تعرف على علاجات كورونا وتجارب اللقاحات في دول العالم

تجرى تجارب على عشرات الأدوية لفيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، كما يجري العمل على نحو 100 لقاح. وسواء تعلق الأمر بالعثور على علاج لكوفيد-19 أو الوقاية منه، تتقدم التجارب بخطى سريعة وإن كان العالم لا يزال ينتظر الاكتشاف الذي سيحول مسار المرض.
 
وهذه آخر ما توصلت إلى الأبحاث في هذا الشأن:
 
الأدوية

1- ديكساميثازون.. تقليل الوفيات

هذا الستيرويد رخيص الكلفة ومتاح، وهو في الوقت الحالي الدواء الوحيد الذي يبدو أنه يحسن فرص البقاء على قيد الحياة لدى مرضى فيروس كورونا المستجد.
 
ومع ذلك، فإن النتائج المستخلصة لا تنطبق سوى على الحالات الخطرة، وهم المرضى الذين يحتاجون لجهاز التنفس الاصطناعي وبدرجة أقل يحصلون على الأكسجين.
 
لدى المجموعة الأولى، يخفض ديكساميثازون معدل الوفيات بمقدار الثلث، وفقا للنتائج الأولية للتجربة البريطانية السريرية (على البشر) "ريكافوري".
 
وأعلنت النتائج الاثنين الماضي، لكنها لم تنشر بعد في مجلة علمية. وفي غضون ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية أن الدواء سيستخدم على الفور لعلاج المرضى المعنيين به.
 
ويستخدم ديكساميثازون بالفعل في العديد من الحالات نظرا لتأثيره القوي كمضاد للالتهابات ومثبط للمناعة.
 

2- ريمديسيفير.. فعالية متواضعة

تروج الولايات المتحدة لهذا الدواء المضاد للفيروسات الذي أعلنت رسميا نهاية أبريل/نيسان الماضي أنه يختصر فترة شفاء المرضى.
 
وقد أكد ذلك بحث نشر أواخر مايو/أيار الماضي في مجلة نيو إنجلند جورنال أوف مديسين. ومع ذلك، لم يثبت الدواء فعالية كبيرة، إذ إنه يقلل من الفترة التي يحتاجها مرضى المستشفى للشفاء من 15 إلى 11 يوما في المتوسط، لكن لم تثبت فوائده فيما يتعلق بخفض معدل الوفيات.
 
اعتمد ريمديسيفير للاستخدام الطارئ بمستشفيات الولايات المتحدة ثم في اليابان. وتدرس أوروبا حاليا طلبا للحصول على إذن لتسويقه.
 
صنعه في الأساس مختبر جلياد الأميركي ضد حمى إيبولا النزفية، لكن لم تثبت جدواه.
 

3- هيدروكسي كلوروكين.. جدل طويل

روج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب والباحث الفرنسي المثير للجدل ديدييه راوول، لكن الدواء لم يكن بمستوى الآمال المعلقة عليه، لا بل على العكس.
 
ففي أوائل يونيو/حزيران الحالي، خلصت دراسة "ريكوفري" البريطانية إلى أن هيدروكسي كلوروكين لم يكن له تأثير مفيد في علاج كوفيد-19.
 
وأدى هذا بالسلطات الصحية الأميركية الاثنين الماضي إلى سحب الترخيص باستخدام هيدروكسي كلوروكين لعلاج المرض، وكذلك دواء وثيق الصلة به هو الكلوروكين.
 
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء الماضي أنها أوقفت التجارب السريرية على هيدروكسي كلوروكين كعلاج لكوفيد-19.
 
ويستخدم هذا الدواء في بعض البلدان علاجا للملاريا أو أمراض المناعة الذاتية، وكان محور جدل طويل ذي جوانب سياسية منذ بدء تفشي الوباء.
 
وشهد الأمر فضيحة أكاديمية، إذ اضطرت أوائل يونيو/حزيران مجلة ذي لانسيت المرموقة لسحب دراسة نقدية عن هيدروكسي كلوروكين، شابتها شكوك قوية بالتزوير.
 
وقد أسعدت هذه الفضيحة مؤيدي هيدروكسي كلوروكين رغم الأدلة التي تتراكم حول عدم نجاعته ضد فيروس كورونا.
 

4- أدوية أخرى

بالإضافة إلى ما ذكر أعلاه، هناك العديد من الأدوية الأخرى قيد التجربة. وإجمالا، تجرى حاليا أكثر من ألف تجربة سريرية على عشرات الأدوية حول العالم، وفق قاعدة بيانات لانسيت.
 
ومن بين العلاجات الرئيسية المحتملة: الجمع بين دواءين مضادين لفيروس نقص المناعة البشرية هما لوبينافير وريتونافير (بمفردهما أو بالاشتراك مع مضادات فيروسية أخرى) ونقل بلازما من دم أشخاص تم شفاؤهم إلى المرضى، أو الكلوربرومازين (المضاد للذهان) أو توسيليزوماب (الذي يمكن أن يحارب الظاهرة الالتهابية المسؤولة عن أخطر الحالات).
 
ورغم السباق التنافسي، لم يثبت أي من هذه المسارات حتى الآن أنه حاسم، خصوصا وأنه يبدو من الوهم الاعتقاد بوجود دواء يمكن أن يفعل المعجزات. إذ يعتقد معظم المتخصصين أن المفتاح لن يكون في جزء واحد بل مزيج من عدة أدوية من عائلات مختلفة، من أجل الاستفادة من تأثيراتها مجتمعة.
 

اللقاحات.. سباق متسارع

اللقاح مستحضر يعطى لتكوين مناعة في الجسم ضد مرض معين، ويتكون من جراثيم المرض التي تم قتلها أو إضعافها، وعند دخولها الجسم فإنها تحفز جهاز المناعة على تكوين أجسام مضادة لمرض معين وذاكرة مناعية، بحيث يتذكر جهاز المناعة الميكروب المُمْرِض فيقوم بمهاجمته والقضاء عليه فورا عندما يدخل الجسم المرة اللاحقة.
 
في 16 يونيو/حزيران الحالي، أحصت منظمة الصحة العالمية 11 تجربة سريرية لعدد مماثل من اللقاحات المرشحة في جميع أنحاء العالم. وتقام خمس من التجارب على البشر بالصين التي شهدت ظهور فيروس كورونا المستجد. ولم تنشر حتى اليوم سوى نتائج جزئية، وصف بعضها بأنه "مشجع".
 
ومن بين مشاريع البحث الأكثر تقدما، يمكن إيراد المشروع الأوروبي الذي تجريه جامعة أكسفورد بالتعاون مع أسترازينيكا، والمشروع الصيني الذي تجريه الأكاديمية العسكرية للعلوم الطبية وشركة كانسينوبيو الصينية للأدوية.
 
وبالإضافة إلى التجارب التي بدأت بالفعل، أحصت منظمة الصحة 128 مشروع لقاح مرشحة في المرحلة ما قبل الإكلينيكية أي التجارب على البشر.
 
وأحصت كلية طب لندن للنظافة الصحية والطب الاستوائي ما لا يقل عن 194 مشروع لقاح يجري تطويرها، بينها 17 في مرحلة التجارب السريرية.
 

مقاربات مختلفة

تصنف منظمة الصحة نحو 100 مشروع ضمن ثماني فئات مختلفة تتوافق مع أنواع لقاحات مثبتة أو تجريبية. وهي لقاحات تعتمد على فيروس "حي موهن" أو "خامل" وتسمى لقاحات "الوحدة الفرعية" التي تحتوي على بروتينات (توفر مستضد يستجيب له الجهاز المناعي، بدون جزيئات فيروسية).
 
كما أن هناك مشاريع لقاح باستخدام "ناقل فيروسي" تعتمد تقنيات متقدمة لتصنيع الفيروسات، هدفها الوحيد هو الحصول على استجابة مناعية لدى البشر.
 
وهناك لقاحات تعتمد على الحمض النووي "دنا" DNA أو "رنا" RNA وهي منتجات تجريبية تستخدم قطعا من المواد الجينية المعدلة.
 
متى؟

قدرت وكالة الأدوية الأوروبية منتصف مايو/أيار الماضي أن اللقاح يمكن أن يكون جاهزا في غضون عام وفق سيناريو "متفائل".
 
لكن الأكثر تفاؤلا يراهنون على نهاية هذا العام لمواجهة موجة ثانية محتملة من الوباء يمكن أن تضرب نصف الكرة الشمالي الشتاء المقبل.
 
وكجزء من عمليتها المسماة "السرعة الصاروخية" (وورب سبيد) تأمل الحكومة الأميركية توفير 300 مليون جرعة من اللقاح بحلول يناير/كانون الثاني 2021 (ما يعادل تقريبا عدد السكان الأميركيين) من خلال تمويل ودعم مختبرات الأبحاث.
 
وفي الصين، تأمل شركة سينوفارم للأدوية (مملوكة للدولة) -التي تعمل حاليا على إعداد لقاحين مرشحين- تسويق لقاح أواخر عام 2020 وأوائل 2021.
 
وفي أوروبا، حيث تنفذ أيضا العديد من المشاريع، يؤمل أن يتم تطوير لقاح بنجاح بحلول نهاية هذا العام.
 
وقد وقعت ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وهولندا اتفاقية مع مجموعة الأدوية "أسترازينيكا" لضمان تزويد الاتحاد الأوروبي بـ 300 مليون جرعة من لقاح محتمل.
 
قالت مجموعات صناعة الأدوية مرارا إنها تخطط لجعل لقاحاتها متاحة بأسعار معقولة، أو حتى بسعر التكلفة.
 
والتزمت أسترازينيكا بأنها "لن تحقق أرباحا من هذا اللقاح" وفق ما قال رئيسها الفرنسي أوليفييه ناتاف، على أن يطرح بسعر يوروهين تقريبا (حوالي 2.24 دولار).
 
أعلنت الولايات المتحدة عزمها على إعطاء الأولوية في حملات التطعيم المستقبلية للمسنين والمواطنين الذين لديهم تاريخ طبي وما يسمى بالعمال الأساسيين. وتقول الحكومة إن الأمر سيعتمد أيضا على نتائج التجارب السريرية.

 
المصدر: الفرنسية، الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر