لم يسمح له بزيارته.. وفاة والد صحفي يمني معتقل في سجون الحوثيين منذ أكثر من ست سنوات

[ "الشيخ/ أحمد عبده عمران"، فاضت روحه قبل أن يلتقي نجله الصحفي "عبد الخالق عمران" المعتقل لدى ميليشيات الحوثي منذ منتصف 2015 ]

انتقل إلى رحمة الله، اليوم، الشيخ أحمد عبده عمران، والد الصحفي عبد الخالق عمران، المعتقل في سجون ميليشيات الحوثي منذ أكثر من ست سنوات..
 
وتوفى الشيخ "عمران" اليوم الخميس عن عمر نهاز الـ70 عاما، بينما كان في طريقه إلى العاصمة صنعاء، التي قدم إليها من قريته في "بني عياش" بمديرية "وصاب السافل" بمحافظة ذمار (وسط البلاد، وتحت حكم الحوثيين)، لتلقي العلاج إثر وعكة صحية ألمت به منذ أيام، حيث تقرر مؤخرا نقله إلى صنعاء ليتوفى في الطريق دون أن يتحقق حلمه الوحيد بزيارة ولقاء نجله المعتقل منذ العام 2015 في سجون الميليشيات الحوثية، عقب انقلابها على السلطة الشرعية في البلاد.
 
واعتقلت ميليشيات الحوثي الصحفي عمران، مع ثمانية آخرين من زملائه في أحد فنادق العاصمة صنعاء في يونيو/ حزيران من العام 2015، ولفقت لهم تهم متعددة، على رأسها التعاون مع "العدوان"- بحسب وصف الحوثيين للتحالف العربي الداعم للشرعية في اليمن الذي تقوده المملكة العربية السعودية.
 
ولاحقا، في نهاية أغسطس/ آب من العام نفسه، اختطفت الميليشيات زميلهم العاشر، الصحفي صلاح القاعدي، الذي كان حينها يعمل صحفيا ضمن طاقم قناة سهيل الفضائية اليمنية.
 
وحسب شهادات متواترة من ذويهم وآخرين مقربين، فقد تعرض الصحفيين العشرة إلى صنوف أنواع التعذيب في سجون متعددة كان يتم نقلهم بينها، بعضها معتقلات سرية، دون أن تسمح لأسرهم بزيارتهم.
 
وفي مايو/ أيار 2019، أدانت نقابة الصحفيين اليمنيين تعذيب الصحفيين العشرة المعتقلين لدى جماعة الحوثي، وجددت المطالبة بالإفراج عنهم بعد أن تلقت بلاغا من أسرهم تفيد بتعرضهم للتعذيب والمعاملة القاسية، ما أدى إلى تدهور حالتهم الصحية. كما أدانت النقابة "هذا الاجرام الذي يتعرض له الزملاء في المعتقل وحرمانهم من حق الزيارة والتطبيب واخضاعهم لظروف اعتقال قمعية فإنها تجدد مطالبتها بمحاسبة كل المتورطين بالجرائم التي ارتكبت بحق الصحفيين".
 
وفي 11 أبريل/ نيسان 2020 حكمت ما تسمى "المحكمة الجزائية المتخصصة"، التابعة للحوثيين بصنعاء، بإعدام أربعة من الصحفيين العشرة المعتقلين، وهم: عبد الخالق عمران، وأكرم الوليدي، وحارث حميد، وتوفيق المنصوري. بينما حكمت بالاكتفاء بالسجن لبقية زملائهم الستة، وهم: هشام طرموم، وهشام اليوسفي، وهيثم الشهاب، وعصام بلغيث، وحسن عناب، وصلاح القاعدي، على أن يُكتفى بالمدة التي قضوها في السجن، مع بقائهم تحت رقابة الشرطة لمدة ثلاث سنوات.
 
ورغم اعتراض منظمات دولية وحقوقية، داخلية وخارجية، بينها نقابة الصحفيين اليمنيين والإتحاد الدولي للصحفيين، على تلك المحاكمات والأحكام الصادرة بحق الصحفيين، إلا أن الميليشيات لم تفرج عن سراح الصحفيين الذين أقرت المحكمة الحوثية إطلاقهم، مكتفية فقط بإطلاق الصحفي صلاح القاعدي، في 24 أبريل/ نيسان 2020.
 
 وبعد مرور أكثر من سبعة أشهر على حكم تلك المحكمة المزعومة، أطلق سراح بقية الصحفيين الخمسة الأخرين، ولكن في إطار صفقة كبرى لتبادل الأسرى رعتها الأمم المتحدة بين الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا وبين ميليشيات الحوثي، وذلك في 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2020، والتي شملت أكثر من ألف معتقل وأسير، حيث أدرجت الميليشيات أسماء الصحفيين الخمسة ضمن الصفقة باعتبارهم أسرى حرب.
 
وحينها جددت نقابة الصحفيين اليمنيين دعوتها لمواصلة الجهود (الدولية والمحلية) المبذولة من أجل الإفراج عن بقية الصحفيين المختطفين، وعلى رأسهم الصحفيين الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام، بينهم الصحفي عبد الخالق عمران، الذي توفى والده اليوم دون أن يحقق حلمه باللقاء به قبل يوافيه الأجل.
 

 إعلامية "الإصلاح" تعزي
 
وبعثت الدائرة الإعلامية لحزب "التجمع اليمني للإصلاح" بأمانة العاصمة، برقية عزاء للصحفي المعتقل "عمران" بوفاة والده، بينما هو "في ظلمات السجون الحوثية".. ودعت فيها "الجهات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسهم الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ، التحرك بشكل عاجل لإنهاء مأساة الصحفيين المختطفين في معتقلات المليشيا، وعدم السماح للمليشيا الحوثية باستخدام قضيتهم للمقايضة السياسية والعسكرية"
 
نص التعزية:

الأخ الزميل الصحفي عبد الخالق عمران – المختطف لدى مليشيا الحوثي الإرهابية منذ 2015
 
تلقينا بأسا بالغ وحزن شديد نبأ وفاة والدكم المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ احمد عبده عمران الذي وافاه الأجل اليوم الخميس 30 ديسمبر 2021، وأنتم في ظلمات السجون الحوثية، لا لسبب إلا لأنكم وقفتم بكلمتكم وأقلامكم مع بلدكم اليمن ضد هذا الكيان الإرهابي الذي باع نفسه للمشروع الفارسي الايراني.
 
إننا في الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة إذ نشاطركم مأساتكم في هذا المصاب الجلل لنستشعر عظم الكرب، وشدة الخطب، الذي وقع عليكم اليوم، بوفاة الوالد، الذي كان ينتظر أن تسمح له مليشيا الحوثي الإرهابية بزيارة ابنه المختطف منذ 6 سنوات دونما تهمة أو جريرة سوى أنه صحفي سلاحه القلم والكلمة.
 
إن وفاة والد الصحفي عمران بينما ابنه في المعتقل للعام السابع على التوالي هو وزملائه الآخرين: توفيق المنصوري، والحارث صالح حميد، وأكرم الوليدي، ليكشف للعالم والمجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان حجم المأساة التي خلفها صمتهم المطبق تجاه واحدة من أكثر قضايا الانتهاكات بشاعة بحق الصحفيين في العالم، تمارس أمام مرأى من العالم أجمع منذ العام 2015 وحتى اليوم، دون أن يحرك ساكنا تجاههم.
 
لقد بات محتما اليوم على الجهات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسهم الأمم المتحدة ومبعوثها إلى اليمن هانس غروندبرغ، التحرك بشكل عاجل لإنهاء مأساة الصحفيين المختطفين في معتقلات المليشيا، وعدم السماح للمليشيا الحوثية باستخدام قضيتهم للمقايضة السياسية والعسكرية، كما ندعو كل الصحفيين ورجال السياسة والإعلام ونشطاء حقوق الإنسان إلى التحرك والضغط بكل الوسائل المتاحة لإنهاء معاناة زملاءنا الصحفيين، وكل المختطفين في سجون المليشيا الإرهابية.
 
الدائرة الإعلامية للتجمع اليمني للإصلاح بأمانة العاصمة


 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر