المرأة اليمنية وثورة 26سبتمبر.. حضور يأبى النسيان والتهميش (تقرير)

[ المرأة اليمنية في قلب الثورة حضور يأبى النسيان ]

جنبا الى جنب تقف المرأة اليمنية، الى جوار أخيها الرجل، للمشاركة والاحتشاد والاحتفال بالذكرى الــ 55 لثورة الـ 26 من سبتمبر المجيدة، إذ لم تكن بنت اليمن، بأفضل حال من أخيها الرجل، الذي عانى من الثالوث الإمامي "الفقر والجوع والمرض" لمئات السنين، حتى جاءت ثورة الــ 26 من سبتمبر المجيدة، لتفتح  للمرأة اليمنية نوافذ للحرية ولو بحدها الأدنى.
 
وما كان للمرأة اليمنية، لتعرف فضل سبتمبر، لولا انقلاب المليشيا الحوثية على الدولة، وسيطرتهم على مؤسساتها، في يوم النكبة الــ 21 من سبتمبر 2014، إذ كان للمعاناة التي عانتها ولا تزال تعانيها المرأة اليمنية منذ الانقلاب الى اليوم، نقطة تحول هامة لديها للبحث عن عظمة سبتمبر، وقيمه النبيلة، وأهدافه السامية، التي جعلت المرأة تشمر عن ساعد الجد، وتحث الخطى الى جوار بعلها وشقيقها ونجلها، في سبيل الدفاع عن هذه الثورة الخالدة، مؤكدة أن واجبها نحو سبتمبر لا يقل أهمية عن واجب الرجل.
 
وتلخص المرأة اليمنية، قيم سبتمبر ومعانيه، بتلك القيم المتمثلة بالتخلص من الجهل والتحرر من الاستبداد والاستعباد، والخلاص من كل ما يهضم حقوق المرأة، وبزوغ فجر مشرق للمرأة للانطلاق نحو العلم والحضارة والتقدم، والدفاع عنها، والتمسك بأهدافها، ومواصلة تحقيقها والحفاظ على مكتسباتها. وفقا للناشطة أروى العلم.
 
شقاء الإمامة
 
ورغم أن المعاناة قد توزعت على اليمنيين عموما، إلا أن المرأة اليمنية كان لها النصيب الأكبر من تلك المعاناة، فهي الكائن الذي لا يفرق حضورها عن غيابها، وهي الهامش الذي لا ينظر اليه عدى وقت الحاجة، وفقا لحفيدات سبتمبر.
  
وفي هذا الإطار، تؤكد الكاتبة والروائية اليمنية، فكرية شحرة، "إن شقاء الإمامة التي توزع على ربوع اليمن وشعبه، حظت المرأة فيه بالنصيب الأكبر، فقد كانت الكائن الذي لا يذكر كجندي مجهول في مجتمع يلقي على عاتق النساء بنصيب الأسد من الأعمال والمسؤولية منذ نعومة أظفارها وحتى يأتيها الموت، وكائن لا حق له ولا صوت ولا وجود".
 
وأكدت شحرة، في حديثها لــ "يمن شباب نت"، أن ثورة سبتمبر أنصفت المرأة اليمنية. وقالت "لقد أنصفت ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المرأة اليمنية، ومنحتها حقوقا، وأعادت إليها اعتبارها، كنصف المجتمع وشقيقة الرجل، ومنحتها أعظم حق، وهو حق التعليم، ولو أن هذا الحق هو كل ما حصدته المرأة اليمنية من ثورة سبتمبر المجيدة لكان أعظم أنجاز لها". حد تعبيرها.
 
وأضافت "إن ما أعطته الثورة للمرأة هو ذلك الحق الذي منحها الإسلام فنزعته الإمامة بعاداتها الجاهلية وغرسته في البيئة اليمنية المقهورة،  لكنها منحتها الحق في اثبات قدراتها واحترام وجودها في شتى المجالات التي تتاح لطبيعتها كامرأة".
 
سبتمبر هويتنا اليمنية
 
لم تعد ثورة الـ 26 من سبتمبر، مجرد حدث أو ذكرى عابرة فحسب، بل باتت ظاهرة يمانية، كان للمرأة اليمنية دور في صناعة هذه الظاهرة، والتي ساندت الرجل قديما وحديثا للانتصار لمعاني هذه الثورة الكريمة، فسبتمبر بالنسبة لبنت اليمن وحفيدة أروى وبلقيس هوية، لا ينبغي التفريط فيها.
 
وفي هذه الصدد، تؤكد الصحفية والناشطة اليمنية، وئام عبد الملك، "أن ثورة الــ 26 من  سبتمبر تعد جزء من هويتنا كيمنيين، والتي تؤكد على رفضنا لأي شكل من أشكال التمييز الذي عمل به الإماميون قديما وحديثا، وهي مرتبطة بوجود وطننا الذي نرغب أن نعيش فيه في ظل الحرية والعدالة".
 
وأضافت في حديها لــ" يمن شباب نت"، أن ثورة الــ  26  سبتمبر أسهمت في دعم المرأة اليمنية التي كانت مسلوبة الحقوق في فترة حكم الأئمة، وبالتالي فإن هذه الثورة تعد ركيزة أساسية ضمنت المرأة عبر القوانين التي تم سنها فيما بعد كثير من حقوقها، وهي لن تسمح بإعادة تهميشها ثانية في ظل حكم مليشياوي يكفر بحقوقها ولا يصون كرامتها". في اشارة الى محاولة المليشيا الانقلابية العودة باليمن الى عصور الظلام الكهنوتية.
 
وأشارت وئام، الى  أن هذه الثورة تتعرض الآن لمحاولة إجهاض. مؤكدة أن هذه المحاولات فشلت فشلا ذريعا. مرجعة السبب في ذلك إلى وعي اليمنيين بأهداف الانقلابيين، الذين يريدون أن يقضوا على كل التضحيات التي ذهبت من أجل التخلص من فترة حكم الإمامة الكهنوتي، الذي استمر أكثر من ألف ومائة عام، ادعى خلاله أولئك السلاليون بأحقية بالولاية والسلطة، ومارسوا خلاله مختلف أشكال التجهيل والقمع والتهميش للمواطن، للرجل والمرأة اليمنية على حد سواء.
 
تعزيز قيم سبتمبر في نفوس الأجيال
 
تبقى المرأة هي المكمل والمساند لدور أخيها الرجل سواء في السلم أو في الحرب، وما يعانيه الرجل لا شك أن تلك المعاناة ستنقل الى المرأة ولن تكون بمنأى عنها، الأمر الذي تؤكد فيه اليمنيات لأن يكون لها دور كبير تجاه سبتمبر، الذي فتح لها أبواب موصدة نحو السير تجاه الحرية والكرامة، رغم تعرضها لعدة طعنات من قبل من قبل نظام المخلوع صالح، الذي ذهب باليمن الى النفق المظلم الذي أدخلنا فيه الاماميين.
 
وفي هذا السياق تؤكد الناشطة السياسية اليمنية كاملة القطيبي، أن "المرأة عليها ما على الرجل من واجبات من أجل استكمال أهداف ثورة الــ  26 سبتمبر، التي تعرضت لعديد من الطعنات سواء من قبل حكم نظام المخلوع صالح سابقا أو شركائه في الانقلاب حاليا(الحوثيين).
 
ودعت القطيبي في حديثها لـ "يمن شباب نت"، المرأة اليمنية، الى غرس قيم سبتمبر ومبادئها في وجدان الأجيال القادمة، وتعميق فكرتها السوية في المجتمع، كواحدة من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها. وقالت القطيبي، "إيمانا من المرأة بقيم تلك الثورة، فإن عليها التوعية بها، إن كانت كاتبة أو صحفية أو معلمة وغيره، وزرعها في وجدان أبنائها منذ ولادتهم باعتبارها من الثوابت التي لا يمكن التنازل عنها".
 
وشددت على ضرورة حث المرأة اليمنية لأبنائها وزوجها وإخوتها على التضحية من أجل هذه الثورة، خاصة في هذا التوقيت الذي كشف به الانقلابيون عن أهدافهم، ورغبتهم بالعودة إلى حكم الأئمة، عبر ما يروجون له، من مفهوم الولاية الذي يتناقض مع افكارنا ومبادئنا الجمهورية والدستورية والقانونية.
 
معاناة المرأة
 
تتذكر المرأة اليمنية، معاناتها في عهد الانقلاب، لتعيد هذه المعاناة ذكريات المرأة لمعاناة أمها وأختها في عهد الإمامة والكهنوت، ليكون هذا الانقلاب بمثل الحافز للمرأة اليمنية للسير نحو قيم سبتمبر، والدفاع عن قيمه وأهدافه.
 
وتشير الناشطة الحقوقية والسياسية نسيبة مطهر، الى معاناة المرأة في الانقلاب في عهد الإماميين الجدد، فتقول "مما لا شكّ فيه أن الأثر الذي تركه انقلاب الإماميين الجدد وحليفهم صالح على المجتمع والأسرة اليمنية، كان أثراً مباشراً في حياة اليمنيين، وهو أثرٌ بطبيعته سلبيٌّ، بل وتدميري في كثير من الحالات إما جزئيٌّ أو كلّيّ .
 
وأوضحت في حديثها لـ"يمن شباب نت"، "لأننا لا نستطيع الحديث عن الأسرة دون الحديث عن المرأة، التي هي دائما قلب الحدث الأسري والإجتماعي، فإن المرأة كانت ولا تزال أكثر من تحمل أعباء ومآسي الحروب المدمرة التي سببتها هذه الميليشيا منذ سنوات، فهناك على مستوى الخسائر البشرية الأم التي خسرت ابنها والزوجة التي خسرت أبا أطفالها والأخت التي خسرت أخاها ، وفي هذا الجانب لي  هناك من هو أكثر شعوراً بالحزن والفقد من المرأة سواءً كانت أمّاً ثكلى على ولدها أو أختاً ولهى على أخيها أو زوجة أرملتها الحرب وأيتمت أطفالها".
 
وأضافت "تأتي مأساةٌ أخرى تواجهها المرأة بكل إحساسها ومشاعرها المؤلمة هي مأساة النزوح التي تضع المرأة في قلب مأساة أشبه بالأساطير  المخيفة فتفقد بيتها وتتشرد مع أهلها وأولادها وتكون هي الأكثر احساساً بكل نقص يلحق بالأسرة في هذا الوضع المأساوي، إلى غير ذلك من معاناة النقص التي تواجهها الأسرة في من انعدام الخدمات وعد توفر أبجديات الحياة اليومية وفوات العام تلو الآخر دون تعليم لها او لأبنائها".
 
وتختتم مطهر حديثها عن هذه المعاناة بالقول، "باختصار فإن المأساة التي يعانيها شعبنا جرّاء فتنة الميليشيات العابثة بأمن الوطن ومقدراته هي مأساة مضاعفة عند المرأة في بلادنا من كل الجوانب وعلى جميع المستويات".
 
واجب المرأة نحو سبتمبر
 
لا يختلف واجب المرأة عن الرجل في الدفاع عن قيم ثورة الــ 26 من سبتمبر، فدورها مكمل ومساند للرجل في تحقيق أهداف ثورة سبتمبر المجيدة، وتعزيز قيمها في نفوس الأجيال القادمة.
 
وفي هذا السياق، تؤكد الصحفية فكرية شحرة، على ضرورة أن يكون للمرأة اليمنية دور بارز في غرس قيم سبتمبر في نفوس أبنائها من الأجيال القادمة، قيم التعظيم والتقدير لثورة ازاحت عن كاهل اليمنيين بؤس وشقاء الإمامة، والتي حولت المرأة عقب الانقلاب إلى رحم يدفع بالأبناء للقتال.
 
وتوافقها الرأي كاملة القطيبي، التي أكدت أن  دور المرأة تجاه ثورة سبتمبر  لا يقل أهمية عن دور الرجل في حماية مكتسبات الــ 26 من سبتمبر، والذود عنها بكل الوسائل المتاحة.
 
وهكذا تنظر بنت اليمن الى سبتمبر الحرية والكرامة، مؤكدة وقوفها الى جوار شقيقها الرجل في العمل على استكمال قيم ومعاني سبتمبر، الذي يسطره الأحرار اليوم في مختلف جبهات المقاومة، ويقدمون أرواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل هذه القيم والمعاني، الذي حاول الاماميون الجدد نزعها منا، بيد أن وعي اليمنيين، كانت الصخرة التي تحطمت أمامها أحلامهم في العودة باليمن الى ما قبل ثورة الــ 26 من سبتمبر 1962م.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر