كابوس الغضب الشعبي يؤرق الحوثي


سلمان المقرمي

 قبل الحوثي الهدنة مكرها تحت وقع الهزائم العسكرية في محافظة مأرب وشبوة، ومددها وقبل تمديدها شهرين آخرين لذات الأسباب، وسيقبل للمرة الثالثة وربما إلى حين انهياره هو انهيار المجلس الرئاسي.
 
حملة دعائية مكثفة يشنها الحوثي منذ بدايات يوليو الماضي عن شروط إضافية يشترطها لقبول التمديد، لإظهار أنه القوة العسكرية البارزة في اليمن التي يمكن أن تحقق ما تريد بالقوة إن فشلت جهوده بالتفاوض في تحقيقها سلما.
 
الحملة الدعائية الحوثية عن إضافة بند المرتبات ليست شروطا حوثية فهو يخطف ويقتل وينهب أموال كل من يتهمه بعلاقة مع الحكومة التي يريد منها مرتبات، ورأينا كيف أجبر قبل أيام قليلة ابن أحد من وصفهم بالخونة بالتوقيع على تسليم منزلهم بصنعاء باسم ابن الخائن.
 
من ناحية ثانية، يظهر الحوثي هذا البند الاستجابة لضغوط شعبية يريد تحويلها باتجاه الحكومة وليست ضده، للتنصل من جريمته تجاه مئات الآلاف من الموظفين الذين يجبرهم على العمل معه ضد أنفسهم قبل غيرهم مجانا بالسخرة ليس لشيء إلا لأنه اي الحوثي ابن الله والنبوة واليمنيين عبيد له جزاؤهم من الله إن أطاعوا الحوثي أو عقاب الحوثي والله إن رفضوه.
 
المحاولة الحوثية بائسة ففي الوقت الذي يزعم أنه يريد صرف المرتبات أجبر ملايين الطلبة على دفع ثمانية آلاف ريال ضمن سلسلة خطوات لتسليع التعليم العام لصالحه بعد أن كان مجانا.
 
وفي تدقيق بسيط لتصريحات الحوثي عن إضافة بند الراتب ينبغي التذكير أن الحكومة في عدن ملتزمة بصرف مرتبات الموظفين في مناطق سيطرتها منذ سنوات بانتظام خاصة القطاع المدني، وتعلن مرارا كما في اتفاقية السويد استعدادها بدفع جميع المرتبات انطلاقا من مسؤوليتها القانونية والدستورية وليس من الضغط الحوثي شريطة استلام الضرائب والموارد السيادية.
 
ثم إن الحوثي لم يكشف ما الذي يمكن أن يفعله إن لم تقبل الحكومة بتمديد الهدنة، فحشوده العسكرية طيلة ثمان سنوات لم تحقق أي انتصارات حاسمة أو فاصلة في أي جبهة من جبهات القتال، بينما تراجعت قدراته على الحشد بصورة كبيرة بعد انهياره هجومه على مأرب وهزيمته المذلة في بيحان شبوة.
 
أمر آخر يعود رفض الحوثي لمناقشة رفع الحصار عن تعز ليس نابعا من قوة يمتلكها في الجبهة هذه، بل خوف شديد  من فقدان السيطرة عليها يدفعه إلى إغلاق المدينة وحصارها بحقول الألغام بدرجة رئيسية، ولو امتلك الجيش والمقاومة قدرات فنية لتجاوز حقول الألغام وإرادة سياسية لكسر الحصار على تعز في الحوبان باتجاه تعز، لكن الحوثي في مثل هذه الحالة سيغلق الطريق مجددا من محافظة إب.
 

مشاركة الصفحة:

آخر الأخبار

اعلان جانبي

فيديو


اختيار المحرر