في أكتوبر من 2016 شن الحوثي هجومين بحريين على الأقل أواخر عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، استهدف سفينة حربية أمريكية تدعى مايسون، لم يصبها وأحد الهجومين انفجر الصاروخ أو وقع على بعد أميال بحرية منها، وردت عليه الولايات المتحدة بشن ما وصفه المسؤولون الأمريكيون حينها بأنها "هجمات محدودة" على مواقع رادار حوثية في الحديدة.

كانت تلك الهجمات المتبادلة بين الطرفين، هي الحد الأقصى من السوء الذي يمكن أن يذهب إليهما الطرفان، مهما توترت العلاقات بينهما. وفي 2018 قادت الولايات المتحدة وبريطانيا ضغطا دوليا هائلا على الحكومة والتحالف العربي لمنعهم من السيطرة على الحديدة الذين كانت القوات التابعة لهما قد اقتحمتها فعلا من جهتي الجنوب والشرق ووصلت إلى بعد 4 كيلومترات من الميناء نفسه، وفي قلب شارع صنعاء الرئيس في مدينة الحديدة. 

عاد الحوثي مجددا للاستعراض بناء على مصالح إيرانية وأوامر إيرانية وتحت إشرافهم لشن هجمات على بعض السفن التجارية التي يزعم أنها تابعة للاحتلال الصهيوني أو متجهة إلى موانئه. أسقطت الولايات المتحدة عبر بحريتها المنتشرة في البحر الأحمر، أغلب الهجمات الحوثية، ولكنها نفت تماما إن كانت الهجمات الحوثية استهدفت بعض مدمراتها.

بلغ عدد الهجمات الحوثية منذ العدوان الصهيوني على قطاع غزة مطلع أكتوبر الماضي أكثر من 12 هجوما بحريا على عدة سفن، وتمكنوا من خطف سفينة واحدة على الأقل في البحر الأحمر، بينما فشلت محاولة خطف سفينتين بين خليج عدن والسواحل الصومالية في الفترة ذاتها قام بها مسلحون صوماليون مجهولون بعضهم اعتقلتهم الولايات المتحدة، ورد الحوثي بهجمات صاروخية على بعد أميال – كالعادة من القوات الأمريكية-، وردت الولايات المتحدة بقتل عشرة عناصر حوثية أواخر ديسمبر الماضي حاولوا خطف إحدى السفن.

لم يكن الرد الأمريكي بقتل عناصر حوثية في البحر الأحمر تعبيرا عن تطور في الموقف الأمريكي، فقد تزامن مع تشديد الهجمات الأمريكية على مجموعات إيرانية في سوريا والعراق آخرها قتل قيادي بارز في الحشد الشعبي ببغداد مطلع يناير الجاري.

وأكد المبعوث الأمريكي إلى اليمن في أحدث تصريحاته أنه خريطة الطريق لحل الصراع في اليمن يعد أولوية مهمة وقصوى للولايات المتحدة، وأن عواقب الهجمات الحوثية في البحر الأحمر، ستؤدي إلى عزلة اليمن. أي فرض حصار على الشعب اليمني كله وليس على الحوثي. وأضاف ليندركينغ في تصريحات صحفية الجمعة أن بلاده ما زال لديها تركيز جدي على عقد صفقة سلام في اليمن. وتقوم الصفقة على منح الحوثي امتيازات مالية واقتصادية هائلة على حساب الشعب اليمني. بالمقابل خلت البيانات الحوثية من أي تهديد بالانتقام لعناصره الذين قتلوا في البحر الأحمر واكتفى وفق بيان للقيادة المركزية الامريكية بشن هجوم بقارب مسير عن بعد انفجر على بعد أميال كثيرة من القوات البحرية الأمريكية. 

وبينما خطوط العلاقة بين الحوثي المليشيا الحوثية الأكثير تبعية وخدمة لإيران، وواشنطن واضحة وصريحة ومتفق عليها بأن تكون محدودة ودون أضرار وخسائر، في اليمن على الأقل وفي المشرق العربي على الأكثر، فإن التجييش الحوثي والوعيد والجرأة مؤخرا على الخطف والتنكيل بالشعب اليمني في مناطق سيطرته في تصاعد مستمر، تؤكد المؤكد: الحوثي العدو الأول للشعب اليمني.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر