كيف انتصرت كوكاكولا المكسيكية في معركة المشروبات الغازية؟

 
على مدى أكثر من 136 عاما، تحولت كوكاكولا من مجرد مشروب غازي إلى ثقافة وهوية معبأة داخل زجاجة، يروّج لها في الأفلام والمسلسلات الأميركية وعلى قطع الملابس والأثاث، كما لم يكن لأي شركة أخرى.
 
لكن مؤخرا، بدأ المستهلك الأميركي المخلص لمشروب كوكاكولا "فتح" نسخة بديلة من مشروبه الغازي المفضل، ذلك البديل هو "كوكاكولا المكسيكية".
 
فما حكاية كوكاكولا المكسيكية؟ وهل هي أفضل من الأميركية؟ وكيف تحولت إلى مشروب يستخدم في الكنائس والمناسبات الدينية في المكسيك؟
 

ظهور كوكاكولا

في ممرات المشروبات الغازية في معظم متاجر البقالة الأميركية، إلى جانب العبوات والزجاجات البلاستيكية التقليدية من مشروب كوكاكولا، توجد مجموعة مختارة من الزجاجات ذات العنق الطويل من كوكاكولا المكسيكية. تم استيراد تلك الزجاجات من مصانع تعبئة كوكاكولا المكسيكية التي ارتفعت شعبيتها في الولايات المتحدة منذ عام 2005، رغم ارتفاع ثمنها مقارنة بنظيرتها التقليدية.
 
بدأ تاريخ كوكاكولا على يد صيدلاني يدعى جون بيمبرتون، اخترع تركيبة كوكاكولا، وكان من المفترض أن يكون دواء منشطا للأعصاب بسبب تركيبته التي تحتوي على جوز الكولا الأفريقي وأوراق الكوكا، بالإضافة إلى المياه الغازية. وباع "جون" أول كوب من الكوكاكولا في صيدلية جاكوبس بمدينة أتلانتا في ولاية جورجيا يوم 8 مايو/أيار 1886 بمبلغ 5 سنتات للكوب، وحظي المشروب بقبول وشعبية كبيرة، وفقا لموقع "ميديوم" (Medium).
 
وفي عام 1889، اشترى رجل الأعمال الأميركي آسا كاندلر تركيبة كوكاكولا والعلامة التجارية من ورثة "جون". وفي خلال 3 أعوام، أسس "كاندلر" شركة كوكاكولا في أتلانتا، وتوسعت عمليات التوزيع لتغطي كل الولايات الأميركية بحلول عام 1895.
 
وبعد ذلك قررت كوكاكولا التوسع خارج حدود الولايات المتحدة، وانتشرت أكثر من المتوقع، وكان انتشارها أكثر وضوحا في المكسيك التي ظهرت فيها أول مرة عام 1897، وتفوقت على الولايات المتحدة في الحصول على لقب الدولة ذات أعلى معدل استهلاك من كوكاكولا للفرد، إذ يشرب المكسيكي أكثر من 700 كوب منها سنويا، أي ما يقرب من ضعفي ما يشربه الأميركي، بحسب "بيزنس إنسايدر" (Businessinsider).
 

بدايتها في المكسيك

حاولت كوكاكولا فتح أسواق لها خارج الولايات المتحدة، لكن الأمر لم ينجح بشكل كبير، حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وكانت كوكاكولا المشروب الرسمي للجنود الأميركيين في المعسكرات المختلفة، ومن خلالهم تم تمرير "المشروب" إلى سكان البلاد الأصليين، وفقا لموقع "هيستوري أوف يسترداي" (Historyofyesterday).
 
 
كان للحرب العالمية الثانية الفضل في انتشار كوكاكولا خارج حدود الولايات المتحدة، فافتتحت مصانع تعبئة وتوزيع في أكثر من بلد، وكانت المكسيك من أوائل البلدان التي بيعت فيها.
 

كوكاكولا والثقافة المكسيكية

بين كوكاكولا المكسيكية ورئيس البلاد الأسبق فيسينتي فوكس رحلة صعود مشتركة، ففي ستينيات القرن الماضي كان فوكس يعمل لدى شركة كوكاكولا، ويقوم بتوزيع المشروب من الشركة الرئيسية إلى شركات التوزيع المحلية في البلاد.
 
وفي عام 1971، طرحت كوكاكولا حملة إعلانية كبيرة في المكسيك، وفي نفس الوقت، كانت الراعي الرسمي لأولمبياد مكسيكو سيتي، ثم كأس العالم، فكان التسويق لها منتشرا في كل مكان هناك.
 
وبعد 10 سنوات، زادت الأرباح وتوسعت الحصة السوقية لكوكاكولا في المكسيك، وصعد معها العامل المخلص فوكس وأصبح رئيس "كوكاكولا مكسيكو".
 
استمرت كوكاكولا في النمو داخل المكسيك، وكذلك فوكس الذي فاز بانتخابات الرئاسة عام 2000 مدعوما بتبرعات الشركة في حملته الانتخابية.
 
أصبحت كوكاكولا أرخص وأكثر انتشارا، حتى أنه في بعض أجزاء المكسيك كان العثور على كوكاكولا أرخص وأسهل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، حتى أن الذين يعانون من سوء التغذية بدؤوا شرب الكوكاكولا بكثرة للحصول على السعرات الحرارية سريعا.
 
نمت شعبيتها في المكسيك، حتى أن القائمين على كنيسة "القديس يوحنا" في ولاية تشياباس استبدلوها بالنبيذ التقليدي، فاشتهرت بكنيسة "كوكاكولا".
 
 
هل المكسيكية أفضل؟

رغم ظهور كوكاكولا في الولايات المتحدة، فإن النسخة المكسيكية توسعت على أرض المنشأ وحققت نموا مضاعفا خلال وقت قصير.

 
وبحسب "نيويورك تايمز" (Nytimes) فإن كوكاكولا  لا تنشر الأرقام الدقيقة لمبيعاتها المكسيكية، لكنها تحظى بشعبية وإقبال كبير رغم ارتفاع ثمنها مقارنة بباقي المشروبات الغازية. فلماذا يفضل الكثيرون المكسيكية على الأميركية؟
 
هناك 3 أسباب رئيسية لتفضيل المكسيكية عن الأميركية وفقا لموقع "ماشيد" (Mashed).
 
 
1. قصب السكر

يعتقد البعض أن "المكسيكية" مذاقها طبيعي أكثر من الأميركية، ويرجع هذا الاختلاف في المذاق إلى أن كوكاكولا أميركية الصنع تستخدم شراب الذرة العالي الفركتوز للتحلية، بينما تستخدم المكسيكية قصب السكر.
 
وتسمح كوكاكولا لشركات التعبئة المحلية المستقلة ببعض المساحة في استخدام المحليات، طالما بقيت بقية الوصفة سليمة.
 

2. الزجاجة الكلاسيكية

قدمت شركة كوكاكولا الأميركية أول زجاجة بلاستيكية من سعة لترين، وسرعان ما بدأت تقديم جميع منتجاتها بأحجام مختلفة من الزجاجات البلاستيكية.
 
 
بينما استمرت كوكاكولا المكسيكية في استخدام عبوات زجاجية كلاسيكية، وهو ما يفضله المستهلك لأنه يشعره بالحنين إلى الماضي.
 

3. العامل الأخلاقي

يعتقد البعض أن استهلاك كوكاكولا المكسيكية خيار أكثر أخلاقية، لأن فيه دعما للشركات الأصغر في جميع أنحاء العالم في مواجهة العولمة الأميركية، كما أن استخدام قصب السكر في التحلية يدعم صغار المزارعين ضد الشركات الكبرى.
 

(الجزيرة نت)

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر