موقع بريطاني: إنهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة ربما تؤدي إلى السلام في اليمن (ترجمة خاصة)

[ إنهاء سيطرة الحوثيين على الحديدة ربما تؤدي إلى السلام في اليمن- جيتي ]

أكد موقع "ذا رياكشن" البريطاني، أن تحرير مدينة الحديدة وميناءها، هو السبيل الأوحد لتحريك العملية السياسية في اليمن، بعد تخلف الحوثيين عن الحضور في مشاورات جنيف.

وقال في تقرير له ترجمه"يمن شباب نت" إن إنهاء السيطرة الحوثية على الحديدة؛ يجب أن يمثل أولوية قصوى للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتوفير زخم جديد لإيجاد حل طويل الأمد للصراع  بعد فشل محادثات السلام.

وأكد أن القضاء على قدرة الحوثيين على استيراد الأسلحة الثقيلة بطريقة غير شرعية من إيران عبر الميناء، سوف يضيف حافزًا إضافيًا للحوثيين كي يأخذوا محادثات السلام على محمل الجد في نهاية المطاف، مما ينهي شريان الحياة العسكري الذي مكنهم من إطالة أمد القتال.

ويشير إلى أن بسيطرة التحالف على الحديدة، ربما قد يحد من القدرة الإيرانية على شن حرب بالوكالة على المنطقة.
 
"نص التقرير":
 
يوم الثلاثاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أن إيران تنشر "الفوضى والموت والدمار" في جميع أنحاء الشرق الأوسط. واحدة من تلك الأماكن هي اليمن حيث تستخدم فيها إيران المتمردين الحوثيين الشيعة كوسيلة لتحقيق طموحاتها الإقليمية.
 
استؤنف هجوم التحالف في الحديدة بشكل جدي بعد توقف القتال بهدف إتاحة الفرصة أمام المبعوث الاممي مارتن جريفيث، للسعي إلى إيجاد حل سياسي.
 
وقد انتهت تلك الفرصة، بعد أن بقيت قيادة الحوثي مع الطائرة التي كانت ستنقلهم إلى جنيف لإجراء محادثات سلام، في صنعاء.
 
هذه ليست المرة الأولى التي يعطل فيها الحوثيون جهود السلام قبل أن تنطلق حيث أظهر فشلهم مؤخراً في الحضور، تشابهاً مع فشلهم سابقاً في حضور المحادثات قبل عامين. حيث أصبح من الواضح الآن استحالة إيجاد حل سلمي للنزاع دون استيلاء قوات التحالف على الحديدة، وذلك  بموجب قرار الأمم المتحدة رقم 2216.
 
وينص قرار الأمم المتحدة رقم 2216 على تكليف الحكومة اليمنية والتحالف بضمان إعادة جميع الأراضي التي استولى عليها الحوثيون بما في ذلك الحديدة، إلى حكومة هادي المعترف بها دوليًا .حالياً ومع فشل الدبلوماسية، فقد أصبح الاستيلاء على الميناء هو السبيل الأوحد لتحريك العملية السياسية.
 
ويعد ميناء الحديدة الملكية الثمينة بالنسبة للحوثيين، حيث يستقبل ما نسبته  70% على الأقل من المساعدات التي تصل اليمن، إضافة لكونه نقطة للتدفق غير القانوني للأسلحة الإيرانية إلى المقاتلين الحوثيين.
 
 وطوال فترة احتلال الحوثيين للميناء، أساءوا إدارة شحنات المساعدات الإنسانية الداخلة إلى الميناء عبر فرض ضرائب ابتزازية، والاستحواذ على موارد مخصصة للمدنيين في جميع أنحاء اليمن لتقع في أيدي مقاتليهم بدلاً من المدنيين .
 
 إنهاء السيطرة الحوثية على الحديدة يجب أن يمثل أولوية قصوى للتخفيف من معاناة الشعب اليمني وتوفير زخم جديد لإيجاد حل طويل الأمد للصراع حيث مع فشل محادثات السلام، كما ينبغي على منتقدي الهجوم على الحديدة، اقتراح حل بديل لذلك. 
 
وعلى الرغم من أن الحوثي فشل في الظهور في محادثات سلام طال انتظارها في جنيف، فقد وصلت الحكومة اليمنية وحلفاؤها إلى سويسرا في الموعد المحدد، بعد أن أوقفت القتال للسيطرة على  الحديدة لما يقرب من ثلاثة أشهر، على الرغم من المخاوف من أن يستخدم الحوثي ذلك الوقت لتعزيز وتوطيد المزيد من قوتهم في الميناء الاستراتيجي ومحيطه .
 
وقد استخدم المتمردون الحوثيون فترة الهدوء في القتال، لتعزيز مواقعهم بما في ذلك زرع الألغام الأرضية في نقاط بكافة  أنحاء المدينة. حيث في وقت سابق من هذا العام؛ نشرت هيومن رايتس ووتش تقريراً يقول إنه منذ بدء النزاع كانت الألغام الأرضية مسؤولة عن مقتل أو تشويه "مئات المدنيين". وألقت باللوم بشكل صارم على الحوثيين. فكما يقول تقرير المنظمة، هذه مشكلة سوف تصيب اليمن لسنوات قادمة. كما أفادت منظمة حقوق الإنسان، هيومن رايتس ووتش بأن حوالي 70%من الجنود الأطفال في ساحة المعركة اليمنية يجندهم المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم، حيث لا يتجاوز  بعضهم 15 سنة، وهو ما يعد جريمة حرب بموجب القانون الدولي.
 
وقد شكل استخدام إيران لليمن كبوابة جنوبية لمهاجمة دول الخليج عبر الهجمات الصاروخية الحوثية التي تستهدف بالدرجة الأولى الإمارات  والسعودية؛ واحداً من أكثر التطورات المتعلقة بالصراع. وربما تقود سيطرة التحالف على الحديدة، من الحد من تلك القدرة الإيرانية على شن حرب بالوكالة على المنطقة، والتي شملت استهداف محطات الطاقة النووية والمطارات المدنية وناقلات النفط.
 
إن القضاء على قدرة الحوثيين على استيراد الأسلحة الثقيلة بطريقة غير شرعية من إيران عبر الميناء، سوف يضيف حافزًا إضافيًا للحوثيين كي يأخذوا محادثات السلام على محمل الجد في نهاية المطاف، مما ينهي شريان الحياة العسكري الذي مكنهم من إطالة أمد القتال.
 
وكما هو الحال مع جهود مماثلة قبل عامين فقد أظهر الحوثيون استهانة كلية بتحقيق السلام، ولن تقنعهم أي شروط بالتخلي عن هذه المدينة والميناء من قبضتهم. ووحدها فقط استعادة التحالف لمواقع الحوثي الإستراتيجية في الحديدة ومحيطها، هي من بمقدوره إخضاعهم. وبالتالي جلب المتمردين الحوثيين إلى طاولة الحوار وإنهاء هذا الصراع المدمر في الوقت المناسب .

 
*جولي لينارز هي المديرة التنفيذية لمركز الأمن الإنساني
المصدر الرئيس: ذا رياكشن البريطاني
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر