مأزق المجلس الرئاسي


سلمان المقرمي

يواجه المجلس الرئاسي أخطر التحديات التي تهدد وجوده، الذي بني على أساس هش أصلا بين فرقاء يواجهون الحوثي برايات مختلفة. 

 

أدى الصراع في شبوة وفشل المجلس في حلها بالتفاوض والسلم بعيدا عن القوة العسكرية إلى هيمنة واضحة للمجلس الانتقالي -الذي يسعى إلى الانفصال - على جميع المستويات. 

 

تاريخ سيطرة قوى معينة على مقاليد الأمور في الحكومات والمجالس باليمن ليس جديداً، ويعرفه الجميع، لكن خطورة ما يجري حاليا على الأرض، ينبع من كونه موجه ضد قوى المقاومة الشعبية والرسمية التي تناهض الحوثي. 

  

في 2018 أدى الاقتتال في عدن الذي استمر حتى أغسطس 2019 إلى ضعف شديد في جبهات القتال ضد الحوثي وسقطت على أثره الجوف ونهم ومديريات كثيرة في مأرب تحت ضغط الهجوم الحوثي وانسحاب مذل من الحديدة، أي هزيمة مدوية أصابت الجميع في اليمن وتداعياتها طالت السعودية والإمارات اللتين تعرضتا لسلسلة من الهجمات الفصائل الإيرانية عبر الحوثي وألوية الوعد الحق المجهولة ونجحت تلك الهجمات بإصابات دقيقة للمؤسسات الحيوية النفطية وغير النفطية في كل من السعودية والإمارات. 

  

رغم أيام على انتصار الانتقالي على القوات الحكومية في شبوة فإن المجلس الرئاسي ليس له جهود تذكر في معالجة نتائج تلك الصراعات، بل إن محافظ شبوة عوض العولقي هدد بمزيد من الحروب ضد القوات الحكومية، وأعلن توسيع مساحة الصراع إلى خارج مدينة عتق وصولا إلى المديريات النفطية، في وقت ما تزال فيه التعزيزات العسكرية للانتقالي تتواصل إلى شبوة، رافقتها حملة إعلامية شديدة من المحافظ العولقي تجاه قادة الجيش في شبوة من الذين يحاربون الحوثي منذ سنوات. 

  

ويبدو المجلس الرئاسي متجاهلا تماما لمطالب حزب الإصلاح بالانسحاب من كافة المجالات في الحكومة وهو أحد القوى الرئيسية في اليمن الذين يؤثرون بمواقفهم مهما كانت على خريطة الصراع في اليمن، وسيؤدي انسحابه حتما إن نفذه إلى فقدان المجلس الرئاسي من القوة السياسية الوحيدة المنخرطة فيه، بالنظر إلى أن باقي مكونات المجلس الرئاسي كلها عسكرية.  

 

بل ذهب المجلس أبعد من ذلك إلى التهديد بمعاقبة من يسيء إلى الإمارات والسعودية، بينما يعلم إن إنشاؤه نفسه جاء للتفاوض مع الحوثي الذي لا يسب الامارات والسعودية، فقط ولكن يعلن عن عزمه تدميرهما وقد دمر فعلا سلسلة من مؤسياتهما الوجودية، ما يعني أن المجلس الرئاسي يوجه تهديده إلى قوى المقاومة التي تقف في وجه الحوثي منذ سنوات. 

  

ولا يستبعد على الإطلاق أن تتكرر الحملة التي تستهدف المقاومة الشعبية ضد الحوثي في مؤسسات الجيش أن تتكرر في عدد من المحافظات. 

  

إن الترتيبات السياسية الناتجة حتى الآن عن صراعات شبوة أفضت إلى عدم انعقاد المجلس في عدن بحضور جميع أعضائه، ولم ويصير نحو التحول إلى أن يكون مجلسا ثنائيا من رشاد العليمي وعيدروس الزبيدي، مع ملاحظة أن المجلس فيما يبدو عطل الحكومة برئاسة معين عبد الملك عن دوره. 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر