جلد وخطف وملابس سوداء.. هذه أغرب عادات الزواج لدى العرب

زحفت الهند بثقافتها إلى معظم البيوت العربية، فحفلات الحناء والزفاف أصبحت متأثرة كثيرا بما تشاهده النساء في القنوات الهندية الناطقة بالعربية، أو تلك التي تقدم أفلاما ومسلسلات مدبلجة، حتى أصبحت بعض الأفراح لا تخلو من ليلة "هندي".
 
وللزواج في الهند طقوس ربما نعتبرها غريبة، إذ إن العروس تكون مُلزمة بدفع المهر، وهي التي تتقدم وعائلتها لطلب الزواج ممن تراه مناسبا، وعلى أهله فرض شروطهم لضمان حقوق الابن، وربما يطالبون بتأمين مستقبله وشراء سيارة له ودفع مصاريف إكمال دراساته العليا.
 
من ناحية أخرى، فإن ليلة العُرس تُقام في منزل العروس ويستقبل والداها العريس بالزبادي والعسل، ويلبس الجميع الألوان الزاهية ماعدا اللون الأحمر، لأنه خاص بالعروس، ويتحاشى الجميع اللونين الأبيض والأسود، لأنهما من ملابس الحداد.
 
بعد الزفاف يُقام حفل استقبال للأقارب والأهل في منزل العروس للحصول على البركة، وفيه يرقص الجميع دون التوقف، ما عدا العروس التي لا بد أن تتسم بالرزانة في هذا اليوم.
 
لكن ماذا عن الشعوب العربية؟  
 
في موريتانيا.. خطف وملابس سوداء وأكيلوع
 
بحسب الصحفي الموريتاني السالك زايد، فإن الزواج في موريتانيا يتم عرفيا بين كبار العائلتين، على أن يتم تصديقه في وقت لاحق، ولا يحضر العريس أو العروس مراسم العقد وينوب عنهما وكيلان، كما يشترط في العقد ألا يتزوج الرجل من امرأة ثانية، فترتدي الزوجة اللون الأسود، ويرتدي الزوج الأبيض، ويكون على الزوجة دفع 90% للزوج من مبلغ المهر الذي دفعه قبل إتمام مراسم الزواج.
 
ويضيف زايد للجزيرة نت أن الزوج لا بد أن يدخل معركة تسمى "أكيلوع"، وهي خاصة بتخليص العروس من يد صديقاتها اللاتي يقمن باختطافها، وربما يتطور الأمر إلى معركة حامية تستعين بها الصديقات برجال آخرين. ويمكن أن يُصاب العريس، ولكن في النهاية لا بد أن ينتصر ويدفع فدية لاسترداد عروسه، وبعد الدخول بعروسه يخرج العريس شمعة مضيئة خارج غرفته، وهو ما يعني أن العروس "عذراء".
 
في السودان.. بطان وجرتق ودخان

"البطان" عادة سودانية القصد منها إثبات الرجولة أمام النساء، إذ يعمد العريس إلى "جلد" الرجال الحاضرين لحفل الزفاف بالسوط، لقياس مدى قدرتهم على التحمل، ويمكن استبدال السوط بسكين صغيرة. ومهما ساءت حالة المضروب فالعريس فقط هو الذي له الحق في إعفائه من استمرار الضرب، وإذا حاول أحد إخراجه فعليه أن يحل مكانه، وهو أمر لا يحدث عادة، لأنها ستكون وصمة في حق من ينسحب، بحسب ما قالت الصحفية السودانية علوية مختار للجزيرة نت.
 
 
كما أن هناك عادة أخرى وهي "الجرتق"، فيها يملأ العريس والعروس فميهما باللبن، و"يبخّانه" في وجه بعضهما بعضا، درأ للحسد وطلبا للذرية.
 
وبحسب الصحفي السوداني عمر الشيخ الكباشي، فإن هناك عادة أخرى وهي الدخان، إذ لا بد أن تجلس العروس على حفرة الدخان التي توضع فيها أنواع معينة من الأخشاب والفحم والعطور، وتغطي نفسها بقطعة من الصوف تسمى "الشملة"، ليتصاعد الدخان ويمنح جسمها اللون الأصفر والرائحة الجميلة، لكن عليها أن تتحمل لفح النار، وهي عادة تستمر مع المتزوجة ولا تتخلى عنها سوى في حالات موت الزوج أو سفره.
 
كما يتحمل الزوج مصاريف الزواج كاملة.
 
في المغرب.. العريس لا يقابل صهره

وبحسب الدكتورة سعيدة عزيزي المتخصصة في التراث المغاربي، فإن من بين عادات الزواج في الأعراس المغربية طلاء العروس ليلة "الحنة"، ولا بد أن تقوم بطقوسها لمدة سبعة أيام امرأة يبلغ عمرها أكثر من ستين عاما، لم يتزوج عليها زوجها، ويوضع وسط "إناء الحناء" ثلاث بيضات يأكلها العروسان في الصباحية.
 
وفي بعض المناطق تُخطف العروس، ويتم إدخال عروسة مزورة؛ وكذلك مع العريس يحدث الأمر نفسه، ويدخل مكانه أخوه الذي يجب أن يكون متزوجا وله أبناء، اعتقادا أن ذلك يزيح أي سحر قد يصيب العريس.
 
كما تجري العروس وهي تحمل على ظهرها أكياسا من حلوى ترميها على الأرض لتلتقطها غير المتزوجات، وهو فأل حسن لقرب زواجهن.
 
وتضيف بوعزيزي للجزيرة نت أن من العادات أيضا في المجتمع الحساني تحديدا أن تبقى العروس في بيت أهلها حتى يتم الحمل، على أن يتحاشى الأب مقابلة ابنته وزوجها حتى تلد، وبعد الولادة يُقام حفل زفاف جديد وتذهب إلى بيت الزوجية، ويُسمى العريس بمولاي السلطان وعروسه بمولاتي أو السلطانة.
 
كما يتكحل العريس مثلما تفعل العروس، وتكحله أمه أو من يقوم مقامها.
 
كما يتحمل هو نفقات الزواج كاملة، وتُلزم العروس فقط بإحضار الاحتياجات الثانوية مثل "الزربية" أو السجاد وفناجين الشاي والبراد، ويجب أن تكون من الفضة الخالصة، كما يختلف المهر من ناقة واحدة إلى عشر نوق أو أكثر.
 
في مصر.. "الربط" والملح

في مصر، عليك ألا تستغرب إن وجدت بعض النسوة يرششن الملح على السلم قبل صعود العريس وعروسه، أو طفلا صغير يبول على عتبة المنزل، أو حبات من الغلال المقروء عليه آيات معينة من القرآن موضوعة إلى جوار رأس العريس، أو أن يرتدي العريس ملابسه مقلوبة، ويضع إبرة في حذائه، أو شبكة صيد يلفها حول خصره، أو نصلا صغيرا في جيبه.
 
كل هذه احتياطات يتبعها البعض للوقاية من "الربط"، وهو عدم قدرة الزوج على القيام بواجباته الجنسية ليلة الدخلة، وأحيانا توجه الدعوة إلى العريس من قبل أحد أعمامه أو أخواله ليستحم في منزله، ويخرج من هناك إلى كتب الكتاب وحفل الزفاف، ويخرج مرتديا الملابس الداخلية مقلوبة، هذا بحسب محمود رأفت الذي قال لنا إنه لا يعترف بهذه الطقوس إلا أنه فعلها كنوع من المجاراة لأسرته.
 
المصدر : الجزيرة

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر