ما هي أول صورة التُقِطَت على الإطلاق؟

اليوم بات التقاط الصور أمراً سهلاً للغاية، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من حياتنا خاصة مع استخدامنا وسائل التواصل الاجتماعي، فمعظمنا يميل إلى التقاط صور للطعام قبل تناوله أو للأماكن المميزة التي نزورها مع الكثير والكثير من صور السيلفي..
 
لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة سابقاً، فبالعودة بالزمن ثلاثين سنة إلى الوراء كان امتلاك كاميرا أمراً نادراً، وإذا أردت التقاط صورة عائلية أو شخصية يتوجب عليك الذهاب إلى المصور، وقد تفعل ذلك مرة واحدة في السنة أو قد لا تفعل ذلك مطلقاً، وبالعودة بالزمن أكثر من ذلك نجد أن التصوير كان أمراً أكثر ندرة وأكثر صعوبة. فهل تساءلتم عن تاريخ التقاط أول صورة على الإطلاق، كيف تم التقاطها وكم استغرق تحضيرها؟
 

أول صورة التقطت على الإطلاق

استغرق الأمر ثماني ساعات على الأقل لإنتاج أول صورة التُقِطَت على الإطلاق. وكانت تلك الصورة المعروفة باسم "منظر من النافذة في لو غرا"، نتيجة لتجارب أجراها المخترع والمصور الفوتوغرافي الفرنسي جوزيف نيسيفور نيبس.
 
التُقِطَت الصورة باستخدام عملية تُسمَّى "الهيلوغرافيا" (أو التصوير الشمسي) -والتي شملت تعريض لوحة بيوترية مصقولة مُغطاة بمادة القطران للضوء- وحجرة تصوير مظلمة، وهي تُصوِّر مشهداً بسيطاً: جناح منزل، وبرج حمام، وسقف حظيرة.
 
 
تاريخ أول صورة التُقِطَت على الإطلاق

التقط نيبس أول صورة فوتوغرافية في التاريخ عام 1826 أو 1827 من نافذة في الطابق العلوي لمنزله بمنطقة سان لو دي فارنيه بإقليم بورغوندي الفرنسي باستخدام حجرة تصوير مظلمة ولوحة بيوترية مغطاة بالقطران. وعرَّضها للضوء لعدة ساعات. وفي عام 1827، كتب نيبس أنه في حين كانت العملية بحاجة إلى مزيد من العمل، فإنَّها مثَّلت "أول خطوة غير مؤكدة في اتجاه جديد تماماً".
 
نُسيَت الصورة الفوتوغرافية الأولى بمرور الوقت، وطغى عمل المصور الفوتوغرافي الفرنسي لويس جاك ماندي داغير تقريباً على إسهامات نيبس في التصوير الفوتوغرافي.
 
وفي خمسينيات القرن الماضي، أدَّت جهود المؤرخين والباحثين أمثال هيلموت وأليسون غيرنسهايم إلى اكتشاف صورة "منظر من النافذة في لو غرا". ولعب كتاب "The History of Photography" (تاريخ التصوير الفوتوغرافي) لهيلموت دوراً محورياً في لفت الانتباه إلى أهمية الصورة.
 
وبعدما كانت الصورة جزءاً من مجموعات خاصة في القرنين التاسع عشر والعشرين، اشتراها مركز هاري رانسوم بجامعة تكساس في مدينة أوستن.
 

ما هي الهيلوغرافيا؟

وفقاً لما ورد في موقع How Stuff Works الأمريكي، تُعَد الهيلوغرافيا، التي تُعتبَر أحد أشكال التصوير الفوتوغرافي الأولى، عملية تصوير فوتوغرافي من ابتكار نيبس. وتشتق الهيلوغرافيا اسمها من كلمتين يونانيتين تعنيان "الشمس" و"الكتابة" أو "الرسم".
 
استخدم نيبس مادة حساسة للضوء، مثل القطران، وكان يضعها على أحد الأسطح، عادةً لوح معدني أو زجاج. ثُمَّ كان يُعرِّض السطح المُغطى للضوء، ما يسمح لضوء الشمس بالتفاعل مع المادة الحساسة للضوء. وكانت الأجزاء المُعرَّضة للضوء تتصلَّب أو تصبح غير قابلة للذوبان، في حين تبقى الأجزاء غير المُعرَّضة للشمس قابلة للذوبان.
 
وبعد تعريضها للضوء، كان نيبس يستخدم عنصراً مذيباً، مثل زيت الخزامى (اللافندر)، لغسل وإزالة الأجزاء القابلة للذوبان من المادة الحساسة للضوء، ما يؤدي للكشف عن صورة كامنة على اللوح. وكان بإمكانه بعد ذلك معالجة الصورة بمواد كيميائية متنوعة لجعلها مرئية وأكثر ديمومة.
 
وفي حين كانت الهيلوغرافيا عملية تصويرية رائدة، فإنَّها كانت تعاني من مشاكل. فكانت على سبيل المثال تحتاج إلى فترات طويلة من التعرُّض للشمس، تصل غالباً إلى ساعات.
 

ما هي الحجرة المظلمة؟

يشير مصطلح "الحجرة المظلمة"، أو (Camera Obscura) في اللغة اللاتينية، إلى جهاز أو ظاهرة بصرية استخدمها الفنانون والمصورون الفوتوغرافيون وغيرهم طوال قرون لعرض صورة خارجية على سطح داخل حجرة أو صندوق مظلم.
 
وتعمل الغرفة المظلمة وفق مبدأ انتقال أشعة الضوء في خطوط مستقيمة. فحين يمر الضوء عبر ثقب أو فتحة صغيرة في مكان معتم، تتشكَّل صورة مقلوبة ومعكوسة على السطح المقابل.
 
ظهرت الحجرة المظلمة في البداية باعتبارها حجرة بها ثقوب صغيرة في أحد الجدران، وقد طوَّر الفنانون لاحقاً حجرات مظلمة محمولة. وقد أثَّرت الحجرة المظلمة كثيراً على تطور التصوير الفوتوغرافي. وكانت بمثابة مقدمة للكاميرا، وقدَّمت رؤى قيِّمة حول سلوك الضوء.
 

صور قديمة مشهورة

على الرغم من أن صورة "منظر من النافذة في لو غرا"، هي الأقدم من نوعها فإنها مع ذلك ليست الأكثر شهرة على الإطلاق، إليكم قائمة بالصور القديمة الشهيرة وفقاً لما ورد في موقع livescience:
 
قوالب الجبس: التقطت صورة تُظهر عدة قوالب من الجبس عام 1837 بدقة لا بأس بها لتكون واحدة من أقدم الصور التي التقطها لويس داجير باستخدام تقنية Daguerretype الخاصة به. وقد حافظ داجير على سرية التقنية التي استخدمها حتى عام 1839، عندما منحته الحكومة الفرنسية معاشاً مدى الحياة مقابل الكشف عن كيفية التقاط صوره.
 
منظر من منزل لويس داجير: التقطت صورة من منزل داجير عام 1838 وتعتبر من أقدم الصور الفوتوغرافية وأشهرها.
 
أقدم صورة شخصية: التقط المصور الأمريكي روبرت كورنيليوس صورة لشخص في ساحة خارجية في فيلادلفيا في أكتوبر/تشرين الأول 1839. ويرجح أنها قد تكون أول صورة شخصية في العالم.
 
أول صورة للقمر: التقطت أول صورة للقمر في عام 1840. كان التقاط صورة بالليل في ظروف الإضاءة الخافتة مهمة صعبة في ذلك الوقت، وهو أمر يمكن رؤيته في الجودة الرديئة لهذه الصورة.
 
أول صورة لرئيس جالس: أقدم صورة لرئيس أمريكي جالس كانت من نصيب ويليام هنري هاريسون الذي توفي في 4 أبريل/نيسان 1841، بعد 30 يوماً فقط في المنصب، بسبب الالتهاب الرئوي.
 

(عربي بوست)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر