أكثر من 20 إصابة.. قرية "الموجع" في "الوازعية" بتعز يلتهمها "السرطان"

[ قرية "الموجع" بمديرية الوازعية- جنوبي غرب ريف تعز- معرضون للإصابة بالسرطان بسبب المياه الملوثة ]

 خلال سنوات متقاربة، فَقَدَ "مطيع الظرافي" أربعة من أقاربه بالسرطان، الذي يعزى إليه أيضا وفاة ما يربو عن 20 شخصا من سكان قرية "الموجع" بعزلة الظريفة شرق مديرية الوازعية الواقعة إلى الجنوب الغربي من ريف محافظة تعز.
 
ما يعرفه "الظرافي" أن داء السرطان أودى بحياة أمه وأبيه إلى جانب خاله وجدته، لكنه- كغيره من سكان المنطقة- لا يعرفون الأسباب الحقيقية التي تقف وراء تغول وانتشار هذا الداء الخبيث في منطقتهم الريفية؟ عدى أن عينة من فحص للمياه، أجرته منظمه دولية زارت المنطقة في سنوات ماضية، رجحت أن يعود السبب إلى احتواء مياه النهر الذي يشرب منه السكان على مادة "الزرنيخ" المسرطنة.
 
ورغم خطورة الأمر، وفقا لما سبق، إلا أن ثمة من يقلل من أهمية مثل هذه المعلومات المتفشية بين السكان، بإعتبارها ليست حقائق مثبتة علميا، حتى الآن على الأقل. غير أن ذلك لا يقلل من حقيقة تفشي المرض في المنطقة، ويبقى الجدل محصورا حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا التفشي المحيّر.
 
 
"سرطان" متفشي.. وتشكيك في الأسباب

 وتعود بداية ظهور هذا الداء الخبيث في المنطقة الى العام 1989، حيث توفي الشاب عبد العزيز سيف وهو في الثلاثينات من عمره. ثم تتابعت الحالات ليبلغ عدد الضحايا 23 شخصا من الجنسين، كان أصغرهم سهى المعمري (تسعة أشهر)، التي توفت عام 2020.
 
 وبحسب المعلومات التي حصل عليها "يمن شباب نت" من مصادر طبية في المنطقة؛ توزعت الحالات وفقا لنوع الإصابة السرطانية على النحو التالي: حالتان شملتا كل من سرطان الكبد وسرطان الرئة وسرطان الغدد وسرطان الثدي؛ وحاله واحده شملت كل من سرطان الغشاء البلوري وسرطان اللسان. فيما لم يتم تحديد أسباب وفاة البقية بأي نوع من الأورام.
 
مدير الوحدة الصحية في المنطقة الدكتور "سند الهلمي"، أوضح لـ"يمن شباب نت" أن الكثير من الحالات التي أصيبت لم تكشفها الوحدة الصحية نتيجة ضعف إمكانياتها، وإنما أثبتتها الفحوصات التي أجريت على المرضى في مركز الاورام بصنعاء.
 
وفيما يتعلق بالأسباب، يستبعد الهلمي أن تكون مياه المنطقة التي يشرب منها السكان هي السبب في تفشي السرطان في القرية، منوها إلى أن الفحص الخاص بعينة المياه التي أخذتها إحدى المنظمات من النهر الذي يشرب منه السكان، لم تظهر نتائجها حتى اللحظة.
 



مشكلة تلوث المياه 

 ويصف الناشط الاعلامي الوازعي الامر بـ"المحير" كون المنطقة، التي تقع ضمن ثاني أكبر عزل المديرية، هي الاكثر إصابة بهذا الداء على مستوى المديرية.
 
 وأضاف لـ"يمن شباب نت" أن السكان متخوفون من توغل هذا الداء دون معرفة السبب الحقيقي الذي يقف وراء ذلك، مستدركا: "عدى العينة التي أخذتها منظمة دولية من مياه الشرب منذ عامين لفحصها"، والتي يؤكد هو الآخر أن نتيجتها لم تظهر حتى الآن، رغم المحاولات في التواصل مع منظمة "كير"، ولكن دون جدوى.
 
وعليه؛ أعتبر الوازعي أن الحديث عن مادة "الزرنيخ المشعة"، بأنها السبب خلف تفشي السرطان، مجرد أقوال وليست حقيقة علمية. لكنه طالب الجهات المعنية والمنظمات الانسانية بتوفير مياه نقيه لزهاء 500 نسمه هم تعداد سكان المنطقة، الذين يشربون حاليا من نهر مكشوف، "يشرب منه الناس مع حيواناتهم".
 
من جهته؛ يقول مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بمديرية الوازعية، رباش البوكري، لـ"يمن شباب نت"، أنهم لا زالوا ينتظرون نتيجة الفحص الخاصة بعينة مياه الشرب لمعرفة حقيقة ما إذا كانت المياه هي من تقف خلف هذا التفشي من عدمه...!!
 
وقال البوكري إن مكتبه يقوم بالتثقيف والتوعية لسكان المناطق المختلفة في المديرية، لتجنب شرب المياه الملوثة، إلى جانب مطالبة الجهات المعنية بتوفير مياه نقيه تجنب السكان مخاطر المياه الملوثة التي تعاني الكثير من مناطق المديرية منها.
 
ويشتكي السكان، هنا في قرية "الموجع" شرقي مديرية الوازعية، من عدم وجود مياه نقيه للشرب، رغم مطالبتهم المتكررة للسلطات المحلية والمنظمات المعنية في المديرية بإعطاء مشكلة المياه اهتماما كبيرا في المنطقة، كون المياه التي يشربون منها غير نقيه، وهي ملتقى للسكان والحيوانات على حد سواء. غير أن كل تلك النداءات لم تحقق استجابة حتى اللحظة. 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر