الطفولة في اليمن.. إرهاب حوثي متواصل بغطاء الهُدنة الأممية (تقرير خاص)

[ الطفل أمير الحاج قتل برصاص مسلحين حوثيين في حاجز تفتيش جنوبي تعز ]

الطفل "أمير ماجد الحاج".. أحدث ضحايا الإرهاب الحوثي بحق أطفال اليمن في فترة الهُدنة التي تحرص الأمم المتحدة ومبعوثها على تمديدها للمرة الثالثة دون أي ضمانات لحماية الفئات الأكثر ضعفاً بمن فيهم الأطفال الذين كانوا أكثر الفئات تضرراً من الخروقات والجرائم الحوثية طوال أشهر الهُدنة الأربعة الماضية.
 
لم يمر على إعلان المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، تمديد الهُدنة في مرحلتها الثالثة لشهرين إضافيين، لم يمر 48 ساعة حتى أقدمت مليشيا الحوثي الإرهابية على جريمة قتل الطفل "أمير" في حاجز تفتيش جنوبي تعز، وهي جريمة تُضاف لسجلٍ دامٍ طوال فترة الهُدنة راح ضحيتها مئات الأطفال الأبرياء.
 
وعلى الرغم من أن عداد ضحايا الأطفال لايتوقف إلاّ أن الأمم المتحدة ومبعوثها حريصون كل الحرص على تمديد تلك الهُدنة دون الوقوف على نتائجها والعمل على وضع حد للجرائم التي طالت المدنيين وعلى رأسهم الأطفال، مايجعل من المجتمع الدولي ومبعوث الأمم المتحدة شركاء في هذه الجرائم وفق كثير من أسر الضحايا والمهتمين بحقوق الطفولة والإنسان.
 

ضحايا بالمئات
 
كان الأطفال من أكثر الفئات تضرراً بالخروقات الحوثية وجرائمها المستمرة بحق المدنيين خلال أشهر الهُدنة الأربعة التي انتهت الثلاثاء الثاني من أغسطس الجاري وجرى تمديدها لشهرين إضافيين.
 
وبحسب منظمة "إنقاذ الطفولة" الدولية، فإن 120 قتيلاً من الأطفال سقطوا خلال ذات الفترة بسبب عمليات القصف والقنص والألغام والمقذوفات المتفجرة.
 
وأوضح التقرير أن 32 طفلاً وطفلة قتلوا فيما أصيب 88 آخرون، وهي إحصائية قريبة من أرقام منظمة "اليونسف" التي وثقت مقتل وإصابة 113 طفلاً ، خلال فترة الهُدنة دون مزيد من التفاصيل.
 
وكان الأسبوع الأخير من يوليو (21 ـ 27 يوليو)هو الأسبوع الأكثر دموية منذ أوائل عام2020م مع سقوط أكثر من 65 ضحية مدنية من بينهم 38 طفلا.

 


ففي السابع والعشرين من الشهر قُتل طفل وأصيب آخر بقصف مدفعي شنته مليشيا الحوثي على قرية هجية قريش بجبل ذوباس في مديرية حيس (جنوبي الحديدة)، وذلك بعد يوم من مقتل طفل وإصابة آخر برصاص مليشيا الحوثي في غُراب ومقبنة غربي مدينة تعز.
 
وفي الثالث والعشرين من الشهر ذاته قتل طفل وأصيب 11 آخرين بقصف شنته مليشيا الحوثي الإرهابية استهدف حي الروضة بمدينة تعز المحاصرة، بالتزامن مع زيارة وفد أممي للمحافظة لم يحرك ساكناً إزاء تلك الجريمة البشعة ولم يكلف نفسه بزيارة الضحايا والوقوف على مسرح الجريمة.

 
الألغام القاتل الأبرز
 
خلال أشهر الهُدنة برزت الألغام التي زرعتها مليشيا الحوثي الإرهابية، كسلاح فتاك يحصد أرواح المدنيين وفي مقدمتهم الأطفال اللذين نالهم الحظ الأوفر من تلك الجرائم.
 
ومطلع يوليو المنصرم، قالت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية إن الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة كانت أكبر قاتل للأطفال في اليمن منذ إعلان الهدنة الأممية في إبريل/ نيسان الماضي.
 
وأفادت في بيان بأن "الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في اليمن كانت مسؤولة عن أكثر من 75 في المائة من جميع الإصابات المرتبطة بالحرب بين الأطفال، ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 42 طفلاً بين إبريل ونهاية يونيو".
 
من جهته أعلن المرصد اليمني للألغام، توثيق مقتل 28 طفلاً، وإصابة 47 آخرين؛ بسبب الألغام التي زرعها الحوثيون منذ بدء سريان الهدنة الأممية في مطلع أبريل/نيسان الماضي.


 

أهداف سهلة
 
يرى الصحفي الحقوقي "محمد الأحمدي"، "أن الأطفال أشد الفئات ضعفًا خلال النزاعات المسلحة لذلك بالنسبة لمليشيا إرهابية كالحوثيين فإن الأطفال أهداف سهلة على الدوام".
 
ويضيف في تصريح خاص لـ "يمن شباب نت"، أنه  "حتى خلال الهدنة المزعومة التي لم يرَ اليمنيون منها سوى مزيد من التحشيد والتعبئة والقمع والترهيب ونشوة تنتاب المليشيا التي رأت في الهدنة انتصارا لها ومكافأة على جرائمها بحق اليمنيين عموما والأطفال على وجه الخصوص".
 
وأشار إلى أن المليشيا الحوثي الإرهابية "ارتكبت خلال الهدنة المزعومة العديد من المجازر ضد الطفولة، واستغلت توقف الحرب من طرف الشرعية لمزيد من الاستقطاب وتجنيد الأطفال في المراكز الصيفية بعشرات الآلاف، ناهيك عن مضاعفة جهودها في إشاعة ثقافة العنف والتطرف والطائفية لدى الأطفال بمختلف الوسائل والإمكانات المتاحة".
 

جرائم بغطاء دولي

ويرى ناشطون حقوقيون ومهتمون بحقوق الإنسان، أنه على الرغم من الجرائم الحوثية اليومية التي تطال الاطفال والمدنيين اليمنيين خلال أشهر الهُدنة كامتداد لجرائم مستمرة منذ ثمان سنوات، فإن مواقف الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بدت أكثر تساهلاً واسترخاصاً لدماء الأبرياء وانحيازاً للقتلة الحوثيين ومُكافئتهم عبر تمديد الهُدنة لهم دون اتخاذ موقف حازم إزاء جرائهم اليومية بحق المدنيين.
 
وفي هذا السياق استغرب الناشط الحقوقي رياض الدبعي، حرص الأمم المتحدة على تمديد الهُدنة دون النظر إلى الخروقات الحوثية التي تطال المدنيين والعمل على حمايتهم.
 
وقال في تغريدة على تويتر: "‏يفترض أن تكون قضايا حقوق الإنسان ووقف الانتهاكات جوهر أي اتفاق سياسي أو حتى على مستوى الهدن العسكرية، لكن للأسف ما يحدث هو العكس تماماً.. يعمل المبعوث الأممي على تمديد الهدنه لكنه لا يعمل بجد على وقف انتهاكات الحوثيون خلال الهدنه".
 
وأضاف مستغرباً: "حتى بيانات الإدانة التي يصدرها تقيد ضد مجهول".



من جهته يبدو الصحفي محمد الأحمدي، أكثر اندهاشاً حين قال: "يصعب معرفة الأسباب التي تجعل الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها تتعاطى مع جرائم مليشيا الحوثي بحق الأطفال باليمن بنوع من التراخي واسترخاص الضحايا!".
 
وأضاف في حديثه لـ "يمن شباب نت"، "أنه للأسف حتى المواقف التي تصدرها الأمم المتحدة والوكالات التابعة لها المعنية بالطفولة تبدو خجولة للغاية أمام جرائم يومية مشهودة ترتكبها المليشيا الحوثية لا تقتصر على انتهاكات الحق في الحياة والسلامة الجسدية والمعنوية للأطفال لكنها تطال المستقبل من خلال تفخيخ عقول النشء بالعنف والطائفية وثقافة الكراهية ليكونوا بمثابة قنابل موقوتة في وجه المجتمع ووقود صراع دائم ومزمن لن يتعافى منه اليمن ولو بعد حين".
 
وتابع: "ينظر العديد من الفاعلين الدوليين بشكل سطحي إلى فوائد الهدنة المزعومة، من خلال الحديث عن توقف غارات طيران التحالف وهجمات الحوثيين على السعودية بالطائرات المسيرة، لكن هذه الهدنة ما لم يتبعها محاسبة ومساءلة للمليشيا الحوثية على جرائمها فإنها لا تعدو أن تكون مجرد مكافأة للمليشيا لا غير وستشجع المليشيا على المزيد من الجرائم ضد الطفولة".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر