صحيفة إثيوبية: أزمة اليمن لها تأثير "الدومينو" على القرن الأفريقي والمنطقة.. ويجب علينا التدخل (ترجمة خاصة)

  اعتبرت صحيفة "ذا اثيوبيان هيرالد" أن الحرب المستمرة في اليمن واتساع رقعة التنافس السعودي-الإيراني قد يكون له تداعيات خطيرة على دول القرن الأفريقي بما فيها إثيوبيا، مشيرة إلى التهديدات التي تطال إثيوبيا بشكل خاص فيما يتعلق بأمنها القومي واستقرارها وعلاقاتها الدولية ومصالحها الاقتصادية.
 
وأوضحت الصحيفة، التي تصدر عن وكالة الصحافة الأثيوبية، إن تداعيات الأزمة في اليمن لم تكن محدودة داخل أراضيه، بل تجاوزتها لتؤثر بشكل كبير على البلدان المجاورة وأبعد منها، مسببة حدوث توترات جيوبوليتيكية واقتصادية في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي غيرت فيه من ديناميات الأمن في أحد أهم الممرات البحرية الأكثر ازدحاما في العالم.
 
وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها ضمن نسختها الإنجليزية يوم أمس، وترجمها "يمن شباب نت"، إن اليمن- ونتيجة لذلك: "أصبح عبئا على البلدان المجاورة"، وأن هذا الوضع ترك سواحل اليمن عرضة للقرصنة والتهريب.
 
وعليها، وصفت الصحيفة الأزمة في اليمن بأن لها "تأثير الدومينو" داخل المنطقة وخارجها. وهو وصف سياسي يطلق على ارتباط تأثير الأزمة في دولة ما بغيرها من الدول المجاورة، تشبيها بحال قطع (لعبة) الدومينو إذا وضعت متراصة جوار بعضها ودفعت القطعة الأولى فإنها تتساقط الواحدة تلو الأخرى.   
 
وتحدثت الصحيفة عن استفادة جارتها وعدوتها اللدود، ارتيريا، والتي وصفتها بـ"الحكم الارتيري الديكتاتوري"، من الأزمة في اليمن، مستعرضة بعض تلك الفوائد، بما فيها استفادة الجيش الارتيري بشكل مباشر وغير مباشر من خلال تأجير ميناء عصب للتحالف الذي تقوده السعودية.
 
وأعربت عن تخوفها من أن تستغل إريتريا الأزمة في اليمن كفرصة "للعبث باستقرار وأمن إثيوبيا القومي"، مستدركة: "ولذلك، فإن ما يحدث في اليمن يؤثر تأثيرا غير مباشرا على إثيوبيا".
 
ومن كل ذلك، توصلت الصحيفة إلى نتيجة أنه يتوجب على أثيوبيا أن تتيقظ من الأن فصاعدة لتضطلع بدور رئيسي لا غنى عنه في ضمان السلم والأمن في المنطقة، مؤكدة على أنه ينبغي على إثيوبيا أن "تعرض تجربتها الغنية في التصدي لهذه الحالة مع الجهات الفاعلة المحتملة في المنطقة بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك مشاركتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة".
 
ولأهمية الموضوع، ينشر "يمن شباب نت" ترجمة خاصة للمقال:
 
إن الأزمة المستمرة في اليمن لها تداعيات كبيرة على البلدان المجاورة وما وراءها. فقد غيرت ديناميات الأمن في واحدة من الممرات البحرية الأكثر ازدحاما في العالم- خليج عدن والبحر الأحمر.
ومما لا شك فيه أن الحرب واتساع التنافس السعودي الإيراني قد يكون له تداعيات خطيرة على دول القرن بما فيها إثيوبيا.
 
ويستفيد الحكم الإريتري الدكتاتوري بحصوله على التدريب، والمساعدات المالية الأخرى التي تعود بالفائدة المباشرة والغير مباشرة على جيشه من خلال تأجير ميناء عصب للتحالف الذي تقوده السعودية.
 
وهذا ما أظهرته التطورات وحجم الصراع في السنتين الماضيتين. لم تكن أزمة اليمن محدودة داخل أراضيها وحدها. وفي الواقع، فإن الحرب التي طال أمدها تسببت في حدوث توترات في بلدان الشرق الأوسط من الناحية الجيوبوليتيكية، والاقتصادية والموارد، الأمر الذي أدى إلى حرب بالوكالة في إطار هذه العملية ما تسبب بدوره في تغيير ديناميات الأمن في القرن الأفريقي.
 
ونتيجة لذلك، أصبح اليمن عبئا على البلدان المجاورة من حيث الموارد. ومع النمو المتسارع لأعداد الفقراء، فإن الضغط على الموارد الضئيلة أصلا وعلى الأحتياطي من السلع والخدمات حتما سيصبح أمرا لا يمكن تحمله.  
 
وأدت الحالة التي تمر بها البلاد أيضا، إلى تفاقم أزمة اللاجئين في المنطقة، التي تعتبر من أشد المناطق هشاشة وتضررا في العالم.
 
والأهم من ذلك، أنه وإلى جانب تعريض شرعية البلاد واستقراره للخطر، فإن الوضع الراهن ترك سواحل اليمن عرضة للقرصنة والتهريب.
 
وهذا بلا شك يجعل من اليمن نقطة عبور لأدوات الأسلحة المتفجرة، والمخدرات والعمال الغير شرعيين من شرق أفريقيا إلى منطقة الخليج. ومن الناحية التجريبية، فإن هذا الحال من شأنه أن يحدث تغييرات مثيرة في الأمن الإقليمي والدولي فعلا.
 
حقا، أزمة اليمن لها تأثير الدومينو داخل المنطقة وخارجها. ولهذا السبب، وجدنا العديد من اللاعبين الإقليميين، تحالف دول مجلس التعاون الخليجي (باستثناء سلطنة عمان)، يتدخلون عسكريا (في اليمن).
 
لوقوعها في محيط منطقة القرن الأفريقي، فإن الحرب المستمرة في اليمن لها تهديداتها الخاصة على إثيوبيا فيما يتعلق بأمنها القومي واستقرارها وعلاقاتها الدولية ومصالحها الاقتصادية.
 
ليس ذلك فحسب، ولكن بعض الدول مثل إريتريا قد تستغل الأزمة في اليمن كفرصة للعبث باستقرار وأمن إثيوبيا القومي. ولذلك، فإن ما يحدث في اليمن يؤثر تأثيرا غير مباشرا على إثيوبيا.
 
وبما أن الأزمة تركت البلاد في حالة من الفوضى، فإن الفراغ يمكن أن يخلق أرضا خصبة لتنظيم القاعدة أو حركة الشباب أو أي جماعات عنيفة أخرى لتنفيذ أعمالها التخريبية.
 
وهذا الوضع لا بد أن يجعل إثيوبيا متيقظة أكثر من أي وقت مضى للعب دورا لا غنى عنه في ضمان السلم والأمن في المنطقة. وبشكل خاص، ووفقا للظروف المتغيرة للمنطقة، فإن موقف إثيوبيا في التعامل مع أمنها القومي يجب أن ينحو نحو منع حدوث أي فعل مدمر ومواكب مع ديناميات الأمن المتغيرة.
 
وأكثر من هذا، فإنه وبالتوازي مع ذلك، ينبغي لإثيوبيا أن تعزز أكثر من أدائها الاقتصادي وأن تتصدى لتحديات السلم والأمن الداخليين. وبحيث لا تكون بؤرة لتمرد محتمل.
 
ولأسباب واضحة، فإن السلام هو الشرط الأساسي البسيط للتنمية الواعدة في إثيوبيا. وهذا مثال جيد على ما يمكن أن يحققه السلام والاستقرار لشعبها رغم أن المنطقة مضطربة. وهكذا، فإن صيانة السلم والاستقرار مهما كلف الثمن يمثل الشغل الشاغل لإثيوبيا في سبيل دفع مسيرتها نحو النهضة.
 
ولذلك، يتعين على إثيوبيا أن تضطلع بدور نشط من حيث تعزيز قضايا السلام والأمن داخل القرن الأفريقي وخارجه من خلال تعزيز العلاقات الدبلوماسية. وتحقيقا لهذه الغاية، ينبغي أن تعرض إثيوبيا تجربتها الغنية في التصدي لهذه الحالة مع الجهات الفاعلة المحتملة في المنطقة بكل الوسائل الممكنة بما في ذلك مشاركتها في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
 
- المادة من المصدر: To shield Yemeni crisis domino effect
 

 
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر