"بعد اندفاع قيادته للتطبيع"..

مجلة أمريكية: هل ستدعم إسرائيل المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات؟ (ترجمة خاصة)

قالت مجلة أمريكية "إن الإمارات ووكيلها اليمني، المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي، يواجهون عقبات في طموحهما المتبادل لتدمير وحدة اليمن وسيادته الهشة من خلال إعادة إنشاء "جنوب اليمن" المستقل الذي من شأنه أن يصبح بديلاً كدولة تخدم المصالح الإماراتية أولاً وقبل كل شيء".

وأضافت مجلة «Inside Arabia» في مقال - ترجمة "يمن شباب نت" - "بينما تناور أبو ظبي بعناية حول حليفتها الوثيقة السعودية، أجبر الافتقار إلى الدعم الدولي لأهدافه المجلس الانتقالي الجنوبي على التخلي عن إعلان "الحكم الذاتي" في 29 يوليو، كما ان المحاولات الفاشلة للوحدة مع الحكومة اليمنية تظهر أيضًا إحجام المجلس الانتقالي الجنوبي عن التخلي عن قضيته المعلنة".

وقال كاتب المقال جوناثان فينتون هارفي "أن البحث عن الدعم الدولي هو الهدف (البحث عن انفصال اليمن) الذي تأتي فيه نقطة التقاء العلاقات الإماراتية المؤكدة مع إسرائيل، بعد اتفاق التطبيع في 13 أغسطس: حيت ستعملان على تطوير تعاونهما الجيوسياسي".

وذكر الكاتب "بينما تكهن المحللون حول العديد من مجالات الاصطفاف الإقليمي، بما في ذلك مواجهة تركيا وإيران، فمن المحتمل أن يصبح اليمن نقطة اهتمام مشتركة لكل من الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل".
 

إقرأ أيضاً..
القيادي بالإنتقالي "بن بريك" يواصل استفزاز اليمنيين ويعلن عزمه زيارة إسرائيل


جاء مؤشر معبر عن ذلك من هاني بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أدلى بعدة تعليقات إيجابية بشأن الاتفاقية بينما أظهر تقبلاً تجاه إسرائيل.

وكتب بن بريك على تويتر "سأزور يهود الجنوب [اليمنيين] في منازلهم وسأذهب معهم إلى القدس لأصلي في المسجد الأقصى".  كما استنكر القيادة الفلسطينية لرفضها الخطوة الإماراتية، هذه علامات واضحة لا تدل على تأييد التطبيع مع إسرائيل فحسب، بل أنها تدل أيضًا على محاولة لكسب دعمها. 



بالإضافة إلى ذلك، زعمت صحيفة «إسرائيل اليوم» الإسرائيلية في يونيو أن مسؤولين إسرائيليين أجروا "محادثات سرية" مع شخصيات في المجلس الانتقالي الجنوبي، ووصفتهم بأنهم "أصدقاء سريون".

وقال أفييل شنايدر في مقاله نقلاً عن مصادر سياسية مجهولة: "بشكل مفاجئ، أعرب المجلس الانتقالي الجنوبي في مؤتمر صحفي عقده مؤخرًا عن موقف إيجابي تجاه إسرائيل، على الرغم من أن مسألة العلاقات الدبلوماسية الرسمية لم تتم مناقشتها بعد".

في حين أن هذه المصادر قد تثير الشكوك، كما لا تزال التفاصيل المحددة لهذا الاتصال المزعوم غير واضحة، فلن يكون من المستغرب أن يحدث دعم إلى هذا الحد في النهاية. 


تعاون أقوى بين الإمارات وإسرائيل

في إشارة مبكرة محتملة لتعاون إقليمي أقوى، وبعد فترة وجيزة من اتفاقية التطبيع، أعلنت وزارة المخابرات الإسرائيلية عن تعزيز التعاون مع أبو ظبي على البحر الأحمر، المتاخم لليمن.  وهنا، تسعى أبو ظبي إلى تأمين طرق التجارة، حيث قامت ببناء موانئ وقواعد عسكرية في القرن الأفريقي عبر خليج عدن ومضيق باب المندب.

وفي الوقت نفسه، دعمت الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي منذ إنشائه في عام 2017، لتمثيل قضية استقلال الجنوب، والذي كان قائما منذ 1994، بعد توحيد شمال اليمن وجنوبه في عام 1990.
 

إقرأ أيضاً..
صحيفة إسرائيلية: مباحثات سرية بين المجلس الانتقالي ومسؤولين إسرائيليين


ومع ذلك، تهدف أبو ظبي بالفعل إلى استخدام الفصيل لتمكينها من السيطرة على ميناء عدن، العاصمة التاريخية لجنوب اليمن، بالإضافة إلى موانئ أخرى مثل المكلا وسقطرى. وهذا من شأنه أن يعزز التجارة البحرية العالمية إلى حد كبير ويؤسس مجال نفوذ أوسع على طول البحر الأحمر والقرن الأفريقي. 

كانت أبو ظبي الوحيدة التي تدعم انفصال الجنوب، وهناك مؤشرات تقول بأن روسيا قد تقدم الدعم لإحياء العلاقات التاريخية للاتحاد السوفيتي مع جنوب اليمن المستقل، على الرغم من أن هذه تبقى مجرد تكهنات إلى حد كبير في الوقت الحالي. أما بالنسبة للوقت الحالي، فسيقدم كسب تعاون إسرائيل دفعة كبيرة، وسيساعد أبو ظبي في تأمين حليف ضروري لأهدافها في اليمن. 



ونقلت الإمارات يهود اليمن المتبقين إلى أبو ظبي، بعد اتفاق التطبيع، وفي حين أن ذلك بدا لفتة إنسانية بحتة في ظاهرها، بالنظر إلى أن المتمردين الحوثيين عرضوا حياة اليهود اليمنيين للخطر لفترة طويلة، فإن هذا يساعد الإمارات أيضًا على كسب المزيد من الدعم لدى إسرائيل بشأن سياستها في اليمن.


هل ستدعم إسرائيل المجلس الانتقالي الجنوبي؟

في الماضي، تدخلت إسرائيل في اليمن.  فخلال الحرب الأهلية في شمال اليمن من عام 1962 إلى عام 1970، بعد أن أطاح الجمهوريون المدعومون من مصر بالإمام الزيدية، قدمت إسرائيل الدعم للملكيين المخلوعين، الذين تلقوا أيضًا دعمًا سعوديًا وبريطانيًا، من بين حلفاء إقليميين آخرين، وكان ذلك يهدف إلى حد كبير إلى مواجهة مصر، التي كانت، في ظل حكم جمال عبد الناصر، خصمًا رائدًا لإسرائيل في ذلك الوقت.

ومؤخرا، دعمت إسرائيل فصائل انفصالية معينة، وكانت هي الوحيدة التي دعمت استفتاء الاستقلال الذي أجرته الحكومة الكردية المستقلة في سبتمبر / أيلول 2017، متحدية بذلك موقف حليفها المقرب، الولايات المتحدة، الذي رفض الاعتراف باستقلال كردستان العراق.
 

للمزيد إقرأ أيضاً..
بينهم الانتقالي.. إنتليجينس أونلاين: أبو ظبي تحث حلفاءها على التطبيع مع إسرائيل


حالة أخرى ملحوظة هي جنوب السودان، حيث عززت إسرائيل العلاقات مع حركة الاستقلال خلال حرب عام 1967 مع مصر والأردن وسوريا، بعد أن دعم السودان جهود الحرب المصرية، وأرسلت لقادة جنوب السودان أسلحة ومعدات مراقبة وقدمت تدريبات بعد استقلالها عام 2011، والتي تم استخدامها في الحرب الأهلية الوحشية التي شنتها الحكومة في عام 2013.

كما أظهرت كلتا الحركتين انفتاحًا تجاه إسرائيل، التي تسعى إلى كسب حلفاء ضد الحكومات المعادية من خلال دعم القضايا الانفصالية.  لذلك يمكن لإسرائيل بطبيعة الحال أن تتعاون مع أبو ظبي في مساعدة المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي أظهر أيضًا تقبلا تجاه إسرائيل.

في حين أن الإمارات العربية المتحدة أقامت علاقات أوثق مع إيران في العام الماضي، وتتطلع بشكل عملي إلى تهدئة التوترات مع خصمها التقليدي، فإن إسرائيل لا تزال تنظر إلى الحوثيين على أنهم تهديد، مما قد يجعلها أكثر حذراً بشأن الانخراط في اليمن.



في نهاية المطاف، ما يزال الوضع في اليمن غير قابل للتنبؤ، مع تعثر اتفاق الرياض - الذي يهدف لتوحيد المجلس الانتقالي الجنوبي الانفصالي مع حكومة عبد ربه منصور هادي - باستمرار، وإذا تفوق المجلس الانتقالي الجنوبي في النهاية على حكومة هادي، مع إثبات قدرته على العمل كقوة موازنة لنفوذ الحوثيين، فقد يمهد هذا الطريق للدعم الإسرائيلي.

ومع ذلك، ومثل حكومة إقليم كردستان العراق، التي انهار فوزها الساحق بشكل فعال بعد عدم تلقي دعم دولي أوسع، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي لن يحقق نجاحًا كاملاً بدون دعم دولي أكبر، ويعتمد ذلك جزئيًا على موقف المملكة العربية السعودية أيضًا، حيث ستسعى إسرائيل إلى تجنب الإساءة إلى دولة أخرى أقامت معها علاقات سرية.

وحتى لو دعمت إسرائيل المجلس الانتقالي الجنوبي، فسيكون ذلك وحده كافياً لتعزيز الأهداف السياسية للفصيل، حيث أنه على الرغم من أن تحقيق ذلك قد يندرج في إطار إستراتيجية أبو ظبي الأوسع للضغط من أجل المجلس الانتقالي الجنوبي، بالنظر إلى مغازلة روسيا للأخير.

والزمن وحده من سيحدد مدى فعالية هذا التحالف الاماراتي الاسرائيلي المحتمل المؤيد للمجلس الانتقالي الجنوبي. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر