباك الأوضاع في تعز، وتسخين الأجواء، تم استخدام ملف الجرحى، من خلال استفزازها بحقوقهم المالية المتعلقة بالعلاج ودفعهم لتنفيذ احتجاجات ضد الحكومة ورئيس المجلس الرئاسي.
 
وقال مصدر لـ"يمن شباب نت"، إن "مدير مكتب المحافظ علي قاسم والمعروف بعلاقته مع حمود الصوفي، قام بإبلاغ الجرحى، أن المخصصات المالية توقفت في محاولة لدفعهم إلى الاعتصام أمام مبنى المحافظة كما حدث سابقا، وبعد ذلك تم نشر مزاعم وتتحدث عن أن الجرحى اقتحموا مقر المحافظة، لافتا إلى أن هذه الإشاعات تم بثها من قبل خلية القاهرة".
 

استخدام قضية الجرحى
 
إلى ذلك أعتبر مصدر سياسي في تعز "أن الهجوم ايضا على الجرحى وربطه بخلاف نبيل شمسان والجنيد ربط سخيف. لهم حقوق ولا شأن لهم بالخلاف وهذا التوظيف تم استدعائه من قبل المواقع الصفراء".
 
وقال المصدر في حديث لـ"يمن شباب نت"، إن "قضية إغلاق الجرحى للمحافظة اكذوبة من الخلية إياها التي انزعجت من القبض على خلايا التفجيرات والمطلوبين أمنيا ومن الدكتور الجنيد لأنه يسخر قلمه من أجل تعز ومعركة التحرير".
 
والأربعاء الماضي، 24 أكتوبر، نفت رابطة الجرحى في تعز، أخبارا تداولت عن تنفيذها وقفة احتجاجية وإغلاق مبنى ديوان عام محافظة تعز، وقالت في – بلاغ صحفي – "إننا ننفي بشكل قاطع أي دعوة لأي فعالية أو وقفة احتجاجية أمام مبنى المحافظة".
 
وقالت الرابطة "إن هذه المزاعم المستهلكة تهدف لخلط الأوراق في تعز والتشويش على نجاحات وتحركات الحملة الأمنية الأخيرة ضد خلايا التفجيرات الإرهابية والمطلوبين أمنيا والتي لاقت تأييدا شعبيا واسعاً".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر