الصواريخ الباليستية.. ورقة ضغط يستخدمها الحوثيون.. فما تأثيرها؟ (تقرير خاص)

[ صواريخ قاهر إم- 2 الحوثية (أرشيف) ]

 
تواصل مليشيات الحوثي الانقلابية تهديد المملكة العربية السعودية بصواريخها، حتى اليوم. في محاولة للضغط عليها وتحقيق مكاسب سياسية من ورائها، بما في ذلك مقايضة الرياض للتوقف عن الغارات الجوية. كما أعلن قادة حوثيون أكثر من مرة.
 
آخر تلك الهجمات- حتى كتابة هذا التقارير، كانت الثلاثاء الماضي، 21 أغسطس/ آب، عشية عيد الأضحى المبارك، حين أطلقت مليشيات الحوثي صاروخا باليستيا باتجاه مدينة جازان- جنوب السعودية، قال المتحدث باسم التحالف العقيد تركي المالكي أن الدفاعات الجوية السعودية اعترضته ودمرته دون أضرار.
 
وأشار المالكي إلى أن إجمالي الصواريخ البالستية التي أطلقتها ميليشيا الحوثي باتجاه المملكة العربية السعودية، منذ بدء عمليات التحالف العربي لدعم الشرعية و حتى الآن، بلغت (179) صاروخاً".
 
ودائما ما يوجه التحالف العربي أصابع الاتهام لإيران بدعم وتزويد الحوثي بتلك الصواريخ مع خبراء، بهدف تهديد الأمن الإقليمي والدولي.
 
وتقابل إيران تلك الاتهامات بالنفي. إلا أن خبراء عسكريون وأمميون، وتقارير مراكز أبحاث سلاح دولية، يؤكدون أن الحوثيون يحصلون على تلك الصواريخ بشكل قطع غيار عبر التهريب، ثم يقومون بتجميعها داخل اليمن بمساعدة خبراء أجانب إيرانيون ومن حزب الله اللبناني. كما نجحوا بزيادة مدى بعض الصواريخ التي نهبوها من مخازن الجيش اليمني عقب سيطرتهم العسكرية على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014.
 
تحول تكتيكي
 
ومقارنة بعدد كمية الصواريخ التي أطلقتها الميليشيات خلال الأشهر الأولى من العام الجاري، يُعتقد أن هناك تراجع في الكمية، لا سيما خلال فترة الثلاثة أشهر الأخيرة. إلا أن المحلل العسكري علي الذهب يرى أنه ليس هنالك تراجع بالمعنى الدقيق للكلمة؛ لأن إطلاق الصواريخ لا يزال مستمرا، سواء كانت القصيرة المدى أو المتوسطة.
 
ويلاحظ الذهب، في حديثه لـ"يمن شباب نت"، أن هنالك تحولا تكتيكيا في عمليات الإطلاق؛ حيث تراجعت الإطلاقات الفردية وبرزت الإطلاقات الجماعية، من ثلاثة إلى خمسة صواريخ.
 
ومع ذلك، إلا أنه أرجع السبب في خفض عدد الاطلاقات اليومية والشهرية، إلى أن مناطق الساحل الغربي، التي سيطرت عليها قوات الشرعية، لعبت دورا في خفض تهريب كل ما يتصل الصواريخ، مستدركا "لكن ذلك لن يكتمل إلا بإخضاع مناطق الساحل لسيطرة الجيش، وعلى وجه الخصوص الحديدة".
 
ويتحدث الذهب عن "القوة" باعتبارها "أداة قسر لفرض الإرادة"، وهذا- في نظره- ما يقوم به الحوثيون بما لديهم من صواريخ وطائرات مسيرة، في البر والبحر، من خلال تركيزهم على الأهداف الاقتصادية والعسكرية ذات القيمة الأكبر.
 
وأعتبر أن ذلك يمثل الوسيلة الأكثر تأثيرا لدى الحوثيون لخلق تهديد دائم للسعودية ومصالح حلفائها، وصولا إلى الاقتناع بأنه لا خيار سوى السلام، مهما بلغت قوة تلك المليشيات.
 
أوراق ضغط
 
طوال فترة الحرب، ظل التحالف العربي بقيادة المملكة يؤكد- بين الفينة والأخرى- على نجاحه في تدمير الكثير من منصات إطلاق الصواريخ التابعة للحوثيين والمتركزة أغلبها في صعدة وحجة.
 
وفي 29 يوليو/ تموز، الفائت، أعلن التحالف العربي تدميره مواقع في محافظة صعدة- شمال اليمن- تستخدم لإطلاق صواريخ بالستية على المملكة السعودية.
 
وأعتبر الصحفي علي الفقيه، أن استمرار إطلاق المليشيات للصواريخ الباليستية نحو المملكة، (بشكل شبه يومي)، يقلل من فرص نجاح تلك المحاولات المعلنة بشأن تدمير ترسانة الحوثيين من الأسلحة الخطيرة التي يمتلكونها.
 
ويقول الفقيه، لـ"يمن شباب نت"، إنه لا يرى حدوث أي تراجع ملحوظ للحوثيين في نسبة إطلاق الصواريخ نحو المملكة ومواقع تواجد قوات التحالف داخل الأراضي اليمنية، "وسيواصلون إطلاقها طالما ما زالوا يمتلكون القدرة على ذلك"، في ظل عدم وجود النية الحقيقة لردعهم وإيقافهم، بشكل كلي.
 
ففي هذه المرحلة- كما يقول: تعتبر الصواريخ واحدة من نقاط الضغط، التي يستخدمونها لتوجيه رسائل مفادها أنهم لا يزالون قوة على الأرض يصعب تجاوزهم، ويفرضون عن طريقها شروطهم في أي مشاورات يمنية لإنهاء الحرب.
 
تأثير مزدوج
 
وفي حين يرى مراقبون أن استمرار المتمردون الحوثيون في تطوير قدراتهم الصاروخية قد أثر تقريبا على مسار المعركة التي يخوضها التحالف العربي في اليمن. فمن جهة أنهم نجحوا، إلى حد ما، في تأخير هزيمتهم، ومن جهة أخرى أنهم أظهروا أنفسهم كقوة مؤثرة قادرة على التطور وتهديد العمق السعودي.
 
 إلا أن هناك، في مقابل ذلك، من يرى أن تبعات هذه القوة ستكون وخيمة على الحوثيين أنفسهم. إذ ليس من الممكن مواصلة السكوت على تحولهم- المتسارع والخطير على يد حلفائهم الإيرانيون- إلى قوة تهديد حقيقية على مصالح الإقليم والقوى الدولية في المنطقة.
 
ويؤكد الصحفي الفقيه أن ذلك "جعل قيادة التحالف تدرك مدى خطورة بقائهم كمليشيات مسلحة. ما جعلها تغير من طريقة سير المعارك ضدهم".
 
وفي هذا الصدد، يشير إلى ما حدث مؤخرا من توسيع التحالف لجبهات القتال على الحدود اليمنية السعودية، وفتح أخرى داخل البلاد، "في محاولة لإبعاد المقاتلين الحوثيين عن الحدود، وتقليل فرص قدرتهم على إطلاق الصواريخ إلى عمق المملكة".
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر