مع الترقب العربي والدولي للانتخابات البرلمانية والرئاسية التركية.. لا أرغب هنا بمناقشة الموقف الأمريكي والغربي ولا الموقف العربي أنظمة وكُتاب وإعلاميين ولا غيرهم بما يخص (أُردوغان).. بين راغب بفوزه أو العكس.. فكل واحد يعبر عن أهدافه ونواياه.. والشعب التركي هو الأدرى بِمصالحه قبل غيره، والعارف في الفارق الكبير بين حياته العامة قبل وبعد (أُردوغان)..
 
 الذي يهمنا هنا.. هو موقف (أنصار أنفسهم) الذي هو بالمطلق ضد فوز: (أُردوغان) وهذا أيضاً من حقهم!.. لكن قول إحدى قيادات (أنصار أنفسهم) بمنشور له مؤخراً، بإن (أُردوغان) يريد إحياء الدولة العثمانية واستعباد اليمن من جديد حسب تعبيره الغَبي والذي ظل يُعَدد جرائم (الأتراك) ضد اليمن خلال فترة الدولة العثمانية، ثم وهو الأهم والدافع لهذا الرد العاجل.. اعتبر أسياده الأئمة بأنهم طوروا اليمن، خاصة أيام الإماميين يحيى وأحمد.. والذين ظلا يُعيدان بناء ما خرَّبه الأتراك حسب تعبيره؟!!.
 
هذا الكلام الكاذب والساذج والقبيح.. دفعني لوضع مقارنة جُزئية وعاجلة هنا.. بين حكم الأتراك الثاني والأخير لليمن، وبين حكم الهالِكَين يحيى وأحمد حميد الدين، والمنقول مع بعض التصرف من كتاب: (التاريخ العام لليمن) لمحمد يحيى الحداد.. وهو ما أكده معظم المؤرخين العرب والعجم..
 
فمن إيجابيات الأتراك باليمن على سبيل المثال وليس الحصر:-

وجود نظام إداري مدني وقضائي غير مسبوق.. حيث وُجدت محاكم متنوعة ظلت منتشرة في كل محافظات ومناطق اليمن من شرعية وتجارية ووطنية أهلية واستئناف لكل هذه المحاكم، ومحاكم للنقض والإبرام ونظام نيابات.. ونظام مالي.. الخ
 
كانت توجد مجالس شعبية في المناطق والمدن اليمنية تُعرف بمجالس الإدارة.. وتتكون من ممثلين للشعب فيعبر النواب من خلال هذه المجالس عن آرائهم ورغبات ممثليهم بكل حرية.. وبصورة يعجز الوصف عن وَصفها..
 
لكن هذه المجالس الشعبية سواء التي في العاصمة صنعاء أو في غيرها من المدن والمناطق اليمنية الأُخرى انتهت تماماً أيام الهالِكَين يحيى وأحمد، بل وتمت محاربة وملاحقة معظم من كانوا أعضاء بها.
 
وفي مجال الطرقات.. بدأ الأتراك بشق الطرقات خاصة ببعض المناطق الجبلية.. كما بدأوا بشق سكة حديد من رأس الكثيب في الحديدة وحتى منطقة باجل ولمسافة خمسة كيلو مترات، وسارت أول قاطرة فيها في افتتاح رسمي حضره الوالي العثماني وكبار رجال الدولة آنذاك..
 
وما أن تولي الهالك يحيى الحكم حتى أمر بتخريب سكة الحديد تلك وبيع الحديد وَغيره الذي بُنيت عليه؟!!
 
أنشى الأتراك العديد من المدارس العسكرية والمدنية والتي تخرج منها الكثير من اليمنيين ممن كان بعضهم هم رجال الحكم والإدارة والتعليم إضافة إلى النظام العسكري الذي أنشأه الوالي إسماعيل حقي والمعروف بنظام (الجندرمة) من اليمنيين وشكل جهازاً خاصاً لتدريبهم..
 
وكان بإمكان الطاغية يحيى أن يتعهد تلك البُذُور بالرعاية والنماء والاِستفادة من المواهب والاِستعدادات والخبرات التي كان الكثيرون من اليمنيين قد تعلموها في المدارس والمعاهد المدنية والعسكرية التي بناها الأتراك.. لكنه هدم ذلك كله وحول معظم مباني تلك المعاهد والمدارس إلى قصور لأبنائه.. ولم يُشكل أية حكومة ذات وزارات لها صلاحيات بالمعنى المعروف.. وظل متمسك بـ: (مدرسة الحفاظ على القديم) حسب فهمه، وهو ما تكرر أيام حكم ابنه الهالك أحمد..
 
هذه بعض إيجابيات الأتراك التي وصفها أحد قادة (أنصار أنفسهم) بالجرائم.. وهي تمثل نسبة ضئيلة جداً من إنجازات الأتراك لأن الوقت لا يسمح بشرح المزيد منها وربما في قادم الأيام سنأتي بذكر المزيد منها بعون الله.. أهديها إلى هذا النكرة صاحب المنشور الذي دفعني إلى هذا الرد الموجز، ومن خلاله إلى بقية قادة: (أنصار أنفسهم) بلا تحية..

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر