خبير دولي: لماذا يجب على الاتحاد الاوربي الاهتمام باليمن؟ (ترجمة خاصة)

أكد خبير دولي غربي على أهمية ما يحدث باليمن بالنسبة للاتحاد الاوربي، مشيرا الى أنه وبرغم المسافة الجغرافية التي تفصل بينهما، فإن ما يحدث في اليمن يعتبر ذا مصلحة وثيقة بالنسبة لأوروبا، "وهكذا ينبغي أن يكون الحال" على حد تعبيره.
 
وفي مقال للخبير بمجموعة الازمات الدولية في بروكسل "غوست هلتر مان" -نشره موقع «IPSI» وترجمه "يمن شباب نت"- قال "بأن الازمة اليمنية تكشف المأساة الإنسانية والتي يجب أن تهز ضمير البشرية".
 
وقال بأنه "وبالرغم من خطط الإغاثة الإنسانية الدولية الضخمة، يقدم الوضع الكارثي الحالي للبلاد دليلا على أن المجاعة التي تلوح في الأفق ليست تحديًا يمكن معالجته بمجرد ضخ الأموال فحسب، بل يجب على الأطراف المتحاربة العمل على إنهاء النزاع".
 
ولفت الخبير الى أنه "وفي مواجهة مثل هذه المعاناة، لم نشهد سوى محاولات متعثرة من جانب أطراف النزاع لحل الأزمة، حيث تقطعت السبل بكل جهد جراء سلسلة من الحسابات الجيوسياسية التي تتجاهل مصير الشعب اليمني حتى في الوقت الذي تعلن فيه وضعه على رأس الاولويات".
 
وباستثناء بريطانيا ـ يرى الكاتب بأن الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء- وقفوا في موقف المتفرج، بدرجة كبيرة، خلال أحداث الاربع سنوات الماضية التي شهدها اليمن، لافتا ايضا الى ان افتقار الاتحاد الاوروبي للقوة الصارمة، وافساح المجال للولايات المتحدة، والانقسامات الداخلية، اضافة للتردد في مجابهة حلفائه الخليجيين علنًا، قد أبقاه بعيدا عن الواجهة، في نزاع يمكن أن يخرج عن السيطرة ويخلق مشاكل أكبر في منطقة غير مستقرة بالفعل. 
 
الكاتب استدرك بالقول بأنه "ومع ذلك، لايزال الاتحاد الأوروبي يتمتع بسمة بارزة، حيث وباعتباره جهة خارجية نسبية للنزاع الداخلي في اليمن، تمكن الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، من الحفاظ على قنوات الاتصال مع جميع أطراف النزاع، سواء داخل اليمن أو داخل المنطقة الأوسع، مع كونه منتقدا صريحا للحرب".  مضيفا "ان أوروبا لديها أيضا قوة اقتصادية كبيرة".
 
وتابع: حاليا، يبدو أن الولايات المتحدة تتجه نحو خيار المفاوضات، ويرجع ذلك إلى حد كبير نتيجة لضغوط من الكونجرس - الذي يشعر بالقلق إزاء انخراط الولايات المتحدة في مأساة إنسانية جراء الحرب في ظل عدم وجود استعداد واضح لدى الاطراف المتقاتلة لإنهاء الحرب - ولذا يؤكد الكاتب "بان مبادرة دبلوماسية أوروبية، ومضاعفة لدعم جهود الأمم المتحدة لصنع السلام في اليمن، وبدعم من القوة المالية للاتحاد الأوروبي، قد بدأت فجأة تصبح خطوات مطلوبة ومقبولة".
 
وشدد الكاتب أنه يجب ان تتمثل أهم أولويات أوروبا في اليمن في منع اندلاع مجاعة واضحة، وكذلك المساعدة في تخفيف حدة التوتر في كل مكان ـ ولتحقيق هذه الغاية ـ لفت بأنه "ينبغي على الاتحاد أن يواصل دعم وقف إطلاق النار في الحديدة الحالي من خلال تشجيع القوى الإقليمية -وهي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران - على خفض درجة التوتر، عن طريق الضغط على حلفائهم المحليين لتنفيذ اتفاق ستوكهولم، والمشاركة البناءة في محادثات سلام أوسع قادمة".
 
وخلص كاتب المقال الى القول: بأنه وعلى صعيد الأولوية السياسية في اليمن، يجب على الدول الأوروبية أولاً "أن تضع نفسها في الواجهة، ومن ثم تستخدم نفوذها لدفع الولايات المتحدة في اتجاه المحادثات، وتعمل على تثبيط حصول التراجع" حيث ختم الكاتب مقاله بالتأكيد قائلا "إما يحدث ذلك، أو اننا سنشهد الحرب تتصاعد لتتحول بالكارثة الإنسانية إلى منعطف آخر نحو الأسوأ".

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر