ديوانا البردوني يواصلان الظهور في ديوان خالد الرويشان.. 

 في المرة الأولى تُركا تحت كومة من بقايا القات، بعد غيبتهما الصغرى لدى المرحوم الشاطبي.
 
يومها غافلاه وانسلا رفقته الى مجلس الرويشان، هناك حيث راحا يصغيان الى الأحاديث الدائرة، كان الشعر فاكهة المقيل، وهو ما اشعرهما بالأنس ليقررا الانفلات من أسر الوصي الى موضع خفي بين المفارش. ليجدهما الرويشان فجأة وقد انفض القوم وليدخلا في الغيبة الكبرى.
 
إن ذلك بعيد وفاة البردوني، بحسب شهادة الرويشان مؤخرا، والتي لم يذكر فيها أن نسخة أخرى أتت مجلسه بعدها بأربع سنوات، ولم يشر مطلقا الى الحارث بن الفضل، والذي بادر أمس "للشهادة لله" في صفحته بالفيس قائلا: إنه كان مخزنا في "مجلس الرويشان في العام 2003، اذ أحضر كمال البرتاني ومحمد القعود نسخة مصورة من هذين الديوانين، وأن الرويشان سمح له بقراءتهما، شريطة عدم تصويرهما وانهما مكثا معه يومين وأعادهما اليه" 
 
المفارقة العجيبة أن عبد الرحمن مراد، في رده على الأستاذ علي المقري، قال: "والصحيح أيها الصديق العزيز أن الهيئة قالت: إن ديواني البردوني لدى وزير الثقافة الأسبق خالد الرويشان، سلمهما له كمال البرتاني"، مضيفا: "وقد قال كمال ذلك في سياق حوار له منشور".. واضاف مراد مؤكدا "أن النسختين سلمتا للرويشان منذ عام 2005"..!
 
 بينما الحارث يقول "إن كمال والقعود احضرا النسخة لمجلس الرويشان في 2003". وهذا التضارب في المعلومة والتاريخ يقوض شهادة الإثنين معا.. 
 
الأغرب أن القعود لم يشر سابقا الى ما ذكره الحارث أول أمس، ولا استدرك على مراد مصححا باعتباره كان من محضري الديوانين وحاضري الديوان...!   
 
كما لم يخبرنا الحارث عن تلك النسخة؛ هل كانت مكتوبة بخط اليد أم مطبوعة؟ وكيف لابن الفضل ألا يجد من الفضول ما يجعله يسأل البرتاني والقعود: من أين حصلتما عليها؟
 
مستحيل أن يتم احضارهما بصمت، ويقابلا على هذا النحو من الفتور والبرود وعدم الاكتراث، حيث لا أحد كلف نفسه أن يسأل او يستفسر، حتى تلميذ الراحل الكبير نفسه...!!
 
 لا أصدق أن حديثا لم يدر حيرة، دهشة، استغرابا، أو فرحا. هذا كنز ثمين، جدير بالاحتفال والذكر والتصوير والحفظ وعدم الامتثال للحظر والمنع. من الطبيعي أن يكون الحارث متلهفا للديوانين أكثر من سواه.. واللقاء بهما، بعد طول تشوف، لحظة خاصة تستدعي النهوض والإقبال وابداء منتهى الغبطة.
 
وكما فات الحارث أن يسأل استاذه: أين هما الديوانان؟ وقد أخبره عنهما وهو تلميذه النجيب والقريب!؛ فقد فاته أيضا ذكرهما طيلة 19 سنة!، إن لم أكن مخطئا. فلا أدري إن كان أدلى من قبل بمثل شهادته هذه، ابراءً "لذمته"، ووفاءً لمعلمه، وقطعا لأيدي السُّراق ودرءا للهواجس والظنون.. 
 
لا أشك بمحبة الحارث للبردوني، ولا أطعن بمصداقيته، وسأتجاوز امتنانه لمراد (رئيس هيئة الكتاب بصنعاء). والذي أهداه نسختين من الإصدار المشتبه به. واعتقد أن أصدق ما في شهادته الفاترة؛ قوله في الأخير: "الشاهد أن هذين الديوانين هما لأستاذي الشاعر الكبير عبد الله البردوني، وكل ما فيهما يوحي بذلك، فالأسلوب أسلوبه والبناء بناؤه، ولا داعي للتشكيك وإثارة الشُّبَه حول ذلك".
 
قال "يوحي" وهي كلمة لا تفصح عن يقين البتة.
 
من التالي، من حملة الديوانين الى مجلس الرويشان، يشهد للبردوني بالبنوة ولمحمد على الحوثي بالتبني؟!

لأول مرة يبدو البردوني محتاجا لشهود اثبات غير شعره وشاعريته.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر