اليمن.. دراسة حديثة تكشف حجم التغيير الذي أحدثته الحرب على الخارطة الإعلامية

[ دراسة مسحية حديثة لمركز الدراسات والاعلام الاقتصادي تكشف ما أحدثته الحرب من متغيرات مهمة على خارطة وسائل الاعلام اليمنية ]

 عززت دراسة مسحية حديثة، لواقع الصحافة في اليمن، ما شهدته البلاد من انتكاسة كبيرة في حرية الإعلام، منذ اقتحام ميليشيات الحوثي للعاصمة صنعاء- أواخر 2014، وحتى نهاية العام 2017.
 
وركزت الدراسة، التي أعدها مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، على البحث في حجم التغيير الذي أحدثته الحرب الراهنة في اليمن على وسائل الإعلام اليمنية؟ وكيف أثرت على خارطة تواجدها وانتشارها؟ حيث أن الأحداث، منذ اجتياح صنعاء في سبتمبر 2014 من قبل ميليشيات الحوثي، "خلقت واقعا جديدا للإعلام اليمني، يستحق التتبع والرصد والتحليل"، بحسب ما ورد في الملخص التنفيذي للدراسة.  
 
وأكد رئيس المركز، مصطفى نصر، على أن الإعلام اليمني "شهد، منذ نهاية العام 2014، تقلبات واسعة لوسائل الإعلام فقد أغلقت عدد كبير من وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة".
 
وأوضح نصر أن الدراسة تعد الثانية للمشهد الإعلامي في اليمن التي يصدرها المركز، حيث تهدف الى قراءة وضع وسائل الإعلام اليمنية في ظل الحرب، وتشخيص مستوى تأثير الحرب على وسائل الإعلام، وعمل مقارنة بين وضع الاعلام الراهن وما قبل عام 2014.
 
وقال المركز، في خبر تدشين الدراسة إن المسح أظهر "أن حرية الإعلام في اليمن شهدت انتكاسة كبيرة، منذ اقتحام جماعة الحوثي للعاصمة صنعاء نهاية ????، ومهاجمة عدد من وسائل الاعلام، وما تلاها من انتهاكات، تورطت فيها جميع الأطراف".
 
أبرز النتائج 

وتضمنت الدراسة رصدا، قام به راصدون يتبعون المركز، لوضع وسائل الإعلام اليمنية بمختلف فئاتها (المرئية والمسموعة والمقروءة)، خلال الفترة: منذ أواخر 2014 وحتى نهاية 2017.     
 
وبحسب النتائج، وصل عدد وسائل الإعلام العاملة والنشطة، حتى نهاية العام 2017، إلى 258 وسيلة إعلامية. توزعت كالتالي: 177 "موقع إخباريا" وبنسبة 68% من الإجمالي؛ و 37 "إذاعة" محلية- وبنسبة 14%؛ بينما تساوت القنوات الفضائية والمطبوعات الصحفية بعدد (22) لكل منها- وبنسبة 8% لكل نوع.
 
وتوزعت ملكيتها وتوجهاتها وفقا للترتيب التالي: 151 وسيلة إعلامية مستقلة (كما تقول في رؤيتها ورسالتها)؛ و47 حكومية؛ و41 خاصة (تتبع مؤسسات وأفراد)؛ و19 منها حزبية.
 
أنظر المخطط التوضيحي أدناه والذي يوزع عدد وسائل الإعلام على مختلف الفئات مع تفصيل تبعيتها، وفقا للدراسة:


 
وفيما يتعلق بالقنوات الفضائية، البالغ عددها (22) قناة، أكدت الدراسة أن ثمان منها فقط تبث من داخل اليمن، "وهي قنوات حكومية سيطر عليها الحوثيون واستخدموها لصالحهم" كما وضح خبر تصدير الدراسة؛ بينما أن أكثر من نصف العدد الكلي، وتحديدا (14) قناة- أي ما نسبته (63%) من القنوات الفضائية، تبث من خارج اليمن.

ويوضح المخطط المرفق أدناه توزيع القنوات بالعدد وفقا للدول التي تبث منها، كما يحدد توزيع القنوات بحسب ملكيتها أو تبعيتها، وفقا للدراسة 
 

 
أما الإذاعات المحلية، البالغ عددها 37 إذاعة تعمل حاليا، أشارت الدراسة إلى أن 28 منها تتبع جهات ومؤسسات خاصة، بينما تسع منها فقط، تتبع السلطات الحكومية، سواء الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا، أم حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا.
 
ويتوزع مقر بث هذه الإذاعات على ثمان محافظات يمنية فقط. وتأتي كل من صنعاء وحضرموت في المرتبة الأولى من حيث عدد الإذاعات المحلية التي تبث منها، بواقع (13) إذاعة محلية لكل منها- وتحوزان كليهما مجتمعتان على نسبة 70% من إجمالي البث الإذاعي؛ ثم تليهما محافظة عدن بعدد أربع إذاعات محلية؛ ثم محافظتي تعز ومأرب بعدد إذاعتين في كل منها، وأخيرا محافظات: الجوف، والحديدة، وإب، بإذاعة واحدة في كل منها.
 
لمزيد من التوضيحات، أنظر المخطط المرفق أدناه التابع للدراسة: 
 
 
 
  
الصحافة المقروءة (مواقع ومطبوعات)
 
بحسب الدراسة، فقد شهدت المواقع الاخبارية الإلكترونية انتشار واسعا مقارنة بالوسائل الاعلامية الأخرى، ما بعد أحداث سبتمبر 2014، مشيرة إلى وجود 177 موقعا اخباريا (قائمة غير رسمية أعدها الفريق في نهاية 2017)، منها 34% تم انشائها خلال الثلاث السنوات الماضية، في حين أن 37% من المواقع النشطة محجوبة من قبل السلطات التابعة لجماعة الحوثي.
 
ووزعت الدراسة ملكية وتبعية المواقع وفقا لما يظهره المخطط المرفق أدناه:


 
وفيما يتعلق بالصحف الورقية والمجلات، تشير الدراسة إلى أنها "شهدت انتكاسة كبيرة في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، فقد توقفت 13 صحيفة ومجلة ورقية عن الصدور، في الوقت الذي شهدت مدينتي عدن ومارب انتعاشا في إصدار الصحف".

وبحسب الدراسة، فإن إجمالي عدد المطبوعات الصحفية التي تصدر حاليا يبلغ (22) صحيفة، تحوز محافظة عدن (العاصمة المؤقتة)، على العدد الأكبر منها، بواقع 12 صحيفة- وبنسبة 54% من إجمالي عدد الصحف الصادرة، بينما تصدر في صنعاء سبع صحف فقط (نسبة 31% من الإجمالي)، وهي صحف إما تابعة لجماعة الحوثي أو لمؤسسات حكومية تسيطر عليها وتديرها الجماعة بعد الانقلاب.

بينما أصبحت محافظة مارب تصدر فيها صحيفتان (نسبة 9%)، والتي لم تشهد من قبل إصدار اية صحيفة. وتأتي حضرموت بالمرتبة الأخيرة بصحيفة واحدة.

ومن حيث التبعية والتوجهات، تحدد الدراسة نسبة 68% من إجمالي عدد الصحف الصادرة حاليا، تتبع مؤسسات إعلامية أهلية (خاصة)، و 27% تتبع جهات ومؤسسات حكومية (بينها تلك التي سيطر عليها الحوثيون بعد الانقلاب)، و نسبة 4% من الصحف الصادرة- أي صحيفة واحدة فقط- تتبع الأحزاب.
 
وما زالت الصحافة الأسبوعية هي الغالبة، حيث تمثل الصحف الأسبوعية ما نسبة 63% من إجمالي الصحف المطبوعة، و27% تصدر بصورة يومية، بينما 9% تصدر بصورة نصف شهرية.   
 
أنظر المخطط المرفق


 
خلاصة الدراسة

من كل ما سبق، توصلت الدراسة في نهايتها إلى الاستنتاجات التالية: -

- عملت الحرب على إعادة تشكل خارطة تواجد وسائل الاعلام اليمنية، حيث شهدت عدن ومارب وحضرموت انتعاشا في تدشين وسائل الاعلام المطبوعة والمسموعة.

- كان الاعلام الرقمي أقل نوع من وسائل الاعلام المتضررة، بل شهد تدشين العديد من المواقع الالكترونية خلال فترة ما بعد سيطرة الحوثيين على العاصمة اليمنية صنعاء في العام 2014. وهذا قد يعود إلى طبيعة العمل الإعلامي الرقمي الذي يستطيع أصحابه العمل من أماكن متخفية وغير ظاهرة للسلطات التي قد تمارس في حقهم القمع.

- تسيطر صنعاء وحضرموت على أكثر من ثلثي عدد الإذاعات النشطة في اليمن.

- أكثر من نصف القنوات الفضائية اليمنية تبث من مناطق إقليمية ودولية خارج اليمن.

- أكثر من ثلث المواقع الإخبارية اليمنية النشطة يتم حجبها من قبل سلطة جماعة الحوثي، ولا يمكن الوصول إليها إلا عبر برامج كسر الحجب.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر