يقوم وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بزيارة رسمية إلى إيران لمناقشة عدة قضايا، من بينها الملف اليمني، حيث التقى بن علوي أمين عام مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، وآخرين.
 
وكان لافتا تصريح الوزير العماني من طهران، أن استغلال الأدوات العسكرية لفرض الإرادة السياسية تصرف غير مقبول، لافتا إلى أن تجارب السنوات الأخيرة تشير إلى ضرورة تبديل العنف والعسكرة بالحوار والتفاهم. في إشارة إلى التدخل العربي بقيادة السعودية لمواجهة النفوذ الإيراني في اليمن، في حين أكد شمخاني على أن التحالف العربي يمثل عدوانا على اليمن، كما أكد تطابق الرؤية العمانية الإيرانية تجاه الأزمة اليمنية.
 
التحرك العماني باتجاه إيران عقب تحركات دولية متزايدة بشأن اليمن أهمها زيارة قام بها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى مسقط الأسبوع الماضي لبحث إمكانية التوصل إلى حل للأزمة اليمنية المستعصية منذ الانقلاب قبل أربع سنوات ومكافحة التهريب القادم من الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية اليمنية المحاذية لعمان، نتيجة اعتماد الأمريكيين على الدور الدبلوماسي الناجح للسلطنة بعيدا عن التوجه السعودي في عدة ملفات بالمنطقة؛ أهمها إنجاح المفاوضات بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي وملفات أخرى.
 
ومع مصادفة هذه التحركات العمانية للذكرى الثالثة لانطلاق عمليات التحالف العربي بقيادة السعودية بدون مشاركة عمانية، فإنها تدل على أن الأزمة اليمنية تذهب نحو التدويل بقنوات عمانية -هذه المرة- بعيدا عن النفوذ السعودي مما يقلل من احتمالات النجاح لهدف التحالف بإعادة الشرعية، وللسعودية بإنهاء التهديدات الأمنية التي تطالها من اليمن.
 
وعلى عكس التدخل السعودي في 2011 الذي شهد نجاحا للدبلوماسية السعودية حين أنتجت المبادرة الخليجية كمدخل لانتقال السلطة السلمية بعيدا عن مشاركة إيران فيها، فإنه من المستبعد في ظل المعطيات العسكرية والإنسانية والسياسية على الأرض أن تستطيع السعودية فرض حل بعيدا عن إيران، وذلك ما بدا واضحا أمام محاولة السعودية إنشاء لجنة رباعية خاصة باليمن تضم إلى جانبها كلا من أمريكا وبريطانيا والإمارات، فإن عدة اجتماعات للرباعية كانت تحضرها عمان.
 
وفشلت مفاوضات سعودية حوثية منفردة في مارس 2016م  عرفت بظهران الجنوب في الوصول إلى وقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية شاملة، لتندلع معارك الحدود بشكل أكبر من السابق، ومنذ ذلك الوقت لم يحدث أي تقدم عسكري كبير يمكن أن يساهم في إنجاز تسويات عبر المفاوضات.
 
تعثر المفاوضات السعودية الحوثية ومفاوضات جنيف والكويت  يؤكد أن إيران أضحت لاعبا رئيسيا في المجال الحيوي الخاص للنفوذ السعودي باليمن، وهو ما يفسر وجود مفاوضات سرية تحدثت عنها رويترز بين السعوديين والحوثيين في مسقط وليس في ظهران أو الرياض، ومنها الجهود الحالية للسلطنة.
 
لكن من غير المتوقع أن تحدث مسقط نجاحا يمكن البناء عليه نتيجة الواقع العسكري والسياسي على الأرض الذي يسمح باستمرار الحروب الصغيرة بين الطرفين دون الدخول في معارك حاسمة تقود إلى النصر العسكري أو الدخول في مفاوضات جادة، وبالنظر أيضا إلى التهديدات والمخاوف السعودية من التحركات الإيرانية بالنظر والمخاطر الكبيرة التي تمثلها إيران على السعودية عبر الحوثيين الخاضعين بشكل كبير لهيمنتها، بالإضافة لتجاوز هذه التحركات لطرف الشرعية اليمنية.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر