مبادرات فردية تساعد المحتاجين بعيداً عن ضوضاء الحرب ومنظمات الإغاثة (تقرير خاص)

[ انتشرت مبادرات شبابية فردية في عدد من المحافظات لإغاثة الناس ]

بعيداً عن ضجيج منظمات الإغاثة الدولية في اليمن، تنشط الكثير من المبادرات الإنسانية بجهود فردية وجماعية لمساعدة كثير من الأسر المتضررة من الحرب، انطلاقا من المسؤولية الاجتماعية يعملون بصمت لزراعة الفرح في أوساط الكثير من المحتاجين الذين تركتهم الحرب للجوع والفقر.
 
وضع مأساوي تمر بها اليمن منذ بدء الحرب وقصص موجعة تكاد تكون في كل حي تفتك بحياة المواطنين وناس فقدوا كل شيء يساعدهم على العيش، في ظل انقطاع الرواتب منذ أكثر من عام على الألاف من الموظفين الحكوميين وانعدام مصادر أخرى للدخل.
 
تقبع مئات الاسر بعيدا عن مساكنهم ومزارعهم وقراهم هربا بحياتهم من الموت، القادم من فوهات المدافع في مناطق القتال، ووجدوا أنفسهم يبحثون عن ابسط مقاومات الأساسية للمعيشة في ظل تلاعب الكثير من منظمات الإغاثة وغيابها عن كثير من المحتاجين.
 
وجبة صبوح

"سماء عبد الخالق" ناشطة مجتمعة بجهود فردية في محافظة الحديدة تعمل مع رفيقات لها على طبخ وجبات وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين في الحي الذي تسكنه منذ سنوات، وبدأت منذ منتصف ديسمبر الماضي توسيع مبادرتها لتشمل أكثر عدد ممكن.

قالت سماء في حديث لـ "يمن شباب نت" بدأت بمفردي أجهز ما استطعت من الوجبات يومياً واوزعها على عدد من الأسر منذ سنوات، والأن بدأت أعمل على توسيع التوزيع وخاصة وجبة الصبوح".

وأشارت "انها تعمل في صناعة البخور وهو ما جعلها تستطيع كسب نقود بسيطة وتخصص جزء منها للوجبات للفقراء حيث أنها لا تكلف كثيرا، وتستطيع بمبلغ خمسة ألف ريال تجهيز وجبة صبوح لـ "20أسرة".

وذكرت سماء "انها تستهدف الأسر المتعففة والذين تضرروا أيام الحرب بينما كانوا قبلها أحسن حالاً، وهم كثيرين ولا أحد يعرف بحالهم".
 
وسائل التواصل الاجتماعي

تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى مساحة حرة لتعريف الناس بكثير من القصص الإنسانية ومساعدتهم حيث ينشر كثير من الناشطون قصصاً عن أسر محتاجته ويتفاعل الكثير من الناس بشكل فوري ويرسلوا مساعدات.

وتقول "سماء" انها أنشأت صفحة على فيسبوك وبدأ الدعم بعدما نشرت فكرتها في مجموعة مغلقة للنساء وحصل تفاعلوا بشكل كبير وطلبت مني احداهن ان أطبق نفس العمل وهي بترسل لي مبلغ من المال وفعلا ارسلت 5 ألف ووزعنا صبوح لـ 22 اسرة.
 
وأشارت في حديث لـ "يمن شباب نت" إن الكثير تفاعل مع مبادرتها وطلبوا مني اعمل وجباب وكانت الحوالات لا تزيد عن 10 ألف ريال وكلما يصلها مبلغ تعمل على صناعة وجبة وتوزيعها على المحتاجين بمساعدة متطوعات يعملن في الطباخة والتوزيع".
 
تكافل اجتماعي

المبادرة الفردية الخيرية التي قامت بها "سما عبد الخالق" أصبحت تتكاثر تتنامى عام بعد اخر لتجسد أبهى صور للتكافل الاجتماعي، والتي تقدم نموذج إنساني والشعور بالمسئولية تجاه الناس بعيدا عن التنظيم الرسمي التي تقوم به المنظمات.

وتقول سماء "انها اعتبرت نفسها مسؤوله امام الله واخلاقها الإنسانية فبدأت من خلال تفقد الجيران الأقرب لمكان عملها" ولم تكتف سما العاقل بتلك المساعدات ولكنها تهدف إلى أن يأخذ فكرتها ناس آخرين في مناطق ومحافظات أخرى.

وقالت "ان بحث الناس عن فرصة لفعل الخير إنما هو انعكاس للقيم الأخلاقية التي يتميز بها اليمنيون والشعور بالمسؤولية" لافتة الى ضرورة ان يكون الانسان دائما متكاتفا مع الآخرين ويحب القيام بالخير.

من جانبها تذكر "ندى" تسكن في العاصمة صنعاء "أن أحد التجار وزع مواد غذائية على حارة بأكملها، وكانوا عماله يطرقون باب المنازل والشقق ويسلمون المواد الغذائية عشوائياً بدون أي كشوفات أو أسماء مسبقة".

وقالت في حديث لـ "يمن شباب نت" أن السلة الغذائية وصلتنا إلى المنزل من التاجر رغم أننا ميسورين ولا نزال نستطيع توفير المعيشية والإيجار لان زوجي يعمل بوظيفة جيدة في القطاع الخاص" وأضافت "أن هذا تعبير عن روح التكافل الموجودة بين الناس رغم كل ما يحدث".
 
نشاط إنساني

في العاصمة صنعاء يعمل فريق مبادرة "كن إيجابياً" على توفير احتياجات متعددة للكثير من الأسر في العاصمة، والتي بدأت نشاطها في العام 2014 عبر مجموعة من الناشطين والناشطات يعرضون حالات إنسانية للتبرع لها ويستقبلونها ويقومون بإيصالها للمحتاجين أو شراء احتياجات لهم.
 
وتعلن أنشطة المبادرة الخيرية بشكل مستمر عبر صفحتهم على فيسبوك، حيث يعملون على توفير الدواء والمواد الغذائية وعدد من الاحتياجات الموسمية، كتوزيع البطانيات في الشتاء وغيرها من المساعدات الإنسانية الطارئة التي تحتاجها بعض الاسر.
 
وتميزت المبادرة الشبابية بتوفير اساسيات مهمة مثل الشبابيك لبعض المنازل في الأحياء الشعبية الفقيرة، وسبق أن عملت المبادرة على بناء منزل صغير في حي سعوان لإحدى الأسر، وتلتزم غالبية المبادرات بالحفاظ على خصوصية المستفيدين حيث لا تظهر هويتهم.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر