"الدقيل" معتقل بريء يقبع منذ عامين في سجون الإمارات بحضرموت (تقرير خاص)

[ الدقيل ]

أكمل الشخصية الاجتماعية والقيادي في حزب الإصلاح بمحافظة حضرموت، عوض الدقيل، عامه الثاني دخل السجون الإمارات بمدينة المكلا، رغم  قرار النيابة الجزائية المتخصصة بالإفراج عنه وأربعة معتقلين آخرين في مارس الماضي.

كيف تم اعتقاله؟

بعد شهر ونصف من انسحاب تنظيم القاعدة من مدينة المكلا في أبريل 2016، ودخول قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً، وتحديداً عقب صلاة الفجر يوم الخميس 6 / رمضان / 1436هـ الموافق 10 / يونيو / 2016م، قام مسلحون يطلقون على أنفسهم المقاومة الجنوبية التابعة " للإمارات"، باقتحام المقر الرئيسي للإصلاح بمدينة المكلا بمنطقة فوه المساكن، واعتقال حراسات المقر ونهب محتوياته، ثم تحركوا إلى منزل المهند عوض الدقيل واعتقاله من بين أولاده، بحي 22 مايو بالمكلا.

وما يثير التساؤلات، أدانت حينها السلطات المحلية ممثلة بمحافظ حضرموت حينها اللواء أحمد بن بريك، عملية اعتقال الدقيل ووصفها بأنها أعمال بلطجة، غير أن الأمور تكشفت فيما بعد، واتضح أن الدقيل موجود في سجن مطار الريان التابع للإمارات.

مكث  في سجن الريان منذ اعتقاله في شهر يونيو 2016م ما يزيد عن عام ونصف، وفي شهر فبراير الماضي، نُقل إلى السجن المركزي بالمكلا "سجن المنورة" التابع لإدارة أمن حضرموت، وتسليم ملفه للنيابة الجزائية بالمكلا.

وفي 18 من مارس أصدرت النيابة مذكرة بالإفراج عن الدقيل وأربعة معتقلين آخرين، إلا أن تنفيذ القرار أوقف في لحظاته الأخيرة من قبل قائد التحالف الإماراتية بالمكلا، حسب بيان لأهالي المعتقلين.

من هو الدقيل؟

يعد الدقيل من الشخصيات الاجتماعية والنقابية بمدينة المكلا، التي لها بصمات في تقديم العون للمحتاجين.

وتقلد الدقيل منصب عاقل حارة 22 مايو "الحصن" سابقاً التي يسكنها في الديس بمدينة المكلا، وعمل مديراً لجمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بالمكلا.

وإلى جانب حضوره الاجتماعي والنقابي، بزر الدقيل في النشاط السياسي، إذا يعد عضو المكتب التنفيذي للتجمع اليمني للإصلاح بحضرموت، ومدير مكتبه بالساحل ومدير الدائرة المالية والإدارية.

في الدورة الأولى للانتخابات المحلية 2001، حاز الدقيل على ثقة أبناء منطقته، فتم انتخابه عضواً بالمجلس المحلي بمدينة المكلا.

كما برز الدقيل في نشاطات بارزة في الثورة الشبابية 2011، الرافضة للاستبداد والظلم وحكم العائلة، واختير في فبريار 2012، مندوب الرئيس عبدربه منصور هادي مرشح الرئاسة التوافقي بمدينة المكلا، في الانتخابات الرئاسية.

قلق ووعود كاذبة

خلال عامين كاملين عاشت أسرة الدقيل، في قلق وحاله نفسية متعبة، ووعود كاذبة من السلطة والسجانين، حيث تلقت أسرته اتصالات كثيرة محملة بالوعود الكاذبة، التي اتعبت نفسياتهم أكثر من سجنه، إلاّ أن إيمانهم ببرأته كان حافزاً لمعنوياتهم، وظلوا مستمرين في متابعة ملفه كونهم يأملون في الدولة والحكومة الشرعية في إطلاق سراحه.

سُمح لأهله بزيارته في 17/3/2018م من خلف القضبان فقط، وهي الأولى منذ اعتقاله بعد عام وتسعة أشهر، بعد قرار النيابة بالإفراج عنه، فبعد تسعة عشر يوم من الزيارة سُمح لأهله بزيارته مرة أخرى في 5 / 4 / 2018م، أما زيارته الثالثة بعد شهر وتسعة عشر يوم في 8 رمضان 1439هـ الموافق 24 / 5 / 2018م، وكانت هناك اتصالات بين فترة وأخرى قبل الزيارات وبعدها.

تعذيب نفسي وجسدي

في بداية الاعتقال لم توجه له أي تهمه، بل قال بعض الضباط في النخبة الحضرمية "إنه معتقل سياسي، ولا توجد ضده أي تهمه"، وبعد إحالته للنيابة تم اتهامه بالاشتباه بتعامله مع "عصابات إرهابية وهو ما برأته منه النيابة الجزائية المتخصصة بالمكلا، وأربعة آخرين، وأغلقت الدعوة ضدهم لعدم كفاية الأدلة.
في سجن الريّان شرقي مدينة المكلا كان يمارس ضد المعتقلين التعذيب النفسي والجسدي، ونقل مفرج عنهم أن الدقيل تعرض للتعذيب بعد أن رأوا آثار ذلك على جسده، وكان ذلك واضحاً في صحته، حيث كانت متدهورة وبدأ عليه الشحوب، وفقد الكثير من وزنه، وكان شاحب الوجه، أما بعد النقل إلى السجن المركزي فلم يمارس ضده أي تعذيب أو انتهاكات.

حملة للمطالبة بتنفيذ مذكرة الإفراج

في مساء الأحد العاشر من يونيو الماضي، أطلق ناشطون وحقوقيون من داخل وخارج حضرموت واليمن، حملة إلكترونية تطالب بتنفيذ قرار النيابة الجزائية بالمكلا بالإفراج عن عوض أحمد الدقيل.

وتزامنت الحملة مع حلول الذكرى الثانية لاعتقاله، وهدفت إلى التضامن المطلق مع الدقيل، وكل المعتقلين الأبرياء الذين صدر في حقهم قرار الإفراج من النيابة الجزائية بالمكلا.

وسلطت الحملة التي امتدت على مدى يومين متتاليين، الضوء على مناقب الدقيل، والدور البارز له في المجال الاجتماعي.

كما أصدر إصلاح حضرموت، بيانا، دعا فيه السلطات المحلية بحضرموت، لسرعة الإفراج عن الأستاذ عوض، وإطلاق سراح جميع المعتقلين، ممن
قد صدرت في حقهم مذكرات إفراج، وسرعة البتّ في قضايا باقي المعتقلين في سجون المكلا، وضمان جميع حقوقهم، وما ترتب على اعتقالهم من آثار وعواقب على المستوى الشخصي والأسري المادي والمعنوي على حدٍ سواء.

وقال الحزب، "منذ لحظة اعتقاله الأولى ونحن نتواصل وباسمرار مع السلطات المحلية بالمحافظة وممثلي التحالف ووعودهم المتكررة لنا ولأسرة المعتقل بسرعة الإفراج عنه وخلال أيام معدودة بل ساعات قليلة ولكن دون جدوى".

وأكد أنه وبعد صدور مذكرة الإفراج عن "الدقيل" من قبل النيابة والجهات القانونية ذات الاختصاص فلم يعد هناك أي مبرر قانوي ولا أخلاقي لاستمرار احتجازه، واعتبر عدم تنفيذ القرار "تعدياً صارخاً على القضاء وعلى العدالة ويمثل انتهاكاً سافراً لأبسط حقوق الإنسان".

اعتقال سياسي

من جهته، قال محمد بالطيف رئيس الدائرة السياسية للإصلاح بساحل حضرموت لـ"يمن شباب نت"، إن "قضية الدقيل منذ لحظته الأولى كانت عبارة عن اعتقال سياسي بحت، ولم تستند على أية وثائق جنائية أبداً".

وأوضح بالطيف أن استمرار اعتقاله دون تقديم أي تهمه ولا محاكمة، ورغم الوعود المتكررة "الكاذبة" منذ اعتقاله بالإفراج عنه خلال أيام أو ساعات، لم يكن ذلك غير مكائدة واستهداف سياسي فحسب".

وأشار إلى أنه بعد مضي عامين من اعتقاله، وبعد صدور مذكرة الإفراج عنه من قبل النيابة منذ عدة أشهر، فاستمرار اعتقاله يُعد جريمة يحاسب عليها القانون، وتعرض صاحبها للمساءلة أمام المحاكم المحلية والدولية.

ولفت إلى أن هذا التصرف لدليل واضح وجلي بأن هناك تلاعب واستهتار بأبسط الحقوق للمواطن في حضرموت.

 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر