ما أسباب الرفض الشعبي والسياسي لتشكيل" حزام أمني" في تعز؟ (تقرير خاص)

[ طقم عسكري أثناء حملة أمنية بمدينة تعز 23 أكتوبر 2017 (يمن شباب نت) ]

تعالت ردود الأفعال المناوئة لإنشاء قوات" حزام أمني" في تعز رديف لمؤسسات الجيش والأمن، بعد تسريبات عن توجه الامارات، إحدى دول التحالف العربي تشكيل هذه القوات على غرار ما فعلته بالجنوب وهي التجربة السيئة على كافة المستويات التي لا يريد أبناء تعز تكرارها بمدينتهم.
 
وتشير هذه التسريبات إلى أن أبو ظبي تعكف حاليا على تدريب 1000 جندي في العاصمة المؤقتة عدن، و 500 آخرين في أريتريا، كقوة حزام أمني لمدينة تعز، على غرار الحزام الأمني بعدن  والنخبة الحضرمية والنخبة الشبوانية.
 
رفض سياسي
 
في موقف موحد وواضح وقوي، أعلنت الأحزاب المؤيدة للشرعية في المحافظة رفضها أي تشكيلات أمنية وقوة خارجة عن إطار السلطة المحلية التابعة للحكومة الشرعية.
 
وفي رسالة وجهها ائتلاف "أحزاب التحالف السياسي لإسناد الشرعية" إلى الرئيس عبدربه منصور هادي شددت الأحزاب على استكمال دمج بقية أفراد المقاومة في القوات الحكومية، بحيث لا تكون هناك أي مسميات أو تشكيلات أمنية أو عسكرية خارج إطار الأجهزة الأمنية والعسكرية والسلطة المحلية.
 
ودعت الأحزاب في الرسالة التي حصل عليها " يمن شباب نت" الرئيس هادي إلى "دمج كل أفراد المقاومة الشعبية في قوام قوات الجيش الوطني".
 
وطالبت بتقديم الدعم اللازم للجيش الوطني بالمحافظة بما يمكنه من استكمال التحرير، وتعزيز قدرات الشرطة العسكرية والأمن العام والقوات الخاصة بما يؤهلها في بسط الأمن والاستقرار.
 
كما طالبت بتقديم الدعم اللازم لتفعيل مؤسسات السلطة المحلية، وعدم التعامل إلا مع مؤسسات السلطة، بالإضافة لصرف مرتبات الموظفين.
 
محاولات بائسة
 
الجهات العسكرية هي الأخرى تتفق مع الدور الشعبي والسياسي الرافض لتفريخ أي جماعات مسلحة خارج مظلة الحكومة الشرعية و مؤسستها العسكرية.
 
ويرى قيادي في الجيش الوطني بتعز أن استكمال تحرير المدينة أولوية ضرورية وحتمية خلال هذه المرحلة ؛ تليها ردف المؤسسات الأمنية بالإمكانيات والأليات لتطبيع الحياة بعيداً عن أي كيانات موازية.
 
وكشف القيادي الذي فضّل عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالتصريح بهذا الموضوع في سياق حديثه لـ"يمن شباب نت" أن الإمارات طرحت أكثر من مرة في اجتماعات لها بعدن مع قادة الألوية العسكرية التابعة لمحور تعز فرض الحزام الأمني و قوات النخبة إلا أن الفكرة قوبلت بالرفض والمعارضة، مشيراً إلى أن الأمر دفع بقيادات إماراتية لتهديد قيادات عسكرية  بالإقالة.
 
ويضيف: رغم كل المحاولات البائسة بفرض حزام أمني إلا أن ثمة إجماع من كل القيادات العسكرية والأمنية بالمحافظة بعدم وجود أي تشكيل يهدد هوية وملامح الدولة المدنية.
 
أسباب رفض الحزام
 
الأسباب التي تحول دون الحاجة لحزام أمني في تعز هو امتلاكها جهاز أمني فعال تمكن خلال فترة وجيزة من تفعيله ضبط العديد من الاختلالات الأمنية والقبض على مطلوبين أمنياً.
 
وكانت الحملة الأمنية قد تمكنت في الثالث والعشرين من اكتوبر الجاري من القاء القبض على خلية المدعو هاشم الصنعاني المكونة من سبعة عناصر متهمون بانتمائهم للإرهاب و مطلوبون أمنياً بتهم ارتكابهم جرائم وانتهاكات داخل المدينة.
 
وإضافة إلى ذلك فإن هذه القوات لها تجربة سيئة ومريرة في محافظات الجنوب سواء على مستوى انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات وإنشاء السجون السرية أو بإضعافها سلطة الشرعية كما أشار إلى هذه الحقيقة تقرير لجنة الخبراء الأممية بشأن اليمن.
 
وفي هذا الشأن يرى الصحفي، منذر فؤاد، أنه لا يوجد حاجة لوجود حزام أمني في ظل وجود قوات فعلية تتولى تأمين المدينة متمثلة بقوات الشرطة العسكرية، ودور الألوية العسكرية في التصدي للعصابات المسلحة.
 
و يواصل في حديثه لـ"يمن شباب نت" أنه لا يمكن بحال من الأحوال الرهان على تشكيل حزام أمني في تعز، خصوصا وأن تجربة هذا الجهاز في عدن، فشلت فشلا ذريعا في ضبط الأمن، والتصدي للاغتيالات.
 
ويعتبر فؤاد، أنه عند نقل أي تجربة من مكان إلى آخر يجب أن تكون ناجحة حتى يستفاد منها، لأنه من غير المعقول أن يقبل المواطن بالتجارب المحكوم عليها بالفشل.
 
ومنذ نحو عامين من تحرير محافظة عدن والمدينة تشهد حالة من الانفلات الأمني و الاغتيالات المتكررة و الاعتقالات ضد ناشطين واعلاميين في ظل سيطرة قوات تدين بالولاء للإمارات.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر