تواصل مليشيا الحوثي خطف قيادة نادي المعلمين اليمنيين والزج بهم في زنازين الأمن والمخابرات في صنعاء مستغلة انشغال الرأي العام المحلي بالمعركة في غزة، وتتفنن في وسائل التخلص منهم.

وفق أحدث المعلومات المتوفرة عن الشيخ أبوزيد الكميم رئيس النادي فإن صحته دخلت مرحلة الخطر ونقل إلى العناية المركزة، لأسباب مجهولة، وبشكل مفاجئ.

الشيخ الكميم متقدم في العمر وقضى أكثر من نصف عمره حتى الآن في حقل التربية والتعليم مدرسا ومديرا وموجها ومدربا رياضيا، وآخر نشاطه التعليمي مؤسسا لنادي المعلمين للمطالبة بمرتبات المعلمين لإنقاذ ملايين الطلبة من انهيار العملية التعليمية بقطع المرتبات، وتدمير التعليم العام.

مليشيا الحوثي خطفت الشيخ أبوزيد الكميم بعد ساعات قليلة على انطلاق طوفان الأقصى، ولكن بنفس الطريقة التي تقتحم فيها قطعان الصهيونية منازل الفلسطنيين، ما يعني أن الحوثي والصهاينة وجهان لعصابة واحدة، " الاستعلاء على الخلق" وخطفهم وقتلهم.

لا توجد تهمة محددة موجهة للشيخ أبوزيد الكميم، لكن المفاوضات معه في زنازين الأمن القومي الحوثية كانت على طريقة الصهاينة: استسلم أو سنقتلك، لا تطالب بالمرتبات، ولا تطالب بالحقوق، ولا تطالب بكرامتك ولا كرامة ملايين الطلاب اليمنيين، لا علاقة لك بشيء، كما تفعل الصهيونية مع الشعب الفلسطيني الأعزل.

مؤخرا لجأت مليشيا الحوثي إلى حيلة جديدة: اغتياله بطريقة متدرجة، إنهاكه بالأمراض، تعذيبه بطريقة تناسب تقدمه في العمر، حرمانه من النوم، والأهم، ربما منعه من العلاج حيث يعاني من السكر، أو تغيير علاجه.

تخطئ مليشيا الحوثي كما يخطئ الصهاينة أنهم حين يتخلصون من قائد نذر نفسه لقضيته أن يؤدي اغتياله بطريقة بشعة أو بطريقة منع العلاج، إلى موت القضية. كان الشيخ أبوزيد الكميم قد التزم الإضراب السلمي عن التعليم، ولم يجبر أحدا على أي تحرك إضافي من المعلمين أو الموظفين للمطالبة بالمرتبات، وأدى اعتقاله وخطفه بطريقة صهيونية، وعدم محاكمته أو الإفراج عنه، ثم عدم الإفراج عنه بعد ثبوت عدم أي تهمة ضده إلى خروج أول تظاهرة نقابية ضده من قبل النادي للمطالبة بالإفراج عنه ولصرف المرتبات. 

غير أن محاولة قتل الشيخ أبوزيد عبر المرض، هو عدوان خطير على حياة ملايين اليمنيين الذين يريدون كرامتهم، ويريدون الحقوق الدستورية المكفولة لهم، ويرفضون العيش كعبيد، وجريمة خطيرة لا ينبغي أن تمر دون رد على جميع المستويات المشروعة.

إن حياة الشيخ الكميم ورفاقه المخطوفين من قيادة النادي وهم أمين عام النادي محسن الدار، ورئيس فرعه في المحويت ناصر قعيش، ورئيس فرع النادي في ريمة إبراهيم جديب، تقع على مسؤولية مليشيا الحوثي، وأي مساس بهم قد تؤدي إلى تظاهرات واسعة وانهيار شامل للمليشيا الحوثية. 

وتخطئ المليشيا تماما حين تظن أن هجماتها لصالح إيران، قد تعيد لها شعبيتها، أو ستعيد تقديم نفسها بصورة جديدة، إن ملايين الطلاب في كل المحافظات حرموا هذه السنة من التعليم بشكل نهائي، بعد قطعها مرتباتهم، وتأثير المدرسين على قناعات الناس والجيل الجديد خصوصا، هو فاعل جدا، وهو من يؤسس للأفكار والقيم، وهم يرون أساتذتهم يضربون عن التعليم في مختلف المحافظات، دون خوف أو تردد، وقد تجسد تأثير المعلمين وغيرهم بالخروج الكبير للطلاب في ذكرى 26 سبتمبر في صنعاء والمحافظات الأخرى، وعلى المليشيا أن تطلق سراح قيادة المعلمين فورا دون قيد أو شرط وتصرف المرتبات أو تتوقع الأسوأ من قبل الشعب الغاضب وفي مقدمتهم المعلمون.

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر