عالم فرنسي: البشرية قد تختفي بحلول عام 2050

في مواجهة ظاهرة الاحتباس الحراري واستنفاد الموارد، يرى النائب الأوروبي إيف كوشي (73 عاما) أن حضارتنا توشك على الانهيار، وبالتالي من الضروري الاستعداد لذلك والرهان على التعاون.
 
وفي مقابلة مع صحيفة لوباريزيان الفرنسية، يتحدث كوشي ببهجة مدهشة عن أشياء محبطة للغاية، إذ يتنبأ في كتابه القادم بانهيار حتمي وسريع لمجتمعنا الصناعي، مفترضا "أن البشرية لن تكون موجودة في عام 2050"، ويقول موجها الخطاب لمحاوره "أنا لن أكون هنا لرؤية ذلك، وربما أنت كذلك".
 
وقالت الصحيفة إن كوشي -وهو عالم رياضيات ووزير فرنسي سابق- ليس هو الوحيد الذي يدق ناقوس الخطر، إذ أطلقت الممثلة جوليت بينوش وعالم الفيزياء الفلكية أوريلين بارو دعوة في سبتمبر/أيلول 2018 لمئتي شخصية لإنقاذ الكوكب، مطالبين بعمل سياسي "حازم وفوري" في مواجهة تغير المناخ.
 
الاستعداد لنهاية العالم

وإذا كان بعض العلماء والباحثين يرون أن نهاية حضارتنا لا يمكن تجنبها، مستندين إلى آثار الاحتباس الحراري واستنزاف الموارد الطبيعية واختفاء الأجناس الحية، فإن الخبر السار هو إمكان الاستعداد لذلك بالتعاون بين المجتمعات، خلافا للأميركيين الذين يقومون بإعداد أنفسهم وبناء المستودعات وتكديس البضائع المعلبة.
 
ويقول كوشي لمحاوره إنه لا يمكن لأحد أن يكون متأكدا مما سيحدث، ولكن احتمالا من اثنين يُظهر أن الإنسانية لن تكون موجودة في عام 2050، "الخطب عظيم بالفعل، ولكن الأمر جدي للغاية".
 
ورأى أن هذه النهاية يمكن أن تأخذ شكل حرب مرتبطة بندرة الموارد، أو تأتي بسبب الأوبئة الناجمة عن أمور مثل بعوضة النمر التي تنشر حمى الضنك، أو المجاعات، أو كل هذه الأمور وغيرها دفعة واحدة.
 
ونبه كوشي إلى افتراض لفريد فارغاس بأن 75% من السكان سيموتون بحلول عام 2060، وبدلا من أن يصبحوا عشرة مليارات في عام 2050 كما تتوقع الأمم المتحدة، لن يتجاوز عددهم في هذا التاريخ مليارين أو ثلاثة، وسيعم الحزن والكساد الأرض وقتها.
 
فات الأوان

ورأى كوشي أن هناك نحو 24 عاملا تؤثر في الحياة على الأرض، من ضمنها ظاهرة الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى جودة وكمية مياه الشرب ودورات الفوسفور والنيتروجين وانبعاثات الميثان بسبب ذوبان التربة الصقيعية.
 
ومع أن من يصدرون الصرخات في سبيل تدارك الأمر يثقون بأن الحكومات يمكن أن تغير شيئا في الأمر، فإن كوشي يرى أنه لا يوجد حل جيد لسوء الحظ، لأنه قد فات الأوان للانتقال البيئي والنمو الأخضر -حسب رأيه- وإن كان لا يزال بإمكاننا تقليل عدد الوفيات.
 
وقال كوشي إن الحل لا يوجد في برامج أحزاب أوروبا البيئية (الخضر) لأنها لا تتحدث عن الانهيار، بل تؤمن بالنمو الأخضر، وربما لهذا السبب اختار هو العيش في الريف مع ابنته حيث اشترى مزرعة.
 
وأشار كوشي إلى أن ما يقوم به لا يمكن أن يشكل حلا، لأن الأمر يتطلب مجهودا كبيرا واعتماد اقتصاد حرب، مثل الذي حدث عام 1941 في لندن، وأضاف أنا أؤيد تقنين البنزين والطعام والملابس وتحديد النسل، ولكن لا توجد أمثلة في التاريخ تم فيها اعتماد اقتصاد الحرب قبل الحرب، خاصة أن الناس لا يقبلون ذلك.
 
وانتهى كوشي إلى أن الأمر لن يكون شبيها بسقوط الحضارة الرومانية أو حضارة المايا (بوسط أميركا وجنوب المكسيك وترجع أصولها للهنود الحمر)، لأنهما حدثان محدودان في المكان والزمان، في حين أنه في هذه المرة، ستنشأ كل المشاكل في الوقت ذاته على الكوكب، وبالتالي علينا أن نستعد لأن نموت معا.
 
المصدر: لوباريزيان / الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر