من عاش جائعا فهو سعيد


علي العمراني

تتداول وسائل الإعلام صور للأطفال والمسنين في تهامة وقد تحولوا هياكل عظمية..وكيف ان المليشيات تقوم كل يوم بإجبار التجار في المحافظة وابتزاز الناس لصالح ما يسمونها بالمجهود الحربي ومعظمها تذهب لمجهود شخصي اذ تحولت بعض الأسر المنتمية لسلالة المليشيات الى إمبراطوريات مالية في غضون عامين.

 

يروي القاضي الاكوع رحمه الله في كتابه هجر العلم ومعاقله في اليمن أن مجاعة حدثت في اب ومات الناس جوعا وكانت خزائن عامل الإمام عامره بالحبوب فرفض أن يخرج للناس شيئا يقتاتون به..وحتى انه رفض أن يصرف أكفان للموتى وقال قولته المشهورة "من عاش في ظل الإمام فهو سعيد ومن مات منهم فهو شهيد" المفارقة ان تاجر يهودي في اب قام بشراء الأكفان للموتى.

 

لم يكن ذلك سلوك فردي من عامل الإمام اذ كانت ولا زالت تلك منهجية عقائدية وسلوك الأئمة تجاه اليمنيين وحين تم تذكير احد أئمتهم بحرمة سلب ممتلكات الرعية أجابه قائلاً "إن الله لن يسألني عما أخذت منهم ولكنه سيسألني عما أبقيت لهم" والفتاوى المشهورة بجواز اخذ أموال المخالفين مذهبيا مشهورة واعتبارهم كفار تأويل وان أراضيهم تؤخذ منها الخراج وليست زكاة.

 

الإبحار في تاريخ الإلف عام من قطع الرؤؤس ونصبها على أعواد المشانق وهدم البيوت وسلب الممتلكات لم تعد صفحات في التاريخ او نبش في ذاكرة التوحش..لقد عاد غضا طريا وواقعا ملموسا جسدته مليشيات الحوثي في سنتين فقط.

 

هاهي المجاعة تطل برأسها واختطاف الناس وقتلتهم تحت التعذيب وتفجير البيوت والمساجد وسلب أموالهم بالترغيب بحملة "أبو خمسين" أو أخذها بالقوة ومصادرة ممتلكات من يختلف معهم.

خلال عامين من حكم مليشيات الكهنوت يعود ثالوث الفقر والجهل، مواجهة الانقلاب والتمرد هو امتداد لثورتي سبتمبر وأكتوبر في وجه الأئمة الجدد وحلفاءهم ممن كان يطلق عليهم سابقا "عكفي الإمام".

 

 

*من صفحة الكاتب على فيسبوك

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر