الاندبندنت: الأمم المتحدة ستعلن رسمياً أن اليمن يواجه أسوأ مجاعة في العالم منذ 100عام (ترجمة)

[ امرأة تحمل ابنها البالغ من العمر ثماني سنوات، الذي يعاني من سوء التغذية في اليمن (عبد الجبار زياد / رويترز) ]

حذرت الامم المتحدة من أن اليمن قد يواجه "أسوأ مجاعة في العالم منذ 100 عام" إذا استمر القتال، في الوقت الذي علمت صحيفة الإندبندنت أنه من المرجح الإعلان عن مجاعة رسمياً في غضون أسابيع قليلة.
 
ووفقا لتقرير نشرته الصحيفة وترجمه "يمن شباب نت" قالت ليز غراند، منسقة الأمم المتحدة في اليمن، إن ما يصل إلى 13 مليون مدني قد يموتون من الجوع إذا لم يوقف القتال من قبل التحالف الذي تقوده السعودية من جهة والحوثيون من جهة أخرى.
 
وبالفعل لقي أكثر من 10 آلاف شخص مصرعهم في القتال و3 ملايين نازح داخلياً منذ أن بدأ التحالف الخليجي في قصف البلاد في عام 2015 للإطاحة بالمتمردين الحوثيين الشيعة.
 
وقالت جراندي لشبكة بي بي سي البريطانية "أعتقد أن الكثيرين منا شعر بأنه طالما أننا دخلنا في القرن الحادي والعشرين فإنه من غير المعقول أن نرى مجاعة كما رأينا في إثيوبيا ... لكن الحقيقة هي أننا بالضبط نشهد نفس الشيء يحدث في اليمن".
 
وأضافت: "يجب أن نخجل ويجب علينا، في كل يوم نستيقظ فيه، أن نجدد التزامنا ببذل كل جهد ممكن لمساعدة الناس الذين يعانون، ونعمل على انهاء الصراع".
 
وجاءت تعليقات السيدة غراندي في الوقت الذي علمت فيه صحيفة " الإندبندنت" أنه وخلال الأسابيع القادمة، من المرجح أن ترفع الهيئات الدولية بما فيها الأمم المتحدة، تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل (IPC) إلى المستوى الخامس، وهو ما يعني الإعلان الرسمي عن حصول المجاعة.
 
ويعد التصنيف الدولي لمرحلة الامن الغذائي المتكامل IPC   مقياس عالمي طورته الأمم المتحدة في البداية لتصنيف مستويات الجوع من أجل تحفيز استجابة دولية.
 
في الوقت الحاضر يحل اليمن في المستوى الرابع مما يعني أن البلد على حافة المجاعة.
 
وكانت آخر دولة تم إعلان وصولها المستوى 5 هي جنوب السودان في العام الماضي.
 
وتعتبر اليمن بلداً ممزقة بسبب الحرب الجارية منذ ربيع عام 2015 عندما بدأ تحالف تقوده السعودية بقصف البلاد لإعادة حليفه السني الرئيس عبد ربه منصور هادي حيث قبل أشهر من ذلك تم اجبار هادي على الخروج من البلاد من قبل المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران والذين أطلقوا مرارا وتكرارا صواريخ طويلة المدى باتجاه المملكة العربية السعودية
 
في غضون ذلك، فرض تحالف الخليج حصاراً براً وبحرياً وجوياً على البلاد مما أثر على إمدادات الغذاء والوقود.
 
وقد جرى اتهام كلا طرفي الصراع بالمساهمة في الأزمة الإنسانية المدمرة التي تعد أكبر أزمة في العالم حيث تقدر الأمم المتحدة أن هناك 22 مليون شخص أو ثلاثة أرباع السكان، يعتمدون على المساعدات من أجل البقاء.
 
وقال عمال الإغاثة على الأرض إن الأوضاع تدهورت منذ أن انهارت العملة مما جعل أسعار المواد الغذائية تتضاعف خلال الشهر ذاته.
 
إجمالاً، تقدر مؤسسة "أنقذوا الأطفال" الخيرية أن 50الف طفل ممن هم دون سن الخامسة قد يموتون من سوء التغذية خلال هذا العام وحده، وهو ما متوسطه 130 طفلاً في اليوم الواحد.
 
وقالت سيلفيا غالي، من منظمة "أنقذوا الأطفال"، إنها رأت نساء في الحديدة فقيرة وجائعةً جدا بحيث لايقدرن على إرضاع صغارهن، ولذا اضطررن إلى اللجوء لإطعام حديثي الولادة بالماء والسكر. كما تتخطى الامهات تناول الوجبات بانتظام.
 
ومن صنعاء افادت غالي لصحيفة الاندبندنت بالقول "الأطفال بنصف الحجم الذي يجب أن يكونوا عليه في اعمارهم تلك بحيث قد يبدو الطفل البالغ من العمر 7 سنوات لايزال في الرابعة من عمره وتستطيع أن ترى أقفاصهم الصدريّة".
 
وأضافت "لولا المساعدات الإنسانية لكان اليمن قد انزلق بالفعل في المجاعة. لكن لا يمكن لأي قدر من المعونة أن تدعم العدد المتزايد من الناس المحتاجين. هذه أزمة إنسانية كارثية من صنع الإنسان. نحتاج إلى بذل كل جهودنا لوضع نهاية سلمية لهذا الصراع".
 
ويشاطرها يان إيغلاند عضو مجلس اللاجئين النرويجي، الرأي في ذلك حيث قال يوم الاثنين "المدنيون في اليمن لا يتضورون جوعا. بل يتم تجويعهم" وقال "فليكن معلوما ًأن أسوأ مجاعة في التأريخ هي من صنع الإنسان من قبل أطراف الصراع المحلية اليمنية ورعاتها الدولية".
 
ووسط مخاوف من حصول مجاعة وشيكة، هناك مخاوف من احتمال تفشي الأمراض المرتبطة بها مثل الكوليرا، التي تنتشر دون جهود مقاومة لانتشارها تقريبا ًمع استمرار المعارك.
 
ووفقاً لمنظمة "أنقذوا الأطفال" فقد حدثت زيادة بنسبة 170 في المائة في حالات الكوليرا المشتبه فيها منذ يونيو/ حزيران، عندما تجدد هجوم الحديدة.
 
وقالت المنظمة إن سوء التغذية والتهجير والضربات الجوية على إمدادات المياه يمكن أن تطلق موجة جديدة من المرض في مختلف انحاء البلاد.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر