أتدرين، يا شمسُ ماذا جرى؟.. "كرة القدم" تُفرح اليمنيين وتوحدهم في زمن الحرب

(حيّو اليماني حيّوه)، (بالروح بالدم نفديك يا يمن)، في كل الساحات والنوادي وعلى أسطح المنازل في المدن والقرى هتف اليمنيون بصوت الفرحة للوطن الكبير عقب فوز المنتخب الوطني في بطولة غرب آسيا للناشئين، تحت سن 17 عاماً، بمدينة الدمام في المملكة العربية السعودية.
 
ولأول مرة تعم البهجة في عموم البلاد، ويجد اليمنيون متنفسا للفرحة، والابتهاج بمختلف المحافظات اليمنية منذ اندلاع الحرب قبل سبع سنوات إذ تحول كل أبناء الوطن إلى رياضيين ومتابعين ومحبين لكرة القدم، أطفال، ونساء، وشباب، وشيوخ جمعتهم فرحة التتويج بالفوز بأول لقب دولي في تاريخ الكرة اليمنية منذ تأسيسها.
 
وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد ومر بها المنتخب الوطني للناشئين أثناء فترة التدريب إلا أن أداء المنتخب أبهر الجميع منذ بداية البطولة إذ تمكنوا من تحقيق أربعة انتصارات متتالية حصدوى من خلالها لقب كأس غرب آسيا للناشئين في نسختها الثامنة.
 

فرحة من بين ركام الحرب

في خضم أحداث الحرب التي تعصف بالبلاد منذ سبع سنوات كان اليمنيون على موعد مع الفرحة التي رسمتها أقدام منتخب الناشئين، وتمكنت من إعادة الروح إلى قلوب الملايين بعد أن أطفأتها نيران الحرب وجحيم المآسي والأزمات خلال سنوات الحرب في البلاد.
 
ففي صنعاء الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، ابتهج الآلاف من المواطنين بفوز منتخب بلادهم، وتعالت أصوات إطلاق الألعاب النارية في سماء المدينة ممزوجة بهتافات وطنية للوطن والجمهورية واليمن الكبير.
 
 حبس محمد ناجي أنفاسه قبل تسديد لاعب المنتخب السعودي لركلة الجزاء لكنه ابتهج بعد أن تمكن حارس مرمى المنتخب الوطني من صدها، واسعد ملايين اليمنين بالفوز بلقب بطولة غرب آسيا للناشئين.
 
يقول محمد ناجي (40 عاماً) :"فرحتي بفوز منتخبنا لا توصف استطيع القول بأنها كانت من أسعد اللحظات التي عشتها في حياتي والتي أيضا عاشها كل أبناء الوطن بمختلف أماكنهم ..رفع اسم راية البلد إنجاز لا يمكن وصفه".
 
يلفت ناجي إلى أن: "احتفالات أبناء الشعب اليمني، و ابتهاجهم الكبير بعد تتويج صقور المنتخب الوطني للناشئين يعبر عن حالة البؤس والألم الذي يعيش فيه المواطنون لذلك فهم كانوا بحاجة إلى أي فرحة للترفيه عن أنفسهم في زمن الحرب".
 
وعقب فرحته بفوز المنتخب الوطني يتطلع ناجي إلى الفرحة الكبرى وانتهاء الحرب في اليمن وعودة الحياة، وفتحت الطرقات، وصرف الرواتب وانتهاء الأزمات وعودة الحياة إلى طبيعتها.
 
وفي ساعات الفرح التي عاشها ناجي في صنعاء كان سكان مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون يحتفلون يبتهجون ويزينون سماء مدينتهم بالألعاب النارية ويهتفون للوطن الكبير ابتهاجا بفوز المنتخب الوطني على غرار بقية المحافظات اليمنية.
 
ويعجز الصحافي عبدالله السامعي عن وصف شعورة بهذه الفرحة لافتاً إلى أنه "لم يفقد للحظة الأمل بقدرة لاعبي منتخبنا الوطني على العودة بكأس بطولة غرب آسيا للناشئين وصناعة فرحة طالما انتظرها الجمهور اليمني".
 
وأضاف السامعي في تدوينة له على موقع تويتر :" الدموع تتساقط بنفسها وأنا أرى الجماهير اليمنية تخرج في شوارع عدن وتعز ومأرب وكل المحافظات اليمنية وكذلك المغتربين والمهاجرين خارج البلاد وهتافهم الوحيد في كل مكان "بالروح بالدم نفديك يايمن" و "حيو اليماني حيوه".


 

انتماء وحب للوطن
 
برهن ملايين اليمنيين من خلال الاحتفالات الكبيرة عن حبهم وانتمائهم للوطن إذ توحدت هاتفهم في صنعاء، وعدن، وفي تعز، وفي مأرب، وشبوة، وفي إب وغيرها من القضايا المحافظات، بالروح بالدم نفديك يا يمن.
 
يشكر عزالدين حمود نجوم المنتخب الوطني لأنهم وحدو قلوب ثلاثين مليون يمني، وعادوا الروح إلى اليمنيين.
 
يقول عزالدين حمود (٣٠ عاماً) بأنه :"عاش أجواء الفرحة مع العشرات في قريته في ريف محافظة إب الواقعة تحت سيطرة الحوثيين لافتاً إلى العديد من المواطنين أشعلوا إطارات السيارات في جبال ووديان المحافظة ابتهاجا وفرحا بالفوز الثمين الذي حققه منتخبنا الوطني للناشئين".
 
ويصف عزالدين بأن :"فوز المنتخب أعادت ترميم  الروح اليمنية المثقلة بالحرب ورسمت الفرحة والبسمة على وجوه المواطنين في ربوع الوطن".
 
من جانبه رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر علق على فوز المنتخب في تدوينة له على موقع فيسبوك قائلاً :"هذه هي اليمن، لا تعيش كبوة، إلا ويلوح الأمل من رحم الألم، شبابنا صنعوا الفرحة، أبلغونا رسالة، وقدموا درسًا بليغًا ليقولوا لنا، لقد توحَّدنا فانتصرنا لليمن، توحدوا أنتم في مواجهة الأخطار، وتغلبوا على أنفسكم، وانتصروا لليمن. أشبالنا فعلوها، فقط لأنهم توحدوا".
 
وأضاف :"هنيئًا لكم منتخبنا الوطني للناشئين، وهنيئًا لشعب أنتم عنوانه للمستقبل، أهديتم فرحًا عارمًا في زمن الانكسار، ونلتم حب اليمن كلها، دمتم ذخرًا للوطن، ودامت جهودًا كانت تقف خلفكم، ترعاكم وتهيئوكم لهذا اليوم، وربما لأيام أُخر، قبلاتنا فوق جبين كل واحد منكم، ومن نصر إلى آخر بإذن الله".







مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر