مبادرة السلام الحوثية في اليمن.. هل كانت خدعة إيرانية لتمهيد الطريق أمام موقفها في المحادثات النووية؟

[ أنصار حزب الله يحملون صورا لزعيمهم وزعيم الحوثيين اللذان يعملان في المنطقة لتنفيذ أجندة إيران (رويترز) ]

قالت جماعة الحوثي يوم السبت إنها ستعلق الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة على السعودية لمدة ثلاثة أيام، في مبادرة سلام قالت إنها قد تكون التزامًا دائمًا إذا أوقف التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن الضربات الجوية ورفع القيود المفروضة على الموانئ.
 
ونقل تقرير لموقع «Investing» عن فيل فلين، محلل الطاقة في مجموعة «Price Futures » في شيكاغو الأمريكية، قوله  أن العرض الحوثي الأخير لوقف إطلاق النار "دفع البعض إلى التكهن بأن الإيرانيين يفعلون ذلك لتمهيد الطريق أمام موقف ايران في المحادثات النووية".
 
وحذرت السعودية عقب هجوم نهاية الأسبوع الماضي على مستودعها النفطي في جدة، من أنها لا تتحمل مسؤولية أي نقص في إمدادات النفط للأسواق العالمية، في ظل استمرار الهجمات على منشآتها للطاقة، كما قالت المملكة إن المجتمع الدولي بحاجة إلى إدراك دور إيران في دعم المتمردين الحوثيين لاستهداف مواقع إنتاج النفط والغاز.
 
وأمس الثلاثاء 29 مارس 2022، اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في بيان أنّ الخطة التي قدّمها الحوثيون "تتضمن رسالة قوية لإنهاء الحرب وتسوية الأزمة اليمنية سياسياً"، وأضاف "إذا تم التفاعل مع خطة وقف إطلاق النار بجدية وإيجابية (من قبل التحالف بقيادة الرياض) يمكن أن تشكل أرضية جيدة لإنهاء هذه الحرب".
 
ووفق التقرير - الذي ترجمة "يمن شباب نت" -  "يثير غضب المملكة العربية السعودية من تورط إيران المحتمل في الهجوم على مواقع الطاقة، مزيداً من الضغط على القوى العالمية لمعاقبة طهران، حتى في الوقت الذي تكافح فيه من أجل إبرام اتفاقها النووي لعام 2015 مع الجمهورية الإسلامية".
 


وقال التقرير "ليس سراً أن السعوديين لا يريدون إحياء الاتفاق النووي - الذي تم توقيعه في الأصل عام 2015 في عهد إدارة أوباما وبقي ساري المفعول إلى أن ألغته إدارة ترامب في عام 2018 - من قبل إدارة بايدن، حاليا الحجة السعودية هي أن إيران، بدون عقوبات أمريكية على نفطها، ستستخدم عائدات ذلك لتمويل المزيد من الإرهاب ضد المملكة".
 
 لقد طال أمد المفاوضات بين القوى العالمية وإيران منذ 11 شهرًا وهي على وشك أن تنتهي أخيرًا أو تنهار تمامًا.
 
 
لماذا سيبقى النفط الهدف المفضل للإرهاب؟
 
على هذا النحو، يبدو أن مبادرة الحوثيين نحو السلام قد جاءت في الوقت المناسب لتهدئة أعصاب القوى الكبرى بعد هجوم جدة ولإعادة تركيز المفاوضين صوب الاتفاق النووي، الذي تريده إيران حقًا لكنها فخورة جدًا بالتوسل إليه، كما يقول جون كيلدوف الخبير في مجال الطاقة بنيويورك.
 
وأضاف "ليس من قبيل المصادفة أن النفط يتعرض دائمًا للهجوم في أسوأ لحظة ممكنة - كما هو الحال الآن، عندما يكون هذا النقص في المعروض - لأن المهاجمين يريدون الإدلاء ببيان سياسي بارز، وأي سلعة أخرى بتأثير كبير ستسمح لهم بفعل ذلك كما يفعل النفط".

وأضاف: "سواء أكان متمردو بوكو حرام الذين أرهبوا نيجيريا ذات يوم، أو الحوثيون المدعومون من إيران الذين يقاتلون السعوديين أو بوتين الروسي ضد أوروبا، فقد قاموا جميعًا بتسليح النفط والطاقة لتحقيق ما يريدون".
 
وتابع "لذلك، لن يكون هذا هو وقف إطلاق النار الأخير أو الهجوم الأخير على النفط".
 


ويستنتج ديفيد كوك، الأستاذ المساعد في جامعة رايس، الكثير في أطروحته حول النفط والإرهاب والتي يقول إنها في طليعة المخاطر الجيوسياسية والمالية في سوق الطاقة العالمية.
 
وكتب يقول: "نظرًا لأن النفط هو أحد الموارد الرئيسية، إن لم يكن المورد الرئيسي لبعض البلدان الإسلامية المهيمنة، فمن الأهمية بمكان للجماعات الإسلامية الراديكالية أن تحرم حكوماتها (التي تتمرد عليها) من الإيرادات المتأتية من النفط، وكذلك استغلالا لإحساس بالأزمة في سوق النفط العالمية التي يمكن أن تولدها الهجمات الإرهابية".
 
وأشار إلى أن ندرة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط غير النفط والاعتماد الحصري على عائدات النفط والغاز يعني أنه يمكن زعزعة استقرار الدول الإسلامية الغنية بالنفط من خلال الهجمات على البنية التحتية النفطية.
 
وقال كوك: "إن النفط باعتباره سلعة قابلة للاستغلال الاقتصادي، معرض للخطر، حيث تتركز بنيته التحتية عادة في أماكن قليلة داخل بلد معين".
 
وقال "بينما تجعل هذه الحقيقة حمايتها أسهل من الناحية النظرية، فهي تضمن أيضًا أنه إذا نجح الهجوم، يمكن أن يكون للدمار عواقب واسعة النطاق، بالإضافة إلى ذلك فإن تقلبات سوق النفط تجعلها عرضة بشكل خاص لأية تهديدات - حقيقية أو متخيلة".
 
ولفت :لذلك، حتى الضربة الفاشلة أو ضربة على جزء فرعي من صناعة النفط (على سبيل المثال، ناقلة نفط في أعالي البحار) يمكن أن يكون لها تداعيات تتجاوز الأهمية الفعلية للحدث من خلال رفع أسعار النفط أو التسبب في تقلب السوق، لا يمكن حماية جميع هذه العناصر الفرعية داخل صناعة النفط - ناقلات النفط، ومصافي التكرير، ومناطق التخزين، ومقار الشركات، وأماكن عمال النفط، وما إلى ذلك - على أساس دائم".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر