في ذكراها الثامنة.. البحث مجددا في نجاح/ فشل ثورة 11 فبراير باليمن؟ (تقرير خاص)

[ مسيرة جماهيرية ثورية بتعز احتفاء بالذكرى الثامنة لثورة فبراير/ 11 فبراير 2019 ]

  قبل ثمان سنوات كانت اليمن على موعد مع ثورة فبراير/شباط 2011، التي تغير معها تماما وضع البلاد، رغم نجاحها في إسقاط نظام الرئيس السابق علي صالح الذي استمر لأكثر من ثلاثة عقود، وكان يسعى لتوريث الحكم لنجله أحمد.
 
حافظ الثوار، الذين كان أغلبهم في البداية ينتمون إلى فئة الشباب والطلاب الجامعي، على سلمية ثورتهم برغم محاولة النظام السابق جرهم إلى دائرة العنف. لكن في نهاية المطاف، بعد أربع سنوات من الثورة، اندلعت الحرب في عموم البلاد بفعل انقلاب تحالف ميليشيات الحوثي-صالح.
 
واليوم، مع مرور الذكرى الثامنة لثورة فبراير، في ظل حرب طاحنة تشهدها البلاد منذ أربع سنوات، ارتفعت بعض الأصوات المناوئة للثورة لتحكم عليها بالفشل وتعتبرها سببا رئيسيا لما آلت إليه الأوضاع المأساوية نتيجة الحرب.
 
وفي الجهة المقابلة، ينفي شباب الثورة تلك التهم والأحكام، التي يعتبرونها تأتي في سياق مخطط منظم ومدعوم يهدف لـ"فتَّ عَضَد" الثورة ومحاولة تشويه مبادئها الوطنية النبيلة من قبل أطراف "الثورة المضادة". فالثورة- كما يؤكد أنصارها- مستمرة وستستمر حتى تحقيق أهدافها، وما الحرب التي يخوضها أبناء ثورة فبراير اليوم لتحرير البلاد من الانقلابيين، إلا تأكيدا لهذه الاستمرارية الثورية.
 



قيادة فاشلة.. لا الثورة
 
وفي خضم هذا الجدل الدائر حول مسار ثورة 2011، يرى المحلل السياسي محمد الغابري أن الثورة نجحت جزئيا في إسقاط مشروع التوريث الذي سعى له صالح.
 
وما آل إليه حال البلاد اليوم، بحسب الغابري في حديثه لـ"يمن شباب نت"، فلا يحسب على ثورة فبراير، "إنما على السياسة التي اتبعتها القيادة المفترضة لفبراير".
 
ولمزيد من التوضيح، أضاف "لم يكن لدى القيادة رؤية على ثلاثة مستويات، هي: كيفية إسقاط النظام بأٌقل الخسائر، وكيفية نقل السلطة، وبرنامج لإدارة فترة انتقالية محددة".
 
وإلى جانب ذلك، لم يكن لدى قادة الثورة المفترضين مهارات وخلفيات معرفية كافية لتقييم الأضرار وحجمها مسبقا. فهم كما يقول لم يكونوا يمتلكون "مهارات التوقع، لمعرفة سلوك المتضررين من الثورة. سواء محليين أم إقليميين أم دوليين. وكذلك عدم وجود مهارات التفاوض، ولا تنظيم علاقة الثورة بالسلطة الانتقالية".
 
وفي الخلاصة، يحسم الغابري هذا الجدل بالتأكيد على أن "الثورة لم تفشل، بل قيادتها هم من فشلوا"، مضيفا "وبالنسبة للعمل الثوري، فهو مستمر حتى اليوم"، فالكثير من الشباب- كما يؤكد- هم من أكثر الفئات المشاركة في الحرب الحالية ضد مليشيات الحوثي.
 
أما المطلوب من القوى السياسية الثورية والكيانات المختلفة والشعب، فهو- بحسب الغابري "التمايز إلى صفين:  جمهوري وإمامي". وشدد على ضرورة اتحاد المؤمنين بالجمهوري وكل الأحزاب السياسية، وأن تعمل على إيجاد آلية لذلك في كيان يعبر عنهم لاستعادة الدولة.
 

فعل ثوري مستمر
 
ومع الغابري، يتفق الناشط في الثورة الشبابية عبد الرقيب الأبّارة، من حيث التأكيد على أن ثورة 2011 "لم تفشل". أما في التفاصيل، يرى الأبارة، في حديثه مع "يمن شباب نت" أن هناك "عراقيل وضعت أمام ثورة فبراير"، وذلك، كما يقول "هو حال أي ثورة"، لافتا إلى أن النجاح من عدمه "لا يقاس بزمن، ما دام هناك من يتحدث عنها، ويواصل العمل من أجل تحقيق أهدافها".
 
وأضاف: "تفشل وتموت الثورة، حين تخفت الأصوات المطالبة باستمرارها". وهذا في نظره لا ينطبق على ثورة فبراير، التي "ما أنفك وهجها يكبر يوما بعد آخر، وهو ما يدل على عظمتها وقدرتها على التقدم والسير نحو أهدافها".
 
ويرى الناشط الأبارة أن ثورة فبراير "قوية ومستمرة بأبطالها وشهدائها وقادتها ونخبها، ولما تزال تقاوم عنفوان ثورات مضادة تدار من قبل دول عدة تحاول إسقاط الربيع العربي، وهو ما لم يُكتب له النجاح حتى اليوم".
 
وبرغم مرور فبراير بمحطات كثيرة، على رأسها وأهمها: المبادرة الخليجية والحوار الوطني الشامل، وصولا إلى انقلاب المليشيات الحوثية. إلا أن ذلك بحسب الأبارة "لم يقلل، أو ينال من عظمة الثورة".
 

مسئولية الوضع الراهن
 
ويرفض الناشط الأبارة تحميل الثورة أوزار الحرب وتداعياتها المأساوية على مختلف الصعد، مؤكد على أن ذلك لم يكن بسبب الثورة. فالثورة، كما يؤكد، كان منهجها واضحا، وهو "الحفاظ على النظام الجمهوري".
 
وعزا السبب الرئيسي في كل تلك الأحداث إلى "التحالف الذي سعت فبراير لإسقاطه، وهو نظام المخلوع صالح، وتحالف الإمامة القديم الذي استغل وانتهز الفرصة للانقضاض على الجمهورية".
 
ويخلص الأبارة إلى التأكيد على أن من يُحَمّلون فبراير مسئولية ما آل اليه الوضع اليوم، هم المسئولون عن ذلك، كونهم هم من أقام تحالفا مع المليشيا الحوثية أدى في نهايته إلى قتل (زعيمهم) صالح، وتهديد النظام الجمهوري.
 
وشهدت عدد من المحافظات الخاضعة لسلطات الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، احتفالات جماهيرية حاشدة أحيَّتها السلطات المحلية وقيادة الجيش مع الأحزاب والقوى السياسية ومختلف الكيانات والمبادرات الشبابية الثورية، أحياء للذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير.


 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر