ماذا حملت زيارة المبعوث الأممي "هانس غروندبيرغ" إلى محافظة تعز؟ (تقرير خاص)

أختتم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن السويدي هانس غروندبيرغ، اليوم الأربعاء، زيارته إلى محافظة تعز (جنوب غرب اليمن) والتي استمرت ثلاثة أيام.
 
ووصل غروندبيرغ يوم الاثنين، إلى مدينة تعز، في أول زيارة لمبعوث أممي إلى المدينة المحاصرة من قبل مليشيات الحوثي المدعومة من إيران منذ أكثر من 6 سنوات، والتي يقطنها نحو 4 مليون نسمة.
 
وشملت الزيارة ثلاث محاطات، الأولى مدينة تعز وعقد خلالها مباحثات مع السلطة المحلية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، فيما الثانية كانت في مدينة التربة والتقى خلالها أربعة أعضاء في مجلس النواب ورجال الأعمال.
 
أما المحطة الثالثة فكانت اليوم في مديرية المخا الساحلية المطلة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب حيث التقى قيادة السلطة المحلية في المديرية، بالإضافة إلى العميد طارق صالح قائد ما يسمى بالمقاومة الوطنية المدعومة من دولة الإمارات.
 


أهداف الزيارة
 
كان طريق المبعوث الأممي إلى تعز، شاقا جدا، فقد خرج من عدن في السادسة صباحا ووصل عند الساعة 1 والنصف ظهرا وتعرضت سيارتين تابعتين للوفد الأممي لعطل في الطريق الذي يمر عبر هيجة العبد الشريان الوحيد لمدينة تعز المحاصرة.
 
واعتبر غروندبيرغ، المجيء إلى تعز للمرة الأولى أمر مهم بالنسبة له، كون تعز تحتضن الكثير مما يُعتبر مركزياً بالنسبة لليمن ففيها "التعددية السياسية وروح الريادة التجارية والغنى الثقافي والتاريخي"، حسب وصفه.
 
وتحدث خلال لقائه مع محافظ تعز نبيل شمسان وممثلي الأحزاب السياسية، أن هناك مشقة وعراقيل يعانيها الناس بسبب القيود الشديدة على حرية حركتهم وتأثرهم من الحرب، فضلا عند تدهور الوضع الاقتصادي وانقطاع الخدمات.
 
وقال إنّ "العمل من أجل السلام في اليمن معركة شاقة، ولكن يجب ألّا ننسى أن هناك دائماً وسيلة لكسر دائرة العنف.  هناك دائماً فرص للحوار السلمي".
 
وبشأن أهداف الزيارة، قال مسؤول في السلطة المحلية بتعز، إن "المبعوث ذكر أن السبب الرئيسي للزيارة يتمثل في أن لديه خطة للعمل على سلام شامل لليمن بشكل عام وليس سلام مجزأ".
 
وأوضح المصدر لـ"يمن شباب نت"، أن غروندبيرغ أكد "أنهم لا يفكرون بالحلول الجزئية مثل مشكلة تعز ومشكلة المجلس الانتقالي في عدن بل سلام شامل، وهو ما تطلب منه زيارة أكبر مساحة جغرافية يستطيع زيارتها وأيضا الجلوس مع أكبر عدد من الفاعلين على الأرض".
 
لكن المسؤول، أشار إلى أن المبعوث يبحث عن لاعبين وممثلين متواجدين على الأرض ربما قد يكونوا على طاولة أي مفاوضات قادمة مع مليشيات الحوثي.
 
وقال إنه "يعتقد أن هناك هدف غير معلن للزيارة يتمثل في إدخال العميد طارق صالح ضمن الطاولة مع لاعبين آخرين وكلما كثر اللاعبين يضعف موقف الشرعية بالأساس"، على حد تعبيره.


 
وفي وقت سباق اليوم قال طارق صالح عبر "تويتر"، إنه "ناقش مع المبعوث التحديات الواجبة أمام المجتمع الدولي في رعاية ستوكهولم بشأن الحديدة والبدء في جهود التفاوض مع كل الاطراف لإيقاف الحرب وتحقيق مصالح اليمنيين".


قضايا تعز 
 
السلطة المحلية بتعز، طرحت أمام المبعوث الأممي عدة ملفات تتعلق بالمحافظة، أغلبها إنسانية، مثل قضايا فتح الطرقات واحتياجات تعز من الخدمات والإغاثة.
 
كما تم طرح قضية تشغيل ميناء المخا ومحطة كهرباء المخا الغازية، والعمل بالاتجاه الغربي لمحافظة تعز، بالإضافة إلى موضوع انتظام صرف مرتبات الموظفين الحكوميين، وكذا المشكلة الاقتصادية وتدهور الريال اليمني، وفقا للمصدر.
 
وطبقا للمصدر الذي تحدث لـ"يمن شباب نت"، فإن غروندبيرغ كان متفهما لكثير من هذه القضايا وتصل إليه تقارير لكن هذه الزيارة أحدثت فرقا، حيث شاهد حجم المعاناة بحكم دخوله إلى المحافظة عبر طريق خط عدن مرورا بطريق هيجة العبد وطريق التربة تعز".
 
ولفت إلى أن المبعوث الأممي كان حريصا على لقاء ممثل لمجموعة هائل سعيد أنعم التجارية في الاجتماع الذي عقد في مدينة التربة، لكن لأن الترتيب جاءت متأخرة لم يحضر أحد منهم، بينما حضر ممثل عن مجموعة الشيباني وحضر رئيس الغرفة التجارية ونائبه.

 
نقل معاناة تعز
 
في بيانه عقب اللقاءات التي عقدت في تعز، أشار المبعوث الأممي إلى أنه وجد في تعز الدولة والتعددية السياسية والمجتمع المتعلم والمثقف، وقال بأن تعز ستكون جزءا من الحل السياسي الشامل.
 
وقال المسؤول في السلطة المحلية ضمن حديثه لـ"يمن شباب نت" إن "تعز قد تستفيد من هذه الزيارة في أن قضيتها لن تنسى بعد الآن في أي إحاطات قادمة للمبعوث الأممي أمام مجلس الأمن الدولي".


 
وفي اللقاء الذي عقده المبعوث الأممي، أمس الثلاثاء، مع أربعة من أعضاء مجلس النواب في مدينة التربة؛ دعا رئيس البرلمان سلطان البركاني -في مداخلة له عبر الهاتف- المبعوث الأممي، إلى نقل صورة واضحة عن حجم المعاناة التي تعيشها تعز وبقية المحافظات نتيجة تعنت مليشيا الحوثي وممارساتها، مشيرا إلى ما تمتلك تعز من رصيد سياسي وديمقراطي إضافة إلى كونها العاصمة الثقافية لليمن.
 
وقال إن تعز "تشكل رقما مهما في كل المتغيرات والمنعطفات الوطنية ولابد أن تكون حاضرة بمعاناتها في أروقة وتقارير الامم المتحدة وإطلاع المجتمع الدولي على ما تعانيه المحافظة".
 
وشدد رئيس البرلمان، على أن ذلك يتوجب ممارسة الضغوط الدولية على الميليشيا لفتح الطرق وتخفيف حدة المعاناة خصوصا في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تشهدها البلاد.
 
وأشار البركاني إلى ما تتعرض له تعز من قصف عشوائي ممنهج للأحياء السكنية وسقوط آلاف الضحايا من المدنيين الأبرياء وتعمد المليشيات إغلاق الطرق الرئيسية للمحافظة أمام حرية التنقل والسفر ونقل البضائع والسلع (...).
 
ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن الدولي غداً الخميس، جلسة مغلقة لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن، وفق مصادر إعلامية، ومن المقرر أن يقدم المبعوث الأممي هانس غروندبيرغ، إحاطة يطلع فيها المجلس على لقاءاته مع المسؤولين اليمنيين والفاعلين الدوليين والإقليميين ونتائج زياراته إلى عدن وتعز.


- فيديو :


مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر