لماذا نخشى وائل الدحدوح؟


مأمون فندي

نراه بجسمه الضخم ووجهه المنحوت من صخور البازلت ورباط على يديه وكأن تمثال يخضع للترميم، بعضنا يهابه وبعضنا يبجّله بطلا ورمزا، ولكن لماذا نخاف وائل الدحدوح؟
 
هل هو الموت المعلن لأفراد اسرته واخرهم ابنه البكر حمزة، ام صرخة ابنته المكلومة "ما بقي لي حدا غيرك يابا" وهي تميل عليه كما يميل متعب على جدار او جزع نخلة؟ ام لانه لم يعد فردا ولم تعد اسرة بل أصبح اختزالا لمأساتنا في العلن في آخر درجات الزووم إن، هو البقعة التي لو اتسعت لرأينا فلسطين كلها، او رأينا العالم العربي كله؟
 
هل يتماسك الرجل من اجلنا، حتى لا ينكشف هواننا على المحتل وهواننا على الناس؟ كم من الوقت سيبقى الرجل واقفا؟ ومن يرمم هذا التمثال العظيم الواقف امامنا كما رمسيس الثاني عندما كان في وسط المدينة، كان وتدا يشد خيوطها ولما خرج منها خرجت من المعادلة؟
 
كم من الوقت يلزم الترميم؟
نحن لا نعرف وائل الدحدوح إلا من الصور، لا نخاف عليه ولكن نخاف على أنفسنا من الانهيار الداخلي، نريده ان يبقى واقفا.
 
كلما انتقل فرد من اسرة الدحدوح احسسنا بأعضاء منا تقطع وترمى بعيدا ولم يتبقى منا الكثير، ولذلك نحن متمسكون بصورة الرجل. نريد ما تبقى منها واقفا، لان في وقوفه نصلب طولنا، وبدون هذه الوقفة يختل الميزان والتوازن.
 
نحتاجك يا رجل ونخافك ونخاف عليك فابقى.
 
 
*نقلا عن منصة "إكس"

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر