صنعاء.. إيجارات مضاعفة ومواطنون مهددون بالطرد من مساكنهم وتواطؤ حوثي بالمعاناة (تقرير خاص)

تعرض المواطن "أمين قائد" في بداية يناير الماضي للطرد من شقته التي يسكن فيها مع أفراد عائلته بشارع الدائري وسط العاصمة اليمنية صنعاء من قبل مالك الشقة طمعا في تأجيرها بأسعار مضاعفة، لتبدأ معاناته في البحث عن مأوى يتناسب مع وضعه المادي على غرار مئات المواطنين في صنعاء.
 

وخلال السنوات الماضية شهدت إيجارات الشقق السكنية في صنعاء ارتفاعات مستمرة، وتتضاعف بشكل جنوني، وفي مطلع كل عام يفرض ملاك الشقق السكنية قيمة الايجارات، وسط تفاقم الحالة الإنسانية جراء الحرب، وتواطئ الحوثيين في تجاهل معاناة المواطنين.
 
 
إيجارات مضاعفة
 
يقول "أمين قائد" (35 عاماً) أحداث وتفاصيل معاناته "في مطلع يناير من العام الجاري تفاجأت بتعسف مالك الشقة وذلك من خلال اختلاق مبررات عبثية بهدف إخراجي منها طمعا في تأجيرها لمستأجر آخر".
 

وأضاف لـ "يمن شباب نت": عشت مع أفراد عائلتي أسوأ أيامنا وكنت أقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام منذ الصباح بحثا عن شقة تتناسب مع راتبي المحدود ولكن دون جدوى.

 
وأشار "عجزت عن دفع المبلغ المطلوب ولم أتمكن من الحصول على شقة في قريبة من مكان العمل بسبب ارتفاع الإيجارات وزحمة المستأجرين وبعد معاناة طويلة تمكنت من الحصول على شقة بمنطقة العميري التي تبعد عن مكان العمل في شارع الدائري عشرات الكيلو مترات".

 
وقال: "يستغل ملاك الشقق السكنية حاجة المواطنين بمضاعفة الإيجارات بدون مبرر" مضيفاً: "لم أستطع تحمل الزيادة المفروضة من قبل مالك الشقة وهو ما جعلني أبحث عن شقة في أطراف العاصمة صنعاء".

 
ومطلع العام الجاري، شكا مواطنون في العاصمة صنعاء من إقدام ملاك الشقق السكنية على رفع الإيجارات والتي وصلت بعضها إلى 100%، بالإضافة إلى إجبار ملاك الشقق السكنية بعض المستأجرين على الدفع والتأجير بالدولار الأمريكي.
 
 
مواطنون مهددون بالطرد

في 15 يناير الجاري رصد "يمن شباب نت" تدوينة على موقع فيسبوك لـ "فوزية الخامري" تشكو من تعرضها للتهديد بإحضار شرطة نسائية لإخراجها إلى الشارع مع أفراد أسرتها في ظل البرد القارس بعد صدور الحكم التنفيذي بإخراجها رغم التزامها بدفع الايجار للمؤجر شهريًا.
 


وروت الخامري قصتها لـ "يمن شباب نت"، قائلة بعد أن تم ابلاغهم برفع الإيجارات ذهب زوجها إلى مالك الشقة للتفاوض معه بأنهم غير قادرين على دفع المبلغ نظرا للظروف المعيشية القاسية لكن مالك الشقة رفض ذلك وأصر على رفع الإيجارات بنسية 100%.
 

وأضافت: "بأن مالك الشقة قال لزوجها (إذا لم تدفع الزيادة الـ 20 ألف ستدفع فوقها 50الف أو تغادر الشقة) لكنهم حاولوا بكل الطرق والوسائل إقناع مالك الشقة على مراعاة ظروفهم المعيشية الصعبة".

 
وتابعت: "بأن مالك الشقة رفض وبكل عنجهية وجشع يوازي حجم املاكه وعقاراته الكثيرة ان يعي ويرحم ظروفهم وتوسلاتهم ووساطاتهم"، وأشارت "أنهم رفضوا حينها دفع الايجار المضاعف وعلى إثرها قام مالك الشقة برفع دعوة قضائية ضدهم".

 
من جانبه قال المواطن "عبد الوهاب محمد": إن جشع ملاك العقارات والشقق السكنية في صنعاء تخطى المعقول ودن أدنى رحمة للمواطن الذين أثقلت كواهلهم متطلبات الحياة اليومية يرفعون إيجارات الشقق السكنية ضعف ما كانت عليه سابقا.

 
وأضاف في حديث لـ "يمن شباب نت"، لقد وصل الجشع بملاك الشقق السكنية إلى استخدام المحاكم وإصدار أحكام قضائية لطرد مستأجرين بالكاد يستطيعون توفير لقمة العيش طمعا في تأجيرها لمستأجرين آخرين بمبلغ مرتفع مضيفا بأن ملاك الشقق يردون تأجيرها حاليا بالدولار الأمريكي.
 
 
جشع وتحايل على المستأجرين
 
في سياق حديثها لـ "يمن شباب نت" قالت فوزية الخامري: "في بداية العام الجاري كان مالك العمارة السكنية أبلغ كافة المستأجرين على رفع الإيجارات ضعف ما كانت عليه سابقا أو إخلاء الشقق وهدد بطرد كافة المستأجرين لأنه يعتزم على التأجير بالدولار الأمريكي".
 

وأضافت: "زادت حالة الجشع والطمع لدى ملاك العقارات السكنية على الرغم أن بعضهم يمتلك العديد من المباني والشقق السكنية إلا أنهم لا يزالون يحاولون امتصاص ما تبقى من أموال المواطنين المتبقية من الأزمات والحروب والوضع السيئ والطوابير الطويلة والبؤس الذي يعيش فيه المواطن اليمني المغلوب على أمره".
 


ومنذ مطلع العام الماضي تلقى مستأجرين بلاغات من محاكم حوثية في صنعاء تدعوهم فيها إلى إخلاء الشقق ومغادرتها في أقرب وقت ممكن بعد قيام ملاكها برفع دعوت قضائية ضدهم طمعا في تأجيرها بأسعار مضاعفة.

 
وقالت فوزية الخامري "إن مالك الشقة التي تسكن فيها قدم الدعوة القضائية ضدهم بحجة أنه يريد أن يسكن في شقته دون أن يوضح للمحكمة أنه كان يعتزم رفع إيجار الشقة مضيفة بأنه بناء على دعوته الكاذبة أقرت المحكمة بشكل مستعجل تنفيذ قرار الإخلاء".

 
وأضافت في سياق حديثها لـ "يمن شباب نت"، تمكن مالك الشقة من إصدار حكم خلال فترة وجيزة بسبب أن أحد القضاة في المحكمة ينتمي إلى نفس القبيلة التي ينتمي إليها مالك الشقة.

 
وأشارت فوزية إلى "أن زوجها عاش أسوء أيامه في التنقل بين المحاكم من تقديم الطعونات والاستئناف.. مما جعلها تعرض قضيتها على شخصيات عديدة في امانة العاصمة بصنعاء ولكن دون فائدة باعتبار أن القضية صدر فيها حكم قضائي".

 

 
فشل حوثي في ضبط الإيجارات
 
وتسببت الارتفاعات المستمرة في إيجارات الشقق السكنية والتي بدورها أثقلت كواهل المواطنين وفاقمت من معاناتهم وتسببت بتشريد عشرات المستأجرين من منازلهم في صنعاء والعودة إلى المناطق الريفية لم يطبق الحوثيون حتى اللحظة للقرات الصادرة عنهم بشأن ضبط الإيجارات.

 
وفي منتصف العام 2019 أصدرت ميليشيا الحوثي قرار يقضي بمنع رفع إيجارات الشقق السكنية في العاصمة صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرتها، أو اخراج المستأجرين بحجة ايجارها لآخرين أو التأجير بالدولار لكن ذلك حبراً على ورق حتى اللحظة.

 
حتى اللحظة لا تزال إيجارات الشقق السكنية في العاصمة صنعاء تشهد ارتفاعًا غير مسبوق، وسط عجز حوثي من ايقاف تلك الارتفاعات الجنونية التي أرقت المواطنين، وأثقلت كاهلهم في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشة بفعل الحرب التي تعصف باليمن منذ ست سنوات.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر