تقرير أمريكي: لا حل يلوح بالأفق للأزمة اليمنية رغم توقف المعارك مؤقتاً بالحديدة (ترجمة خاصة)

استبعد تقرير أمريكي قُرب البدء بحل الأزمة اليمنية رغم تأجيل معركة تحرير مدينة الحديدة (غرب اليمن) من خلال تضاءل مستوى القتال بشكل مؤقت، بحسب موقع "ذا هيل" الأمريكي.
 
وقال سايمون هندرسون في التقرير الذي ترجمه "يمن شباب نت" لا يبدوا بأننا على أعتاب أي حل للأزمة اليمنية حيث يتم اعتبار الحوثيين قابلين للفصل عن روابطهم مع إيران لكن ذلك لن يحدث ذلك قريباً.
 
وأضاف "تشير أحدث التقارير القادمة من الخطوط الامامية للمواجهة إلى وضع فوضوي مضطرب حيث تواصل القوات التي تقودها الإمارات السيطرة على مطار الحديدة في أطراف المدينة في حين أن مقاتلي الحوثي يتحصنون في الضواحي المجاورة وبطبيعة الحال فلا يعتبر 'التوقف المؤقت للقتال" وقفاً لإطلاق النار".
 
وذكر التقرير "أن مخاوف واشنطن لها بعدين أولهما أن الكونغرس قلق بشأن الذخائر الأمريكية التي تتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين وثانيهما يتمثل برغبة إدارة ترامب في دعم حلفائها السعوديين والإماراتيين وكلا البعدين مفيد -  وحاسم ايضاً -بالنسبة لجوانب أخرى من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط".
 
 
"يمن شباب نت" ينشر نص ترجمة التقرير
 
صحيح أن الأزمة الإنسانية القادمة التي سيشهدها العالم تأجلت - لكن ذلك ربما لأسبوع فقط أو نحو ذلك حيث تضاءل مستوى القتال في مدينة الحديدة اليمنية بشكل مؤقت كما أن قوات الحكومة المعترف بها دوليا والتي تقودها وتدعمها الإمارات العربية المتحدة ترقب "وقفاً" أحادي الجانب لتقدمها في الميناء الاستراتيجي الذي تمر عبره الكثير من واردات الأغذية الحيوية للبلاد.
 
ومنذ الـ 23 من يونيو فقد منحت الإمارات العربية المتحدة المبعوث الخاص للأمم المتحدة مارتن غريفيث فرصة لتحقيق السلام كما جرى إبلاغ الحكومات الأجنبية بأن "حالة جمود المواجهات " ستستمر لمدة تتراوح بين سبعة إلى عشرة أيام" وهو ما يعني حتى ال 30 يونيو وربما الـ 3 من يوليو المقبل إذ أنه وحتى الآن فلم يحدث هنالك أي اختراق.
 
 كما تصر الإمارات العربية المتحدة على الحوثيين الذين استولوا على السلطة في العاصمة اليمنية صنعاء في عام 2014، بأن يتخلوا عن السيطرة على الحديدة التي لا يظهرون وهم من تدعمهم إيران أي استعداد للقيام بذلك.
 
حالياً ما يقع على المحك يتمثل في رفاه ومصير حوالي 20 مليون شخص وهم معظم سكان اليمن الذين يعيشون في الجزء الذي يسيطر عليه الحوثي من البلاد حيث يعتمد معظمهم على الواردات الغذائية إن لم يكن على المساعدات الإنسانية.
 
 وكانت وكالات الإغاثة حذرت من أن ما يصل إلى 250 ألف شخص قد يواجهون المجاعة في حال تفاقمت الأزمة.
 
وتشير أحدث التقارير القادمة من الخطوط الامامية للمواجهة إلى وضع فوضوي مضطرب حيث تواصل القوات التي تقودها الإمارات السيطرة على مطار الحديدة في أطراف المدينة في حين أن مقاتلي الحوثي يتحصنون في الضواحي المجاورة وبطبيعة الحال فلا يعتبر 'التوقف المؤقت للقتال" وقفاً لإطلاق النار.
 
ووفقا لتقرير تلفزيوني لمراسل لندن تايمز في الشرق الاوسط فقد رأى مسؤولو الإمارات في البداية أن عملية الحديدة ستستمر ستة أسابيع في حين استغرقت عملية الاستيلاء على المطار أسبوعًا مما يعني بقاء خمسة أسابيع أخرى تأجلت حالياً بسبب حالة الجمود.
 
إن التحدي الذي تواجهه الإمارات العربية المتحدة بفرض عدم تقديم الحوثيين أية تنازلات، يكمن في التقدم من مواقع جنوب ميناء البحر الأحمر إما للاستيلاء على ميناء الحديدة الذي يقع على الجانب الشمالي من المدينة أو قطع الطريق الداخلي نحو العاصمة.
 
وغالباً ما يختلف الواقع عن الإدراك الذاتي حيث تتمتع القوات العسكرية للإمارات العربية المتحدة وتستند الى ما جرى وصفها يوماً بأنها "سبارتا الصغيرة" وهو توصيف أطلقه جيمس ماتيس ذات مرة قبل أن يصبح وزير دفاع الولايات المتحدة.
 
حيث أن إجراء تقييم معاصر من شأنه منحها مستوىً من الكفاءة أكثر دقة بفارق ضئيل في الأداء برغم التفوق عن الجيش السعودي حليف الإمارات العربية المتحدة في اليمن.
 
نظرياً، تواجه قوات الحوثي تحالفاً "بقيادة سعودية" رغم أن القوات السعودية بخلاف الضربات الجوية ذات الدقة المشكوك فيها، غائبة على ما يبدوا عن العملية الحالية.
 
لا يبدوا بأننا على أعتاب أي حل للأزمة اليمنية حيث يتم اعتبار الحوثيين قابلين للفصل عن روابطهم مع إيران لكن ذلك لن يحدث ذلك قريباً. ويبدوا بأن الإمارات والسعودية مستمرتان بمطالبهما بإجبار الحوثيين على الخروج من العاصمة والعودة إلى معقلهم التقليدي في صعدة في التلال الواقعة إلى الشمال.
 
في غضون ذلك لايزال البعد الإيراني يلوح في الأفق حيث يوم الأحد الماضي أبلغت السعودية عن صواريخ أخرى استهدفت عاصمتها الرياض تم إطلاقها من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون حيث كانت الصواريخ إما إيرانية أو صواريخ من المخزون اليمني طورها الايرانيون من تلك التي استولى عليها الحوثيون عندما أخذوا صنعاء في البداية.
 
وفي كلتا الحالتين فإن ذلك ليس جيداً على الرغم من أن الحكومات التي تتعقب مثل هذه الأحداث ولديها قدرات للقيام بذلك، تقول إن صاروخًا واحدًا ربما يكون قد أطلق بالفعل. وقد تكون الالعاب النارية التي تم تصويرها في تلك الحادثة وحطام القذائف التي سقطت على الحي الدبلوماسي في العاصمة السعودية ناجمة عن سقوط صواريخ باتريوت المضادة للصواريخ التي توفرها الولايات المتحدة، على الأرض. (البروتوكول الأمريكي يقتضي إطلاق صاروخي باتريوت لكل صاروخ قادم. ويبدوا أن السعوديين أطلقوا خمسة منها).
 
وبالتالي الى أين تتجه الحرب في اليمن؟ وماذا يمكن أن تفعل الولايات المتحدة لحلها؟
وهي التي بدأت كمواجهة إقليمية وكنتيجة للتدخل السعودي الذي كان يعتبر اندفاعًا وتعتبر الآن "عاصفة كاملة" تضم الخصوم الإقليميين للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإيران. وتريد الأطراف غير اليمنية هزيمة أو إذلال منافسيها.
 
أما مخاوف واشنطن فلها بعدين أولهما أن الكونغرس قلق بشأن الذخائر الأمريكية التي تتسبب في سقوط ضحايا من المدنيين وثانيهما يتمثل برغبة إدارة ترامب في دعم حلفائها السعوديين والإماراتيين وكلا البعدين مفيد -  وحاسم ايضاً -بالنسبة لجوانب أخرى من سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
 
إنهاء الأزمة اليمنية بشكل نهائي يشتمل على العديد من العوامل الحاسمة وهي: الحدود الآمنة لدول الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية ونهاية التدخل الإيراني وتخفيف المخاوف بشأن الوضع الإنساني حيث أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة غريفيث هو قائد مساعي تضييق الخلافات ولكن لا ينبغي لأحد أن يحبس أنفاسه بأنه سينجح في أي وقت قريب.
 

*لقراءة التقرير من موقعة الأصلي باللغة الإنجليزية إضغط هنا

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر