6 نصائح للحفاظ على صحتك.. كيف تتأثر بمتابعة الأخبار السيئة؟

أظهرت دراسة أن البشر عادة ما يكونون متفائلين لدرجة تجعلهم يتجاهلون الأخبار السيئة ويحتفون بنظيرتها الجيدة، لكن الحال سرعان ما يتغير ويظهر نمط آخر من السلوك، حينما يجدون أنفسهم تحت الضغط.
 
الضغط الذي لم يدع أحدا محصنا منه بسبب الأخبار السيئة التي يمكن أن تُلقيها الحياة فتقلب عالمنا رأسا على عقب؛ كفقدان وظيفة، أو إنهاء علاقة، أو تشخيص صادم من طبيب، أو وفاة أحد أفراد الأسرة، وفق الدراسة التي نشرها موقع "بي بي سي" (BBC).
 
يضاف إلى هذه الضغوط ما يشهده كوكبنا على مدى عامين، بدءا من تفشي وباء كورونا، وتصاعد التغيرات المناخية، وصولا إلى تلك الحرب التي تدور رحاها الآن على أرض أوكرانيا، وما تثيره من دمار وخسائر، ومخاوف وآلام للإنسانية جمعاء. ولكن، مهما كانت الأخبار سيئة، فهناك نصائح يمكن تجربتها للمساعدة في التعامل معها، وفقا للخبراء.
 
 
لا تحاول إنكار مشاعرك

فقد تؤدي الأخبار السيئة إلى إثارة دوامة لا نهاية لها من المشاعر السلبية، فلا تحاول إنكار هذه المشاعر، ظنا منك أنك بهذا تحمي نفسك. بل العكس هو الصحيح، فالاعتراف بالمشاعر السلبية، يمكن أن يساعدك على الشعور بالتحسن.
 
وفقا لما أظهره بحث أجرته جامعة كاليفورنيا، من أن "إنكار مشاعرك السلبية يمكن أن يسبب ضغطا أكبر من مواجهتها مباشرة". ووجد الباحثون أن المشاركين الذين تقبلوا مشاعرهم المُظلمة من دون محاولة تجاهلها، تحسنت صحتهم النفسية، وكانوا أكثر استعدادا للتعامل مع التوتر، مقارنة بأولئك الذين أنكروا مشاعرهم السلبية. وهو ما يؤكد أن "تَحمّل المشاعر الأكثر قتامة، بدلا من الهروب منها؛ ضروري لرفاهيتنا على المدى الطويل".
 

أعد صياغة أفكارك

فبعد أن تتقبل مشاعرك السلبية، وتعالج الأخبار السيئة مرارا وتكرارا، يمكنك استخدام تقنية تسمى "إعادة الصياغة المعرفية"، لمساعدتك على إعادة تطوير طريقة تفكيرك في الأخبار المُجهدة، ورؤية الموقف من منظور جديد. "من خلال إيجاد تفسير أكثر إيجابية لحدث ضار متوقع، وإبراز الجوانب الإيجابية للموقف الصعب، وتحديد الجانب الأكثر إشراقا للحدث، بدلا من مجرد رؤية الجانب السلبي".
 
على سبيل المثال، بدلا من التركيز على الأخطاء التي ارتكبتها في وظيفتك وأدت إلى فقدها، انظر إلى الأمر على أنه فرصة لتجربة أشياء جديدة واستكشاف بدائل عمل مختلفة بطريقة قد تكون أكثر إبداعية.
 
فقد كشفت أبحاث أجرتها جامعة نوتردام عن أن "فقدان الوظيفة قد يكون مفيدا بالفعل، ويمكّن الناس من بدء فصل جديد، وإنشاء هوية عمل إيجابية جديدة، وتحريرهم من المشاعر السلبية".
  

تعلم كيفية التغلب على الشدائد

رغم أنه لا أحد يخلو من التعرض لنكسات قد تسبب الحزن وخيبة الأمل أو الشعور بالفشل، فإن بعض الأشخاص ينهارون بسرعة، بينما يتمتع آخرون بمرونة تمكنهم من البقاء هادئين عند التعرض للضغط، والتعامل مع الشدائد.
 
 
لكن اكتساب مرونة التغلب على الشدائد يمكن تعلمها، لمن يهتم بتطوير أفكاره وسلوكياته، فقد وجدت دراسة أجريت على طلاب فشلوا أكاديميا ووجدوا صعوبة في الحصول على العمل أن "مساعدتهم على التعافي من الشدائد، بتعليمهم مهارات تحديد الأهداف وتعديل المسار بعد وقوع مشكلة، جعلتهم أفضل جاهزية للقيام بعمل جيد في الحياة، والتعامل بإيجابية مع المواقف الصعبة".
 
لذا، يقول بيسيل فان دير كولك، عالم النفس وأخصائي الصدمات، ومؤلف كتاب "ذا بادي كييبس ذا سكور" (The Body Keeps the Score)، "نحن نفرز هرمونات التوتر للحصول على الطاقة التي تسمح لنا بالتعامل مع المواقف الصعبة؛ وتستمر هذه الهرمونات في الارتفاع، حتى نبدأ في تحرك فعال لنكون على ما يرام؛ وإذا فعلنا فلن نتعافى فقط، بل سنتأقلم أيضا".
 

لا تتوقف عن المتابعة

بطريقة مشابهة لإنكار المشاعر السلبية، ينزلق العديد من الأشخاص الذين يواجهون أخبارا سيئة إلى "وضع التجنب"، بمعنى "محاولة إغلاق كل شيء يرتبط بالأخبار غير المرحب بها"، لكن المفاجأة أن هذا "قد يدفعك في النهاية للتفكير في ما تتجنبه أكثر".
 
 
وفي المقابل، "قد يؤدي تكرار متابعة الأخبار السيئة إلى تحييد تأثيرها على أفكارك ومزاجك، والسماح لك بمواصلة يومك بحرية أكبر"؛ فلدى عقلك القدرة على التعامل مع الأخبار السلبية، ومعالجتها واستيعابها بصورة أكبر مما تتوقع". ليس هذا فحسب، بل "قد تؤدي مقاومة الرغبة في التفكير في الأخبار السيئة، إلى حدوث توتر في معدتك وكتفيك وصدرك، وتشتيت انتباهك عن إكمال المهام، والخمول والضغط المزمن"، وفقا لموقع "ميديكال نيوز توداي" (medicalnewstoday).
 
 
تجنب الإفراط في المتابعة

رغم أن متابعة ما يحدث من حولنا قد تساعدنا على فهم العالم الذي نعيش فيه بشكل أفضل، لكن الإفراط في المتابعة قد يؤثر على صحتنا العقلية، خاصة ما يتعلق بالتغطيات الإعلامية المكثفة للحروب والصراعات وأحداث العنف الجماعي، والكوارث البيئية والاجتماعية.
 
فقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن "الإفراط في متابعة وسائل الإعلام، يرتبط بالضيق النفسي"، وفقا لما ذكرته الأستاذة المساعدة في جامعة كاليفورنيا، دانا روز غارفين، التي تدرس تأثير التعرض للصدمة على الصحة الجسدية والعقلية، لموقع "سيلف" (SELF)،.
 
كما وثقت ورقة بحثية نُشرت عام 2020 هذا التأثير، إذ "ربطت بين الإفراط في متابعة وسائل الإعلام في أعقاب الأحداث المأساوية، وحدوث ضائقة نفسية، بالإضافة إلى نتائج جسدية سيئة".
 
 
وهو ما يتطلب التعامل مع الأخبار السيئة جدا، من خلال التوازن بين بقائنا على علم من ناحية، والاعتناء بأنفسنا عقليا وعاطفيا من ناحية أخرى.
 

أعد ضبط ذهنك

يمكنك إعادة ضبط ذهنك بالسماح لنفسك بإيقاف الأخبار لمدة يوم أو يومين لفصل الطاقة، والتركيز على أشياء أخرى. قد تشعر بالذنب لاستخدام الإلهاء والإنكار في الظروف الصعبة، ولكنها يمكن أن تكون آليات تكيف صحية لا مفر منها.
 
فهناك فرق كبير بين دفن رأسك في الرمال، واستخدام تقنية للهروب قليلا من الواقع بطريقة ذكية وواعية ومتوازنة، لأخذ استراحة من الأخبار. وهو ما تسميه الطبيبة النفسية والكاتبة، أندريا بونيور، "إعادة ضبط ذهني، للمساعدة على إعادة الشحن والاستمرار في المشاركة على المدى الطويل".
 
(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر